مدحت العدل: الإنتاج السينمائي حاليًا مشروع خاسر

الدكتور مدحت العدل، نموذج محترم كمؤلف ومنتج وإعلامى وفنان صاحب وجهة نظر، بصماته واضحة فى الأعمال التى كتبها منذ أكثر من عشرين عامًا عبَّر عن هموم الأمة العربية فى أوبريت الحلم العربى، ومازال يعطى بسخاء، تحدثنا معه فى هذا الحوار حول أزمة السينما وأسباب قلة الإنتاج السينمائى لـ «آل العدل» فى الفترة الحالية ولماذا توقف عن كتابة الأوبريتات الوطنية، والمؤتمرات الوهمية لتطوير السينما وأعماله الدرامية المقبلة، وأسباب فشل مسلسل "سقوط حر" من وجهة نظره، وما هى الأعمال التى كتبها وحققت فشلاً ذريعاً، وهل يرى مسلسل "الشهرة" لعمرو دياب النور ورأيه فى حال الإعلام، وبرنامجه الجديد على DMC، وتكريمه مؤخراً فى مهرجان الإسكندرية الدولى للأغنية.

> ما سر قلة الإنتاج السينمائى لـ«آل العدل» مقارنة بالسنوات السابقة؟

- بصراحة شديدة الخسارة المالية مصير كل من ينتج فى هذه الأيام، الفيلم عندما ينزل لدور العرض نجده بعد ثلاث ساعات فقط موجوداً على الإنترنت بل وعلى قنوات «تحت بير السلم» دون ضابط أو رابط، وهذا السبب جعلنا نحرص بشدة قبل إنتاج أى عمل سينمائى، السبكى له طريقته فى الإنتاج ولا ألومه أبداً على نشاطه، سوف نسعى فى الفترة القادمة لإنتاج أفلام قليلة التكلفة وبدون نجوم سوبر، ولكن لن نستطيع أبداً أن ننتج لنخسر، القرصنة جعلت الخسارة هائلة ومن الصعب تحملها.

> عقدت العديد من المؤتمرات للنهوض بالسينما ما ردك؟

- حضرت مؤتمراً نظمته إحدى الدور الصحفية الكبرى بحضور عدد كبير من المهتمين بالسينما، للأسف الشديد لم يسفر عن شىء سوى مجرد توصيات محبوسة فى الأدراج، وجدت أشخاصاً انتهت علاقتهم بالسينما منذ سنوات وآخرين جاءوا للتهريج، هذا النوع من المؤتمرات مجرد شو إعلامى ولا تسفر عن أى نتائج مؤثرة، الكلام والمؤتمرات لن تفيد ولا ينبغى أن نضع مجرد اقتراحات ولا نستطيع تنفيذها على أرض الواقع.

> ماذا عن أعمالك الدرامية المقبلة؟

- أعكف حالياً على كتابة مسلسل للفنانة نيللى كريم لم أستقر على عنوانه حتى الآن، ولكنى أقدم نيللى كريم فى شخصية مختلفة تماماً عن أعمالها السابقة وستكون مفاجأة للمشاهدين.

> ما أسباب سقوط مسلسل «سقوط حر»؟

- لعلمك قبل عرض المسلسل فى رمضان الماضى شاهدت 4 حلقات من المسلسل وقلت للجميع المسلسل ده لن ينجح، الكآبة عالية جداً وبالفعل تحققت نبوءتى، فشل المسلسل بسبب الكآبة والحزن اللذين سيطرتا على المسلسل زيادة عن اللزوم واستمرتا طوال الأحداث، المخرج لديه رؤية ربما تفشل أو تنجح، والمؤلف وحدة لا يتحمل مسئولية فشل أو نجاح العمل.

> بمناسبة الفشل، ما هى الأعمال التى كتبها الدكتور مدحت العدل ولم تنجح؟

- هما عملان: الأول فيلم «بلية ودماغه العالية» بطولة محمد هنيدى وذلك بسبب إصرار "هنيدى" على إسناد الفيلم لمخرج معين رغم اعتراضى وخرج العمل بصورة باهتة، والثانى مسلسل "العندليب" بسبب الضعف الشديد لبطل المسلسل شادى شامل الذى جسد شخصية العندليب. المسلسل وقع بسببه، على فكرة لا أغضب من أى نقد وأنا أول من يعترف بفشل عمل أو اثنين، هذا ليس عيباً، الكمال لله وحده، ومن المستحيل أن تنجح كل أعمالى، المهم الاستفادة وعدم تكرار الخطأ.

> المشروع المؤجل دائماً مسلسل "الشهرة" للنجم عمرو دياب هل يرى النور؟

- لا أعتقد وأنا شخصياً أصابنى اليأس من ظهور هذا العمل للنور.

> رغم المشاكل التى عانى منها العالم العربى فى السنوات الأخيرة لم نشاهد لمدحت العدل عمل على مستوى الحلم العربى والقدس حترجع لنا إيه السر؟

- بصراحة شديدة نفسى أعمل أعمال على هذا المستوى، ولكن النواحى الإدارية والاتفاقات لا أستطيع القيام بها بمفردى.

لك أن تعلم أن شقيقى الفنان سامى العدل رحمة الله كان يقوم بنفسه بالإنفاق مع الفنانين وتجميعهم خلال ساعات مات سامى افتقدناه بشدة ولكنى على أية حال عندى استعداد للكتابة بشرط أن أجد من يقوم بالنواحى الإدارية، وما أحوجنا فى ذلك الوقت لأعمال وطنية تلهب حماس الناس فى ظل الحالة التى تعانى منها بعض البلدان العربية بعد ثورات الربيع العربى.

> ما رأيك فى حال الإعلام المصرى بشكل عام؟

- للأسف الشديد الإعلام يسير على النقيض سأتحدث عن مثلين فقط لمدى الانقسام الحاد فى الإعلام أحمد موسى فى صدى البلد، يصفق للنظام ومؤيده على طول الخط.

وتجد فى المقابل إبراهيم عيسى "صوته عالي ومعترض على طول الخط"، مصر لا تحتاج لا إلى هذا ولا لذاك، الرئيس السيسى نفسه لا يرضيه المدح على طول الخط مطلوب النقد الموضوعى وكفانا سياسة التطبيل أو المعارضة على طول الخط.

> وماذا عن مشروعاتك الإعلامية الجديدة؟