المحتوى الرئيسى

حقوق الإنسان حاضرة بمهرجان "كرامة" بنواكشوط

10/15 10:55

من بعيد وعبر الشاشة الصغيرة يتابع الطفل هاشم وزملاؤه بفريق مدرسة نسيبة في موريتانيا حفل انطلاق بطولة قناة "ج" للأطفال في كرة القدم بـالدوحة، يجتاحه الحزن لحرمانه وزملائه من المشاركة بالبطولة رغم تأهلهم، فيبكي بحسرة وألم على حلمه المحطم تحت أقدام أخطبوط الفساد والجشع واستغلال النفوذ.

مشهد من مرارات فريق مدرسة نسيبة الذي تأهل السنة الماضية لبطولة "ج" للأطفال وحرم من المشاركة فيها بقرار حكومي أثار الكثير من اللغط، جسده فيلم وثائقي بعنوان "نسيبة 1 الحلم الضائع" عرض في مهرجان "كرامة لأفلام حقوق الإنسان" الذي اختتم فجر الجمعة في نواكشوط، بعد ثلاثة أيام من العروض والنقاشات والندوات.

المهرجان المنظم من طرف دار السينمائيين الموريتانيين والشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان (أنهار) شهد عروضا لأفلام موريتانية وعربية وأوروبية، ناقشت قضايا تتعلق بحقوق الإنسان التي ركزت على التهميش والإقصاء والعنصرية وقضايا المرأة والفئات الهشة.

وقد أراد المنظمون المهرجان منصة لنقاش قضايا حقوق الإنسان بلغة الصورة، ووسيلة لبث ثقافة العدل والمساواة واحترام الكرامة البشرية من خلال الفن، وإثراء النقاش حول قضايا تهم المجتمع الموريتاني والإنسانية، وفقا لمديره محمد علي ولد بلال.

وقال ولد بلال -في حديث لـالجزيرة نت- إن المهرجان يشكل مبادرة هي الأولى من نوعها في موريتانيا لإيجاد مساحة ثقافية وفنية تهتم بقضايا حقوق الإنسان، ليواكب الفن السابع الناشطين في هذا المجال، فتتكاتف الجهود لترسيخ قيم العدل والمساواة واحترام كرامة الإنسان، وإشاعة ثقافة التعايش واحترام الآخر في مجتمع متعدد الأعراق مثل موريتانيا.

وكان لافتا في المهرجان التركيز على قضايا العنف ضد المرأة، حيث عرضت أفلام عديدة تتعلق بالموضوع، من بينها فيلما "في ذكرى بندا" و"فاطمة" اللذان يعالجان موضوع الاغتصاب، الذي شكل إحدى القضايا المقلقة والظواهر الجديدة في المجتمع الموريتاني، وكاد يتحول في السنوات الأخيرة إلى مشهد متكرر في العاصمة نواكشوط وكبريات مدن البلاد.

التنوع العرقي وسؤال التعايش المطروح بإلحاح في الساحة الموريتانية فرض نفسه بقوة في العروض والنقاشات، كما كانت حقوق الطفل حاضرة من خلال "نسيبة 1 الحلم الضائع" و"أغنية لأطفال الشوارع". كما حضر العنف السياسي من خلال فيلم "المغضوب عليهم" للمخرج المغربي محسن البصري.

وكما هو الحال في أي تظاهرة حقوقية، كانت آلام فلسطين حاضرة من خلال فيلم "المطلوبون الـ18" الحائز على جائزتي مهرجان أبو ظبي وأيام قرطاج عن فئة أفضل فيلم وثائقي.

وقد تفاعل الجمهور مع الفيلم الذي يتناول موضوع المقاومة الشعبية ضد إسرائيل من خلال قصة تدور أحداثها في بيت ساحور، حيث حاول سكان المدينة مقاطعة الألبان الإسرائيلية، وشراء 18 بقرة لإنتاج حاجتهم من الحليب ومشتقاته، فتحولت البقرات إلى "خطر أمني يهدد الاحتلال" ليبدأ بمطاردتها ومحاولة القضاء عليها.

ورغم الجفاء المعروف بين الموريتانيين والسينما فقد كان إقبال الشباب كبيرا على ورشة "أبجديات الصورة والفيديو" التكوينية التي نظمت على هامش المهرجان، كما شهدت العروض حضورا مرتفعا نسبيا ومتابعة من فئة الشباب والطلاب.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل