المحتوى الرئيسى

مجنون ديك البرابر

10/14 12:55

لم أتخيل أن رغبة زوجى فى إنجاب الذكور سوف تحول حياتى إلى جحيم لا يطاق وكأننا عدنا بالزمن إلى عصر الجاهلية الأمر الذى دفعنى لرفع دعوى طلاق ضده بعد أن أجبرنى على إنجاب خمس مرات فتحولت إلى سيدة عجوز بسبب كثرة الولادة والإرهاق البدنى بالرغم من أننى لم أتخط العام الأربعين من عمرى.

بهذه الكلمات بدأت «سناء» كلامها مستكملة: نشأت فى أسرة كبيرة العدد لى من الأشقاء سبعة أنا أكبرهم تفتحت مداركي وأنا أشاهد والدتى كم كانت تقاسى من الإرهاق والتعب اليومى بسبب كثرة أشقائى، بالإضافة إلى رغبة والدى فى تعليمنا جميعاً للوصول بنا إلى بر الأمان على حد قوله.. اعترف بأن معاناة والدتى معنا كونت بداخلى عقدة نفسية ومنذ أدركت مفاهيم الحياة قررت أننى لن أتحول إلى سيدة مستهلكة الوقت والجسد كأمى... كانت كل أحلامى أن أرزق بطفل أو اثنين على الأكثر حتى أتمكن من تربيتهما والحفاظ على وقتى وصحتى... ظلت الفكرة داخل ذاكرتى ومرت الأيام بنا حتى وصلت إلى سن الزواج وبدأ الخطاب فى طرق باب أسرتى.. تقدم لى طارق كان شابًا وسيمًا، بالرغم من بشرته السمراء خطف قلبى من أول نظرة أعجب والدى به بشدة خاصة أنه اكتشف أنه رجل يحمل من معانى الكرم والاحترام الكثير لدرجة أنه شكر والديه على حسن تربيته له.. بعد زيارته لنا بأيام أعلنت موافقتى عليه.. عشت مع زوجى أول أيام حياتى فى سعادة لدرجة أننى كنت قلقة على حياتنا من عيون الناس، وفى أحد الأيام اكتملت فرحتنا عندما أخبرنى الطبيب أننى أحمل فى أحشائى طفلاً لم أتمالك نفسى من الفرحة أخبرت كل أقاربى وأصدقائى بالخبر السعيد،

 وقرر زوجى أن أتفرغ لطفلنا القادم وطلب منى أن أقدم استقالتى من العمل لم أفكر لحظة واحدة، مرت أشهر الحمل سريعة جداً وبعد تسعة أشهر رزقنا الله بطفلة رائعة الجمال، وبالرغم من سعادة أهلى وأهل زوجى بابنتنا، إلا أننى شاهدت فى عيون زوجى حزنًا عميقًا.. انتهزت أول فرصة وسألته عن أسباب حزنه وفوجئت بإجابة صادمة لم أتوقعها فى يوم من الأيام.. لقد أخبرنى زوجى أنه لا يريد إنجاب البنات وكان يتمنى أن يكون المولود ذكراً.. نزل كلامه على مسامعى كالصاعقة لم أتمالك نفسى من البكاء ولأول مرة أكتشف أن لزوجى وجهًا آخر يحمل معانى القسوة... شعرت أمى بحزنى وعندما أخبرتها بكلام زوجى لم تنزعج وأخبرتنى بأن زوجى من الصعيد، وأنهم عاشقون لإنجاب الذكور وطالبتنى بأن أحاول تهدئة زوجى وإخباره بأن السنوات أمامنا طويلة نتمكن خلالها من إنجاب الولد الذى يتمناه.. استمعت لنصيحة والدتى وبالفعل بعد وقت قصير بدا زوجى فى العودة لطبيعته الهادئة وبعد أشهر قليلة طالبنى فى الإنجاب مرة ثانية وافقته على مضض لأن ابنتى كانت لم تتعد شهرها التاسع.. حملت وأنجبت طفله ثانية تحول زوجى وقتها إلى وحش لدرجة أنه تركنى فى المستشفى وحيدة وانصرف.. طار عقل زوجى وأجبرنى على الإنجاب مرة ثالثة ورزقنا الله بالطفلة الثالثة والرابعة، كل ذلك وأنا أشعر بأننى مرغمة على ذلك دون النظر إلى حالتى الصحية المتدهورة بسبب كثرة الإنجاب وبالرغم من تحذير الأطباء لى الانجاب مرة خامسة إلا أن زوجى أصر على أن أحاول الإنجاب مرة أخرى على احتمال أن يرزقنا الله بالولد الذى طال انتظاره وبالفعل تم الحمل ورزقت بطفلتى الخامسة جن جنون زوجى رفض أن يسجلها فى دفاتر المواليد هرب من المستشفى واختفى بضعة أسابيع كل أقاربنا بحثوا عنه فى كل مكان لم يعثروا له على أثر وبعد مرور شهرين ظهر زوجى فجأة وبدلاً من أن يعود نادماً على أفعاله الغريبة التى لا تخرج من شخص عاقل طالبنى أن أحمل مرة سادسة مصراً على إنجاب «ديك البرابر» لم أتمالك نفسى لأول مرة منذ زواجنا وصرخت فى وجهه مؤكدة له أننى لن أعيد هذه التجربة، تركت له المنزل وأقمت ضدة دعوى خلع لأتخلص من جنونه.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل