المحتوى الرئيسى

احذروا هذه الفطريات السامة والمميتة

10/14 20:52

يتكرر التسمم نتيجة الخلط الحاصل في تناول أنواع من الفطريات تبدو غير ضارة للوهلة الأولى. إذ أن المخاطر الناجمة عن تناول الفطور السامة أو التي لا يتحملها الإنسان تعتبر كبيرة نسبيا. في سبتمبر/ أيلول 2016 تم إبلاغ المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر عن وفاة أحد اللآجئين الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى، وذلك بعد أن قام بجمع وتناول فطر من نوع "كنولنبليتر".

يعتبر من أكثر الفطور سميّة في ألمانيا. بالنسبة للبالغين فإن تناول حوالي 50 غراما من الفطر الطازج يمكن أن يكون قاتلا، وبالنسبة للأطفال فإن نصف هذه الكمية يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. حوالي 5 % من حالات التسمم نتيجة تناول الفطور يرجع فيه السبب لتناول الأصناف المسماة "كنولنبليتر" الأخضر والتي تنمو بين شهري يوليو/حزيران وأكتوبر/ تشرين الأول في الغابات ولكن أيضا في الحدائق العامة. في هذا النوع من الفطور هناك خطورة عالية للخلط بينها وبين فطور أخرى تشبهها قابلة للأكل: على سبيل المثال الفطر المسمى مشروم "تويبلنغن". في 80 %  من حالات التسمم نتيجة تناول الفطور تعتبر الفطور المسماة "كنولنبليتر" الأخضر مسؤولة عن ذلك.

اذا تولد لدى المرء شعورٌ بعدم الارتياح بعد تناول وجبة من الفطر، فينبغي دائما مراجعة الطبيب أو مركز مختص بالإرشاد حول السموم، ليتم إرشادكم إلى الخطوات التالية التي ينبغي اتباعها. وينبغي التحذير من أية خطوات علاجية دون تعليمات طبيب: حتى الإجراءات التي تبدو بسيطة، مثلا اتخاذ خطوات تؤدي إلى التقيؤ، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، في حال إذا دخل القيء إلى الرئة. شرب الحليب يمكن أن يزيد من فرص امتصاص المواد الضارة المترتبة على تناول الفطر.

وفي عام 2015 تم إبلاغ مع المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر عن 27 حالة تسمم نتيجة تناول الفطر، توفي اثنان منهم على إثر ذلك. "يوجد في ألمانيا أنواع سامة جدا من الفطور، تشبه في مظهرها كثيرا فطور أخرى قابلة للأكل تنمو في مناطق أخرى من العالم، يمكن أن تشكل خطر على اللآجئين"، هذه ما صرّح به رئيس المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر البروفيسور الدكتور أندرياس هنزل. هناك فطر مرغوب فيه في منطقة البحر الأبيض المتوسط، على سبيل المثال الفطر القابل للأكل والمسمى "آيار- فولستلنغ" وهذا الفطر يشبه فطرا ينمو في ألمانيا يدعى "كنولنبليتر".

وهذا التشابه يؤدي الى الخلط بينهما. إلا أن المخاطر الصحية تبقى أيضا قائمة حتى بالنسبة لجامعي الفطور الخبيرين الذين ينشطون في البيئة النباتية ذات العلاقة: نتيجة التشابه الكبير بين الفطور المحلية يمكن أن يؤدي الفحص السطحي لها من قبل جامعي الفطور إلى الخلط بسهولة بين هذه الأنواع. وفي هذا السياق يعتبر كبار السن والأطفال الفئة الأكثر تعرضا لمخاطر التسمم لدى تناولهم حتى كميات قليلة منه.

يأخذ الفطر صبغته الملونة من خلال الأبواغ، التي تتجمع على رؤوس الخيوط الدقيقة. وعند تكبير صورتها تبدو هذه الأبواغ مثل الأزهار. أما اللون، وغالباً ما يكون الأصفر أو الأخضر أو البني أو الأسود أو الأحمر، فتحدده في النهاية الأرضية الحاضنة للفطر على الأغلب.

عند بدء تكون الفطر تنشأ في البداية خيوط دقيقة لا يمكن للعين المجردة رؤيتها إلا من خلال المجهر فقط. وتشابك الخيوط هذا يُدعى الغزل الفطري. ومن ثم تنمو الطبقة الفطرية من البيئة الحاضنة والمغذية لها بالماء والأوكسجين ومصادر الكربون كالسكر مثلاً.

في الرؤوس التي تشبه الزهرة تنضج الأبواغ، وتكفي هبة ريح خفيفة لحملها ببساطة إلى أماكن أخرى. وهكذا يستمر الفطر بالنمو وينتشر إلى الخارج بشكل دائري. وكلما مر عليه وقت أطول كلما كانت الطبقة الفطرية أكثر كثافة.

على الرغم من سمعتها السيئة فإن بعض أنواع الفطر تعتبر مفيدة، إذ أن ما يسمى بالإعفين يقوم بتحليل المواد العضوية كالخشب الفاسد، لتحوله إلى مواد غذائية تستفيد منها النباتات. بالإضافة إلى ذلك فإن الفطر يشكل مادة غذائية أساسية لبعض الحشرات والعناكب.

بعض أنواع التعفن الفطري تنتج مواد مثل البنسلين، والتي يتم استخدامها في الصناعات الدوائية، إذ يعتبر مضاد حيوي طبيعي ويتم الحصول عليه من فطر البنيسيليوم. وكذلك في إنتاج المواد الغذائية يستخدم الفطر في تحضير السجق المجفف والجبنة الزرقاء.

لكن في الغالب يكون العفن الفطري كطفيليات حين تصيب النبات والحيوان والإنسان وتتسبب في مرضه، وخصوصاً على المواد الغذائية توجد أنواع عنيدة من الفطر تفضل الظروف الجافة وهي مقاومة للمواد الحافظة. ويمكن أن تتسبب بعواقب وخيمة للإنسان.

الفطريات نادراً ما تتسبب بالالتهابات، لكن التماس لفترات طويلة بالفطريات يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع الحساسية ومشاكل في التنفس والربو والأكزيما والصداع النصفي وآلام الرأس.

الذيفانٌ الفُطْرِيّ، وسموم تكونها الفطريات، له أضرار كبيرة ومسببة للإصابة بالسرطان. يوجد 200 نوع من الفطر المعروفة بإمكانيتها على تكوين مثل هذه الغازات في الأغذية والأعلاف أو الأماكن المغلقة. ويحدث هذا إما عن طريق تناول المواد الغذائية أو التصاق هذه السموم بالأبواغ وتحمل بعيداً بواسطة الهواء وبالتالي يستنشقها الإنسان.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل