المحتوى الرئيسى

أيها البتاع.. ألا تخجل؟ | المصري اليوم

10/14 02:16

شطرة واحدة من قصيدة للمبدع الأورجواني إدواردو جاليانو، تلخص نصف ما أريد أن أكتبه

النصف الآخر يلخصه سؤال «خريج التوكتوك» الاستنكاري الغاضب:

بالله عليك قل لي إيه اللي حصل، وإيه الحل؟.. بالله عليك، دي مصر؟.. دي مصر؟.. دي مصر ياجدعان؟!

«يتغذى الجوع على الخوف/ ويكبر الخوف في رعاية الصمت.. حتى يسيطر على الشوارع/ فيملأها وعيدا وتهديداً: إذا أحببتَ، ستصاب بالإيدز/ إذا دخنت، سيلتهمك السرطان/ إذا تنفست سيقتلك الهواء الملوَّث/ إذا أكلت، اختنق دمك بالكوليستيرول/ إذا اعترضت على مديرك، ستُطرَد من العمل/ إذا فكرّت، اغتممت/ إذا تشككت، جننت/ وإذا أحسست وأدركت، صرت وحيداً منبوذاً»

«خريج التوكتوك» قفز فوق أسوار الخوف والجوع، ليستكمل البُعد الناقص في قصية جاليانو قائلا بلا لغة: «الشجاعة قد تتغذى على الجوع والخوف معاً»، لكن هل تصل الرسالة؟ هل هناك من يهتم؟

تحدث الرئيس كثيراً في اليوم التالي، فلم يظهر اهتماماً بالناس الذين يحكم باسمهم، وينفذ مشروعاته الكبرى بأموالهم وعرقهم، وبحقهم في حياةٍ أكرم وأسْلَم، اهتم الرئيس بمشاعر القادة ومصالح الأنظمة، واستمر يحنو خارج الحدود.. يوجه الرسائل الطيعة، ويحتوى خلافات الخارج غير عابئ بما يشتكي منه أصحاب الحق في داخل البلاد.

يسأل المذيع سؤالاً محفوظا في تقارير المواطنين الميدانية التي تسعى لتنفيث الغضب ضمن ألاعيب استعراض الكلام (التوك شو): بتشتكي من إيه؟. وكأن المواطن المسحوق في طاحونة المعيشة كان يحفظ الإجابة، فانطلق في وصلة نقد سياسي واقتصادي، دعت البعض إلى التشكك في الإعداد المسبق للفقرة، متناسين أن ماقاله ليس جديدا على الأذن والعين، فهو من صميم لغة الشارع اليومية: في البيوت، وعلى المقاهي، وفي وسائل المواصلات العامة، ومن لايقول الكلام بلفظه.. يشعر بالمعاني وبوطأة السياسات الفاشلة التي أحرقت المواطنين ليس بارتفاع الأسعار وفقط، ولكن بانخفاض الأمل في العدل والحياة الكريمة.

لم يخجل النظام الفاسد المتبلد، ولم يعبأ الوالي بصرخة المواطن التي أبكت الأنبياء من قبل، وجعلت ابن الخطاب يلطم وجهه خشية من جزاء الله على تقصيره، فالرسائل لا تصل إلى الضالين، لا رسالة «خريج التوكتوك» التي كشف فيها عن معاناة بسطاء المصريين.. (نور عيون الرئيس ونظامه)، ولا «رسالة جاليانو» التي قدمها الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز إلى أوباما، في قمة دول أمريكا اللاتينية، عندما أهداه نسخة من كتاب «الشرايين النازفة في أمريكا اللاتينية: 500 عام من النهب»، والتي أراد شافيز أن يختبر بها جدية الرئيس الأسود المبشر بعالم جديد (كان ذلك عام 2009 بعد عام واحد من انتخاب أوباما) وحثه على تجنب سياسات الهيمنة والنهب التي تمارسها الولايات المتحدة ضد «خريجي التوكتوك في أنحاء العالم».

قبل أن تأخذني الجلالة وأصرخ بشعار لينين: ياخريجي التوكتوك اتحدوا، أحب أن أنقل لك مقتطف من رسالة جاليانو يقول فيها:

«إن هزيمتنا تأتي دائما من انتصار الفاسدين. لقد أدت ثروتنا إلى فقرنا، لأنها لم تكن لنا، بل كانت تغذي تنمية الفاسدين*».

أما المقتطف الأخير، فهو لبطل الأسبوع الذي فضح بعبارة جديدة (مسجلة باسمه) حجم الخداع الرسمي، والازدواجية بين الواقع القبيح وأكاذيب الحكومات المنمقة، عندما قال:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل