المحتوى الرئيسى

نوبل والبوصلة المعطوبة!

10/14 14:53

أثار منح جائزة نوبل للآداب للمغني الأمريكي بوب ديلان جدلا واسعا عدا عن كونه مفاجأة وسابقة يصعب فهمها أو استساغتها إذا نظرنا لهذه الجائزة من منظور إنساني شامل.

 وبطبيعة الحال يملك الـ 18 عضوا في الأكاديمية السويدية الحق في اختيار من يشاءون، وبنفس الدرجة يملك الآخرون الحق أيضا في الاعتراض إذا لم يقنعهم هذا الاختيار، بما في ذلك الأناس العاديون الذين يحلمون بمجتمع إنساني عادل يعلي القيم المشتركة والثقافة المشتركة، ما يجعلهم يصابون بخيبة وهم يرون أهم جائزة في مجال الأدب تذهب إلى ممثل لنمط موسيقي وغنائي محدود بالنسبة لـ"السمفونية" البشرية بشكل عام.

ومع ذلك قالت سارة دانيوس الأمينة العامة الدائمة للأكاديميةالسويدية عن ديلان إنه:" خلق تعبيرات شعرية جديدة ضمن التراث الغنائي الأمريكي العظيم"، مضيفة أن تأثير هذا الفنان الذي وصفته بأنه "أيقونة" على الموسيقى العصرية عميق جدا".

وقالت لجنة الجائزة في حيثيات قرارها عن ألبوماته الغنائية إنها :"تتمحور حول مواضيع مثل الظروف الاجتماعية للإنسان والدين والسياسة والحب".

واستطردت اللجنة تعدد مناقب هذا الفنان الأمريكي، فأعماله الغنائية "تم نشرها بشكل مستمر في إصدارات جديدة"، وقد نشر إضافة إلى ذلك "أعمالا تجريبية مثل تارانتولا (1971) ومجموعة الكتابات والرسوم (1973)"، بالإضافة إلى "السيرة الذاتية بعنوان مذكرات (2004)، والذي يصور ذكريات من حياته المبكرة في نيويورك والذي يعرض لمحات من حياته في مركز الثقافة الشعبية".

وتابعت قائلة عنه إنه "كفنان، يعتبر متنوعا بشكل مذهل: فقد كان نشطا كرسام، وممثلا وكاتب سيناريو. ديلان له مرتبة الرمز. تأثيره على الموسيقى المعاصرة نافذ، وهو موضوع تيار مستمر من الأدب الثانوي".

وبطبيعة الحال لا شك أن الرجل مبدع كبير ولكن كل ما قيل عنه، لا يجيب عن سؤال يتيم وتساؤلات لا حد لها، بماذا استحق هذا المغني بالذات كي يتوج على آداب العالم مقارنة حتى بنظرائه؟ وهل توجد قيمة إنسانية وفنية متميزة وفريدة في هذا الاختيار، حتى تقفز الجائزة فوق العشرات بل والمئات من الروائيين والفنانين الكبار في العالم؟

هل يمكن أن تكون كل الخيارات قد استنفدت، حتى تذهب جائزة الآداب إلى مطرب وموسيقي لمجرد امتلاكه لمواهب متعددة؟ ألا يعد النص الغنائي محكوما بقالب ضيق، فلماذا نتوج الجزئي ونتجاهل الكلي؟

لقد اجتهد القوم، وقد يكون الصواب خانهم، إلا أن المسألة تبدو أكبر من مجرد اختيار إذا ربطنا هذا التتويج بغيره.

وعلى سبيل المثال فقد منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام عام 2009 وفي السنة الأولى من توليه منصبه، ولمجرد أنه أغدق الكثير من الوعود.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل