المحتوى الرئيسى

شهداء سيناء.. وسفهاء الموقع الأزرق

10/15 11:32

وكأن كل هذا الوجع لا يكفى لإدماء القلب، وكأن قلوبنا الموجعة ينقصها هؤلاء الذين تمر عليهم كارثة مثل سقوط 12 من جنودنا وأبطالنا شهداء فى سيناء، وكأنه لم يكن.

من أى شباك نصرف أوجاعنا الآن؟! وجعنا على دماء الشهداء، أم وجعنا ممن خانوا هؤلاء الشهداء بتجاهل بطولاتهم فى سيناء؟ كيف وصلنا إلى تلك النقطة المثيرة للغثيان، النقطة التى يحتلها نشطاء وإخوان ومواطنون لا تصيبهم أبناء الفجيعة بالألم بسبب خصومتهم السياسية.

لأبطال هناك فى أرض الربو، سيناء أرض الربو، والجنة أرض الرب، الشهداء ارتقوا إلى الجنة، ورفاقهم على عهدهم يقاتلون ويثأرون، والسفهاء على عهدهم شامتون وساخرون ومتبلدون.

أصوات شماتتهم تأتى واضحة من تركيا ومن صفحاتهم ومواقعهم، وسخريتهم من حرب يخوضها الوطن بأجساد أبطاله حاضرة، وقلوبهم متلبدة كما حجر بارد أصم.

ومن فوق جنته فى السماء وأرض فيروزه فى سيناء تبقى عين الإله حاضرة تخلد من ضحى بدمه وتلعن من أمات قلبه بمرض الخصومة والمصلحة.

رحم الله أبطال مصر وجنودها شهداء عند ربهم يرزقون، ولعن الله أرواح المتلاعبين بكل شىء لغرض فى نفوسهم ولمصلحة يهرعون إليها على جثة وطن.

أعود إلى الوراء قليلا، وأتذكر شهيدا سبق من لحقوا به فى الأمس، وأجد فى وصيته وربما فى وصية شهداء الأمس تظهر كلمات لاحقة تفضح المزيفون فى الإعلام والسياسة.

أشعر الآن بالوجع الموجود فى بطن كل كلمة كتبها شهيد القوات المسلحة الضابط محمد هارون فى وصيته، أشعر بذلك لأنى أمتلك واحدة مثلها، تتشابه كلماتها، وتتطابق فى بساطة المكتوب.

لى فى أرض سيناء أحبة، رجال يقاتلون فى سبيل وجه الله والوطن، لا يبتغون من وراء قتالهم مغنما ولا شهرة ولا نفوذا كالذى يبحث عنه أهل السياسة والإعلام من خلف قتالهم المزيف والمصطنع على الشاشات.

أحدهم ترك البشرية وألقى فوق كاهلى أنا بحمل ثقيل، وصية من عدة سطور، أتمنى يوما ألا أنشرها وألا تخرج من غمدها، تذكرتها اليوم وأنا أقرأ وصية الشهيد محمد هارون بما فيها من كل بساطة تؤكد أن الرجال الحقيقيين الذين يدافعون عن هذا الوطن هناك فى رملة سيناء وليس الشاشات، فى سيناء أبطال من لحم ودم وفى عالم السياسة والإعلام أبطال من ورق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل