بروفايل| فاروق شوشة.. صاحب لغتنا الجميلة يترجل عن القصيدة

أحب اللغة فأحبته، من زاد الكلمة سحرًا، صاحب لغتنا الجميلة، موسيقار الكلمات، أعذب من تكلم عبر الأثير، كان دربا لغويا خفيف الظل، يتظاهر بالموت ويترجل عن متن القصيدة، فقد انتهت الرحلة.

"يرحلُ العمرُ ، وتمضي سَلَّةُ الأعوامِ لا تَحْمل شَيّا "، هكذا قال فاروق شوشة في قصيدته "اعترافات العمر الخائب" من ديوان " انتظار مالا يجئ " ليغيب الموت عنا الشاعر الكبير، ولكن يبقى حرف جميل وأعمال عظيمة من الشعر غابا والبحر والغوّاص ودرر اللغة العربية في حزن عميق.

كم تبدَّلْتِ قِنَاعاً ، وتلبَّسْتِ خِداعاً ، وتواريْتِ وراء الأملِ الخُلَّبِ سَيْفاً ورغِيفا 

وصحوْنا حين طار العمرُ ، نقْتاتُ الحصادَ الْمُرَّ ، نهتزُّ لمرأى الْغَدِ إذ يفْجَؤُنا عارِينَ ، ننهارُ جِراَحاً و نَزَيِفا

أستاذ اللغة العربية "شوشة" المولود في قرية الشعراء بمحافظة دمياط عام 1936، عمل مدرساً عام 1957 والتحق بالإذاعة عام 1958 وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994 وعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة.

"هنا القاهرة، أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي"،  مقدمة "لغتنا الجميلة" أهم وأعظم برنامج قدمه الشاعر فاروق شوشة في العام 1967، عبر أثير الإذاعة  ليبهرنا ويتحفنا بمئات الحلقات التي ظلت راسخة في وجدان ملايين من المصريين والأمة العربية.

وواصل رحلة الإبداع في حياته بتقديم برنامج "أمسية ثقافية" على التليفزيون منذ عام 1977، حاور خلاله مئات المثقفين والشعراء والفنانين.

وأضاف شوشة لمحبوبته "اللغة" بتوليه منصب عضو مجمع اللغة العربية، وأثر الشعر العربي بـ 14 ديوان و8 مؤلفات، وتولى رئاسة لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون، عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس لجنة المؤلفين والملحنين.

حصل الشاعر الكبير، على جائزة الدولة في الشعر 1986، جائزة محمد حسن الفقي 1994، جائزة الدولة التقديرية في الآداب 1997، لتتوج بجائزة النيل في العام الجاري.