المحتوى الرئيسى

هل ننتظر دخول الإيرانيين مكة؟

10/14 13:15

انتقد مصطفى النجار، عضو مجلس النواب السابق، الأحداث الجارية بين مصر والسعودية، والتي تسبب فيها اختلاف آراء كلا الطرفين أمام مجلس الأمن والتي على إثرها خاضت وسائل إعلام سعودية ومصرية في الحديث عن شئون البلدين بطرق غير لائقة.

وتساءل النجار، في مقاله بصحيفة "الشروق": هل ننتظر أن يدخل الإيرانيون مكة؟ هل نتغافل عن المسئولية الجماعية للعرب لوقف الغزو الإيرانى؟ لا يجب أن نخوض معركة تصارع قيادة العرب فهى معركة عبثية لأمة منهكة، بل يجب أن نبحث عن التكامل وتقريب المسافات فنتوقف جميعا ونراجع أنفسنا فى مصر والسعودية.

وأضاف: "لا توجد دولة فى العالم دعمت النظام المصرى الحالى مثل السعودية التى كان موقفها واضحا فى دعم نظام 3 يوليو منذ البداية وكان بيان الراحل الملك عبدالله الذى أصدره فى منتصف أغسطس 2013 حاسما فى دعم السلطة الجديدة وترسيخ شرعيتها وجاء فيه (ليعلم العالم أجمع، بأن المملكة العربية السعودية شعبا وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها فى مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشئون مصر الداخلية، فى عزمها وقوتها ــ إن شاء الله ــ وحقها الشرعى لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا فى مصر. وليعلم كل من تدخل فى شئونها الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذى يدعون محاربته، أملا منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وأنها قادرة ــ بحول الله وقوته ــ على العبور إلى بر الأمان".

وتابع: "بجوار الدعم السياسى توالت حزم المساعدات المالية التى ساهمت فى إنقاذ الوضع الاقتصادى المتردى بجوار دعم دبلوماسى خارجى للتخفيف من الضغوط التى أعقبت 30 يونيو مما دعا المستشار عدلى منصور الرئيس المؤقت السابق للقول (موقف جلالة الملك عبدالله كان موقف رجال، وموقفا صلبا أدى إلى إيقاف الهجوم الضارى الذى كانت تمارسه بعض الدول الخارجية ضد مصر".

واستطرد: "وعقب تولى الملك سلمان لم يتغير الوضع كثيرا باستثناء بعض الاختلافات فى بعض القضايا والتى كان على رأسها القضية السورية التى تباعدت فيها الرؤى المصرية ــ السعودية لتصل للمشهد الدرامى الأخير فى مجلس الأمن حيث قامت مصر بدعم قرارين مختلفين بخصوص سوريا وأيدت القرار الذى صاغته روسيا ليبدو موقفها مغايرا تماما للموقف السعودى مما أثار عاصفة من الغضب السعودى تجاه مصر انعكست فى حملة إعلامية سعودية حادة حملت الكثير من السخرية والمعايرة والانتقاد القاسى غير المألوف. وانضم لقائمة المنتقدين والمهاجمين شخصيات سعودية شهيرة معروف قربها من النظام فى مصر فى خطوة اعتبرها البعض تصعيدا سعوديا مبالغا فيه بينما رآه البعض الآخر بأنه منطقى بسبب خيبة أمل السعوديين فى أن تدعم مصر الموقف السعودى الذى يهدف لإنهاء معاناة الشعب السورى وإيقاف التوحش الإيرانى فى المنطقة".

وعلى هامش هذه المساجلات لا بد من التأكيد على النقاط الآتية:

أولا: ليس من مصلحة العرب أن يحدث شقاق مصرى ــ سعودى وسط هذه الأوضاع الإقليمية المشتعلة فى المنطقة وهذا الشقاق سيصب لصالح إيران ومعسكرها الذى استطاع احتلال وتدمير عواصم عربية كبرى بدءا من بغداد ودمشق ومرورا باليمن.

ثانيا: التبذل الإعلامى المتبادل الآن بين الإعلام المصرى والسعودى لا يليق ويجب وقفه فورا لأنه يصب فى صالح الاختلاف وتأجيج النفوس وتحقير الآخر.

ثالثا: يجب أن نعترف أن مصر بحاجة لمراجعة موقفها الرسمى تجاه سوريا ليس لإرضاء السعودية لكن من أجل إنقاذ الشعب السورى، التعلل بضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وربط ذلك ببقاء بشار الأسد خطيئة أخلاقية وسوء تقدير سياسى محض، يمكن أن نحافظ على وحدة سوريا مع رحيل بشار الأسد وبدء مرحلة انتقالية بترتيبات إقليمية ودولية. لا يمكن أن تسيطر حالة الإخوانوفوبيا على التقدير المصرى لقضية بحجم المأساة السورية، ليس معنى أن النظام المصرى لديه صراع محتدم مع الإخوان فيقرر أن سياساته الخارجية سيكون معيارها هذه الإخوانوفوبيا سواء فى سوريا أو العلاقات مع تركيا وكذلك الملف الليبى.

رابعا: أداء الخارجية المصرية فى الآونة الأخيرة أداء معطوب لا يليق بمصر ومكانتها وقد يقول البعض إن اللوم ليس على الخارجية لأنها مرآة تعكس توجهات النظام السياسى لكن مع الإقرار بذلك فلا يمكن للمدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة أن تُظهر مصر بهذا التناقض واللامعقولية التى جعلتنا محل سخرية الجميع.

خامسا: معايرة مصر بالمساعدات المالية السعودية أمر لا يليق ويمثل إهانة لجميع المصريين، وهنا يجب عدم الخلط بين الشعب المصرى وبين السلطة، فإذا ما حدث خلاف بين نظامين حاكمين فالشعوب يجب ألا تتلاسن ولا يتم تحميلها المسئولية. فكرة المن بالمساعدات لا تليق، مهما كانت درجة الأخوة ففى السياسة لا أحد يدفع بدون مقابل ولا أحد يجبر أحد على مساعدته، لا أحد يرمى أمواله فى الهواء، إذا لم تكن هناك مصلحة مباشرة للطرف الذى يساعد فعليه توفير ماله، ولا يجب أصلا أن ننزلق لهذا المنحدر بين مصر والسعودية.

سادسا: اتهام السعودية أنها تتبع سياسة طائفية فى سوريا أمر يدعو للعجب فبدلا من محاسبة إيران وتابعها بشار الأسد على مذابحهم واستهدافهم الطائفى للمواطنين السوريين والزج بميلشيات حزب الله ــ التى تحارب حرب طائفية بحتة ضد السنة فى سوريا ــ يتم توجيه اللوم للسعودية التى مهما كان هناك ملاحظات أدائها بسوريا فلا يمكن إنكار أهمية وجودها بجوار تركيا فى معالجة الملف السورى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل