تجار: لم نلتفت لتوسلات عمرو أديب

أكدت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، أن الارتفاع الضخم الذي تشهده أسعار المنتجات الغذائية في مصر يدق ناقوس الخطر، مدللةً على ذلك بتوسلات الإعلامي عمرو أديب للتجار مطالبًا إياهم بتخفيض أسعار المنتجات.

وأضافت "بلومبرج" ولأن سقف حرية الإعلام في مصر منخفض، لابد وأن الرسالة كانت بدعم من المسئولين، بيد أن شركتي جهينة ودومتي للصناعات الغذائية عرضت خصم بنسبة 20% على بعض منتجاتها.

وقالت الوكالة إن مصر حاليًا تقع تحت ضغط كبير لاتخاذ إجراءات اقتصادية جذرية، فمن جانب تشهد زيادة كبير في أسعار منتجات أساسية مثل الوقود والسكر، ومن جانب آخر أوضح صندوق النقد الدولي أن مصر بحاجة لتخفيض الدعم وسعر الصرف من أجل الحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، ليصبح محدودي الدخل في مصر بين المطرقة والسندان.

وأشار مؤسس مجموعة "مالتبيلز" للاستثمار، عمر الشنيطي إلى أن معدلات التضخم تتزايد بشكل سريع منذ شهر يونيو الماضي مسجلة أرقامًا غير مسبوقة على مدار هذا العقد، تأثرًا بارتفاع سعر العملة الأجنبية فسعر الدولار في السوق السوداء وصل إلى نسبة 75% من قيمته الأصلية، منوهًا إلى أن معدلات التضخم سوف تتزايد لتصل إلى نسبة 20% بفضل إجراءات قرض صندوق النقد، ومعتبرًا أن معدلات التضخم سوف تسحق محدودي الدخل بشكل لم تفعله من قبل.

 وأضاف "الشنيطي" في حديثه مع الوكالة، بالطبع كل تلك المؤشرات تثير قلقًا لدى الحكومة كون الشكاوى الاقتصادية يمكنها أن تتحول إلى شكاوى سياسية، والنتيجة فوضى.

وسجلت الوكالة توسلات إمرأة خمسينية تمتلك محل بقالة، "بالطبع لم ألتفت إلى نداء عمرو أديب فهذه الشركات تكذب، الأسعار تستمر في التزايد وأصبحنا نتسول من معارفنا لنكمل الشهر، ماذا يمكننا أن نفعل الآن؟"

ونقلت الوكالة عن مسئولين أن مصر رسميًا تمكنت من جمع 6 مليار دولار لدعم حصولها على قرض صندوق النقد الدولي، مشيرة إلى تصريحات رئيس الوزراء "شريف إسماعيل" السابقة باقتراب مصر من الحصول على القرض بعد تمكنها من الحصول على موافقة مبدئية في شهر أغسطس الماضي.

وأكد رئيس قسم الاقتصاد المختص بشئون الشرق الأوسط وإفريقيا ببنك "في تي بي كابيتال"، رازا أغا، أنه حتى لو غير السيسي قراراته الاقتصادية فإن قرض صندوق النقد أمرًا منتهيًا لأن بلد بحجم مصر وبتعداد سكانها لا يمكن لها أن تسقط، لا أحد يريد لمصر أن تفشل أو تسودها الفوضى.