المحتوى الرئيسى

شعب مواسم.. بصحيح!! | المصري اليوم

10/14 22:27

المواسم تلعب فى حياتنا الكثير.. إذ ما إن ينتهى موسم، ويمضى، ندخل فى موسم آخر حتى ولو كانت مواسم من المشاكل، والغريب أن معظمها.. إن لم يكن كلها.. مواسم أكل وشرب والذى منه.

وآخر هذه المواسم هذه الأيام هو موسم عاشوراء.. ويعود إلى آلاف السنين.. تخيلوا أنه موسم فرعونى؟! وبعيداً عن السبب الحقيقى له، وهل له أصل مع النبى موسى.. وكيف دخل فى العادات الإسلامية.. نقول إنه أيضاً موسم أكل! ولاحظوا مكونات «العاشورة».. قمح ولبن وسكر ومكسرات وشوية قرفة مطحونة على الوش.. مع بعض الزبيب.. يعنى وجبة كاملة إذا نظرنا لها من الوجهة الغذائية.. وكلها من نبات الأرض.. وهو طبق تتهادى به الأسر من قديم الزمان. ولكن من المصريين من أضاف إليه فى اليوم السابق، أى يوم التاسع من المحرم، وجبة من البط والأوز.. ويعنى به الناس «التوسعة على أولادهم» بالطعام.. أو يطلقون عليه يوم التوسعة، لعل الله يوسع عليهم من رزقه فى هذا اليوم.

وموسم رأس السنة الهجرية، حولناه من يوم هاجر فيه الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، من مكة إلى المدينة، وجعل منه الفاروق عمر بن الخطاب بداية للتقويم الهجرى.. إلا أن المصريين، كعادتهم الدنيوية، حولوه إلى موسم للطعام! فهم يأكلون فيه الأرز باللبن.. ليجعل الله من السنة الجديدة خيراً وبركة، وهو ما يرمز له اللبن الحليب.. ولا تنسوا دعاء ابن البلد فى الصباح الباكر لمن يقابله: «ربنا يجعل يومك زى الحليب»، وبعض المصريين يأكلون فى هذا الموسم «الكسبة» وهى من مخلفات وبواقى عصر السمسم، وهى غنية بالزيوت «السيرج» والدهون من البروتينن.. وقسم السمسم المفيد فى عملية الهضم ويقدمونها لأطفالهم ليأكلوها وهم يقولون: روح يا ابنى.. ربنا يخلى سنتك كسبانة!.

حتى إخوتنا المسيحيون يعشقون فى موسم الغطاس تناول القلقاس كوجبة أساسية، بل يقولون إن من لا يأكل القلقاس فى هذا اليوم لا يحدث له أى خير.

ثم أليس رمضان موسماً للطعام يمتد لشهر كامل.. حتى إننا نأكل فيه أضعاف ما نأكل فى الأيام العادية، وحولناه من شهر للعبادة إلى موسم للطعام، ثم، وللغرابة، يأتى بعده مباشرة موسم أكل الفسيخ من رنجة وسردين وملوحة وفسيخ بورى.. قال إيه من أجل أن «يعدلوا» حال المعدة. ومادمنا نتحدث عن موسم الفسيخ عقب شهر رمضان لا ننسى موسم الفسيخ الأشهر الذى يعيشه كل المصريين، يوم شم النسيم، ولا ينصلح حال هذه الوجبة إلا بأكل البصل الأخضر والملانة التى هى حمص أخضر مع الخس والعيش المفقع!.

ثم ندخل فى موسم أكل اللحوم.. وكأننا من الشعوب اللحمية.. رغم أننا فى الغالب من الشعوب الأرزية والشعوب الخبزية، ولكن من لا يأكل اللحم فى عيد الأضحى لا يعد مصرياً.. ولا يحسب مسلماً طيبا، ومن لا يستطيع تدبير ثمن اللحم بعد أن وصل سعر الكيلو 150 جنيها يعمل إيه؟!

وحتى فى الصيف، هناك موسم الهجرة إلى الشواطئ: شمالا إلى رأس البر والبرلس وبلطيم وجمصة إلى الإسكندرية، ثم شمالاً بغرب للقادرين وحدهم فى قرى الساحل الشمالى، والصواب الشمالى الغربى، ويمتد هذا الساحل إلى مرسى مطروح.. ومن المصريين من يهرب «فى موسم المصيف» شرقاً إلى البحر الأحمر، وكان بعضهم يفضل- زمان- سواحل فايد والإسماعيلية.. ومنهم من كان يذهب إلى غرب القاهرة إلى الفيوم، ويخطف رجله ساعات إلى شلالات وادى النطرون.

ولا ننسى موسم ملابس العيد.. وحذاء العيد.. وفطرة العيد.. وفسحة العيد طوال أيام العيد.

■ ■ ولكن دخلت على حياة المصريين أخيراً مواسم أخرى.. ففى الشتاء يعيش المصرى أزمة أنابيب البوتاجاز ومن لم يصل إليه الغاز بخطوط الأنابيب يعانى نقص الغاز، ولذلك لجأ معظمهم إلى الاحتفاظ بأكثر من أسطوانة بوتاجاز داخل شقته تحسباً ومواجهة «لموسم» نقص البوتاجاز.

ومن موسم البوتاجاز ندخل فى موسم نقص الأرز لزوم حلة الأرز أو برام الأرز بالحمام أو حتى مطبقية المهلبية، صيفاً وشتاء.. ففى الصيف يعشقها المصرى مثلجة.. وشتاء دافئة.. ومنهم من يفضلها على «مطبقية البليلة»، ويا سلام لوعلى وش المطبقية شرائح جوز الهند وحبات الزبيب.. وقطعة محترمة من الزبد، والسمن البلدى الأصفر، لتوفر له ما يحتاج من طاقة.

■ ■ وندخل فى موسم جديد- ربما لم يعرفة المصرى من قبل- هو موسم نقص السكر.. طيب نحلى الشاى بإيه؟.. بعسل النحل.. أم نُجبر على شربه «قرديحى» يعنى بدون سكر، كما تعود المصرى على أكل الخضار قرديحى أى بدون لحم؟!

■ ■ ويا ويله من عنده أطفال ترضع.. ولا تنس هنا أزمة لبن الأطفال الذى يتسرب بعضه إلى معامل الحلويات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل