المحتوى الرئيسى

«جبانات الإسكندرية».. معاناة «الغلابة» تلاحقهم بعد الوفاة

10/15 07:59

في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعاني منها البلاد؛ لم يصبح الأحياء وحدهم من يعانون، ولكن امتدت المعاناة إلى الموتى حيث أصبح الحصول على مدفن في مقابر الإسكندرية شبه مستحيل في ظل تراخ من أجهزة الدولة فى إدارة الجبانات وسيطرة مافيا الجبابات على زمام الأمور، حتى أصبح لكل مدفن مسمى ولكل جبابة قوانين تحكمها.

"التحرير" خاضت تجربة في عالم الجبابات بالإسكندرية للتعرف على آخر مستجدات الأوضاع، وبدأنا الرحلة من داخل مقابر العمود بكرموز والتابعة لحي غرب الإسكندرية والتي فيها عجب العجاب.

وتم تقسيم مقابر كرموز إلى 4 أقسام هى قسم الممتاز ويسمى بمقابر الشلالات وهي المقابر المغلقة التي تقع داخل الجبانة ويحيطها أشجار الصبار من كل اتجاه وبدأت الأسعار فيها من 60 ألف جنيه وحتى 70 ألف جنيه.

أما النوع الثاني، هو مقابر العشوائيات والتي تقع بالقرب من مساكن الطوبجية، وفيها أنواع غريبة ومسميات أغرب حيث وجدنا ما يسمى بمقابر التسطيح ومقابر التشريح ومقابر "إدفن وإجري" بالإضافة إلى مقابر "خبيني وعلى كلية الطب وديني".

وبمجرد دخولك للمقابر تجد السماسرة في طريقك أو على المقاهي المجاورة لباب 1 بالعمود، وتبدأ أسعار مقابر التشريح من 3 آلاف جنيه وهي معروفة لدى طلاب كلية الطب حيث يحصلوا عليها فور دفنها.

أما مقابر التسطيح، وهي المدافن التي تجمع أكثر من جثة في وقت واحد وداخل مكان واحد ويبدأ سعرها من ألفي جنيه، أما مقابر "خبيني وعلى كلية الطب وديني" فهي المقابر الخاصة بمجهولي الهوية ممن يتم العثور على جثثهم في الحوادث ويتم دفنهم، وبمجرد الدفن يتم إرسال الجثث وبيعها لمن يغرب في الحصول عليها من طلاب الطب والتشريح.

وفي العمود أيضًا مقابر الصحراوي، والتي تقع في طريق أبو منشا، ويبدأ سعرها من 7 آلاف جنيه، وتصل إلى 14 ألف جنيه للمدفن الواحد.

ومن العمود إلى المنارة أرقى مقابر الإسكندرية والتي يدفن فيها المشاهير من علية القوم وأسر الوزراء السابقين والحاليين في الإسكندرية.

وفى واحدة من أرقى مناطق الإسكندرية، تقع مقابر المنارة بمنطقة الحضرة بشارع أبو قير حيث تطل المقابر على طريق الحرية ويفصلها شارع واحد عن طريق الكورنيش، في المنارة الدفن للصفوة ورموز النظام فقط، البسطاء والغلابة لا مكان لهم فى التراب الذى يجمع الصفوة.

ودفن هنا في المنارة دفن المشاهير مثل الدكتور عصمت عبد المجيد، ووالد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وفنان الشعب سيد درويش، ومن رموز مبارك اللواء فوزي معاذ محافظ الإسكندرية الأسبق، والمستشار إسماعيل الجوسقي، محافظ الإسكندرية الأسبق، وتوفيق الحكيم، وممدوح سالم رئيس وزراء مصر الأسبق.

وتعتبر مقابر المنارة بالإسكندرية ثاني أكبر جبانات الإسكندرية مساحة بعد مقابر العامود بكرموز، وتبلغ مساحتها ما يزيد على الـ16 فدانًا، وعلى الرغم من وجود خرائط تحدد اشتراطات البناء والتصميمات الهندسية، إلا أن البعض من المشاهير ضرب بتلك الخرائط عرض الحائط.

"التحرير" رصدت مقبرة الدكتور محمد عوض، مسئول لجنة الحفاظ على التراث المعماري بالإسكندرية، وفوجئنا بأن المقبرة على شكل معبد، من الخارج يشبه إلى حد كبير معبد الدير البحر، وبحسب أحد العاملين بالمقابر والذي أكد لنا أن الرخام والجرانيت المستخدم في المقبرة يصل لنحو 250 ألف جنيه تقريبًا، وهى تحتوي من الداخل على آيات قرأنية ورموز ونقوش حصلنا أيضا على صورة منها، وتعتبر الأغلى وسط المقابر والأكثر وجاهة وقيمة.

يأتي بعد ذلك مقبرة الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، في عهد مبارك والتي لم نستطيع دخولها، أما مقبرة عائلة منصور والتي ينتمى إليها وزير النقل الأسبق محمد لطفي منصور، فهى تتواجد أمام باب 1 في مقابر المنارة، وبها باب حديدي كبير وتضم مقابر العائلة بالإسكندرية ومدفون فيها والد العائلة لطفي منصور، بالإضافة إلى وجود مقابر عائلة زهران التي تطعم من الخارج بالجرانيت والرخام الإسود ولها باب مصفح.

وخارج دائرة الضوء والمشاهير تتواجد مقبرة محمد علي رشيد، محافظ الدقهلية الأسبق بعيدًا عن الترف والبذخ، وكذلك بالنسبة لمقبرة والد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فهي تشبه لحد كبير مقابر "الغلابة" والصدقة.

أما مقبرة فنان الشعب سيد دوريش، فقد بحثنا عنها في طول المقابر وعرضها ولم نعثر عليها، وأكد مصدر بحي وسط أن المقبرة لا يوجد عليها لوحة بإسم الفنان الراحل، وعلى الرغم من احتواء المقبرة على عدد من رموز حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك إلا أن بها مقبرة شهيد الطوارىء خالد سعيد، والذى توفى في 6 6 2010، ومكتوب عليها كلمة الشهيد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل