المحتوى الرئيسى

حديث «التوك توك»

10/14 22:14

جدل كبير أثير حول فيديو سائق التوك توك، الذى بثه برنامج «واحد من الناس» على قناة الحياة، وتناول فيه تردى الأحوال المعيشية للمواطن المصرى، خلال الفترة الأخيرة.

البعض نشر بعض المعلومات عن السائق، وقال إنه ينتمى إلى جماعة الإخوان، وإن حماه مالك لمدرسة إخوانية تم التحفظ عليها، فى حين دافع آخرون عنه وأكدوا أنه لخص فى دقيقتين وبضع ثوان حال المصريين، بدرجة واضحة من الفصاحة، وبخطاب اتسم بقدر ظاهر من التماسك.

الخلاف فى وجهات النظر أمر وارد، لكن ثمة مجموعة من الملاحظات التى أود تسجيلها فى هذا السياق.

الملاحظة الأولى.. أن مسألة انتماء أو عدم انتماء خريج التوك توك للإخوان ليست بالمبحث، المهم فى واقعية أو عدم واقعية ما ردده المواطن.

وثمة اتفاق بين غالبية المواطنين على موضوع تردى الأحوال المعيشية.

فالكل يشكو هذه الأيام سواء كانوا الفقراء، أو المنتمين للطبقة الوسطى، بل وحتى بعض الأغنياء، وإن اختلفت أسباب ومجالات الشكوى.

المواطن قال ببساطة ما يردده كثيرون.

الملاحظة الثانية.. يكشف خطاب سائق التوك توك عن عجز واضح من جانب الحكومة فى الوصول إلى المواطن.

فقد تناول السائق موضوع المشروعات القومية، وذكر أنها «لبّستنا فى الحيط»، ويعنى ذلك ببساطة أن قيمة وجدوى وأهمية هذه المشروعات لم تصل إليه.

والسبب فى ذلك هو الطريقة التى تعالج بها الإنجازات التى تتم فى هذه المشروعات، واعتمادها على «الشو»، أكثر من محاولة إظهار أهميتها الاستراتيجية وجدواها بالنسبة للمستقبل، من خلال محاولات دؤوب وممنهجة للوصول بقيمتها الحقيقية إلى المواطن.

ويثير حديث المواطن عن المشروعات القومية مسألة فقه أولويات السلطة الحالية، ويفرض عليها التساؤل حول طريقتها فى ترتيب الأولويات، أو فى أقل تقدير السير بالتوازى على المحورين المعيشى (الحاضر) والاستراتيجى (المستقبلى).

الملاحظة الثالثة.. ترتبط بحديث البعض عن أن هذا الفيديو يشكل نوعاً من التمهيد لاحتجاجات شعبية واسعة يوم 11 نوفمبر المقبل، فيما يطلق عليه البعض «ثورة الغلابة»، وسأتناول هذه المسألة فى مقام آخر، لكننى أريد أن أنوه الآن بأن الثورات لا تقوم هكذا، ونوع من الاختزال المعيب أن يعتبر البعض أن «فيديو» قادراً على تفجير ثورة.

وفى هذا المقام أذكّر بفيديو تعرية المواطن حمادة صابر، قبل ثورة 30 يونيو 2013، الذى دلت العديد من المؤشرات على أنه كان فيديو مصنوعاً، أذيع -فيما يبدو أنه صدفة- على قناة الحياة أيضاً.

لقد توهم البعض أن هذا الفيديو كان سبباً من أسباب نزول المواطنين ضد حكم الإخوان فى 30/6، وهذا الكلام غير حقيقى، لأن الظروف الموضوعية على الأرض كانت تؤهل لثورة على الحكم، بداية من عجز سلطة الإخوان عن الحكم وحل مشكلات المواطن، ومروراً بمحاولة الإخوان اختطاف الدولة لحساب جماعة، وانتهاء بحالة الصدمة الثقافية التى شعر بها قطاع من المصريين، نتيجة الأفكار العجيبة التى كانت تتردد على ألسنة الإخوان وأنصارهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل