المحتوى الرئيسى

احتلال مقنن.. قيصر روسيا على عرش الشام.. "بوتين" يسيطر على سوريا باعتماد من "الأسد".. ومكاسب موسكو من نزيف الدم تنذر بحرب عالمية

10/15 11:43

أصبحت روسيا الآن تعيش في ظل إمبراطورية الرئيس فلاديمير بوتين، يومًا بعد يوم يتضح مدى تغلغل الروس في سوريا، فباتت موسكو هي المعنية دبلوماسيًا وعسكريًا هناك، بينما يكتفي نظام الأسد بإدارة الشؤون الأساسية والإدارية في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وربما إجراء بعض الحوارات التلفزيونية.

فبالأمس، وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،على اتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في أراضي سوريا إلى أجل غير مسمى، وهو ما يعد استكمالًا لإجراءات المصادقة على الاتفاقية التي وقعت عليها موسكو ودمشق في 26 أغسطس 2015، وذلك بعد أن صادق مجلس النواب الروسي "الدوما" على الاتفاقية في 7 أكتوبر الجاري، ووافق عليها مجلس الشيوخ الروسي قبل ثلاثة أيام.

وتنص الاتفاقية سالفة الذكر على نشر مجموعة من القوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية بريف اللاذقية، المعروفة باسم مطار باسل الأسد؛ للمشاركة في محاربة الإرهاب.

يذكر أن الاتفاقية تنص على نشر مجموعة القوات الروسية في سوريا إلى أجل غير مسمى، وفي حال رغب أحد الطرفين في الخروج من الاتفاقية، يتم إيقاف سريانها بعد مرور عام على تقديم هذا الطرف بلاغا رسميا بهذا الشأن.

وبقراءة بنود الوثيقة، يتضح أنها أقرب الي احتلال منها لإتفاق بين طرفين، او شريكين، فالاتفاقية تقريبًا تنزع كل صلاحيات السيادة من سوريا لصالح روسيا، حتي ان القاعدة ستكون تحت قيادة جنرال روسي تؤتمر بأمره.

وتسمح السلطات السورية من خلال اتفاقية "الاحتلال" لروسيا باستخدام كامل بنيتها التحتية وأراضيها بالتنسيق مع الجانب السوري ومن دون مقابل.

وتؤكد الاتفاقية أن الحكومة السورية تسمح لموسكو بنقل الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والمواد الضرورية لإنجاز المهمات الموضوعة أمام المجموعة الروسية، وكذلك ضمان أمن عسكرييها وظروفهم المعيشية، إلى الأراضي السورية، من دون تحصيل أي ضرائب على عبور حدود البلاد.

كما منحت الاتفاقية للعسكريين الروس مزايا كبيرة جدًا؛ حيث تقضي بأن العسكريين الروس الذين يدخلون ضمن تشكيلة المجموعة بإمكانهم عبور حدود الجمهورية العربية السورية من دون الخضوع لعمليات تفتيش من قبل قوات حرس الحدود والجمارك السورية.

وأيضًا تطرقت الوثيقة لوضع أفراد المجموعة العسكرية الروسية وعائلاتهم، ومنحتهم حصانة وميزات تفوق تلك التي يتمتع بها الدبلوماسيون الأجانب.

وكان السيناتور إيغور موروزوف أحد أعضاء لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد المجلس الأعلى للبرلمان الروسي"، قال- في وقت سابق- إن القرار بنشر قاعدة بحرية روسية في طرطوس، سيعني زيادة عدد السفن العسكرية الروسية في المنطقة، وتعزز قدرات روسيا العسكرية ليس في سوريا فحسب، بل وفي الشرق الأوسط والبحر المتوسط بشكل عام.

كما أوضح الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للأسطول الحربي الروسي الأميرال فيكتور كرافتشينكو أن نشر القاعدة الروسية الجديدة في طرطوس؛ يرمي إلى تحقيق أهداف جيوسياسية، بالإضافة إلى الأهداف العسكرية المباشرة، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستؤدي لتعزيز الوجود العسكري الروسي في المنطقة بقدر كبير.

وأضاف كرافتشينكو أن "نشر القاعدة العسكرية البحرية سيعني إنشاء بنية تحتية متكاملة، ويدور الحديث ليس عن السفن والمرافئ فحسب، بل عن منظومة للتحكم، ومنظومة حراسة ودفاع، ومنظومة للدفاع الجوي. ولم يكن إرسال بطارية "إس- 300" إلى هناك عديم السبب".

وبعد دخول تلك الاتفاقية حيز التنفيذ، يمكننا أن نرصد كم المكاسب التي حصل عليها النظام الروسي من خلال تواجده ودعمه لنظام بشار الأسد في سوريا:

- بادئ ذي بدء.. يمكننا أن نقول إن الرئيس الروسي فلاديمر بوتين تمكن من إعادة روسيا للواجهة من جديد، كقطب أمام الولايات المتحدة الأمريكية، حتي ولو لم يكن فعلًا ندًا لها، ولكن تمكن من صنع الصورة التي يرغب فيها، وإعادة بريق الإمبراطورية الروسية.

- تمكنت روسيا من اختبار الكفاءة العسكرية لجنودها ومعداتها، وطائراتها.

- وضعت روسيا لنفسها قواعد عسكرية جوية وموانئ بحرية مطلة علي البحر المتوسط في طرطوس واللاذقية، ومقر للاستخبارات استكملتها بقاعدة "حميميم" الجوية وهو ما يمكنها من بسط نفوذها علي منطقة كبيرة محيطة بها تحت عنوان محاربة الإرهاب.

- كما سمح التواجد الروسي في سوريا بفتح واجهة بحرية لموسكو علي البحر المتوسط، ومكنها من توسيع أسطولها البحري، وإعادة انتشاره بشكل فعال، بما يحقق سيطرة علي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وايضًا تهديد أوروبا مباشرة دون الحاجة للمرور علي دول أخري.

- كما أصبح لروسيا دور إقليمي وعالمي كما كانت تطمح، وأصبحت هي طرف التفاوض فيما يخص الملف السوري.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل