فيديو| 50 عاما بين الدعويين.. من نقلل السكر والقهوة لـ ناصر.. وحتى ما تكلوش وما تناموش السيسي: التطور التاريخي للخطاب الرئاسي

من هنا بدأنا وإلى هنا وصلنا: من الاستقلال عن ضغوط أمريكا للاستقلال عن ضغوط السعودية.. ومن تقليل الشاي للامتناع عن الأكل

عبد الناصر عن تهديدات أمريكا: معونتهم على الجزمة.. شاي وسكر وفراخ مش مصانع.. والسيسي بعد أزمة بترول السعودية: ماتكلوش وماتناموش

في ستينات القرن الماضي، وقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في أحد خطاباته، يتحدث عن المساعدات الأمريكية لمصر والتي كانت وقتها عشرات الملايين، مؤكدا أن المصريين قادرون على تقليل استهلاكهم الغذائي مقابل عدم التدخل في القرار المصري. وبعد 50 عاما وقف السيسي في أعقاب منع السعودية لإمدادات شركة أرامكو من البترول ليقول للمصريين «ما تاكلوش وما تناموش» كروشتة لاستقلال القرار المصري..

 وبين التصدي للهيمنة الأمريكية، وحتى روشتة الخروج من الضغوط السعودية، سار بنا التاريخ بعد 50 عاما، فيما ظل الشعب هو الذي يجب عليه دفع الثمن مع فارق الأثمان وفارق من نقاوم وفارق مفهوم الاستقلال والتبعية.

وقف ناصر يردد بحماس: «المعونة الأمريكية مستعدين نوفرها على الجزمة.. إحنا شعب مبيحبش الرزالة والغتاتة.. إذا كان الأمريكان فاهمين إنهم بيدونا شوية معونة علشن يتحكموا فينا، وفى سياستنا، أنا بقولهم إحنا مستعدين نقلل استهلاكنا من المواد الغذائية، فى سبيل أن نحافظ على استقلالنا اللى حاربنا علشانه».

وأضاف ناصر في خطابه: «اللى مش عاجبه سياستنا يشرب من البحر.. ولو البحر الأبيض خلص.. يشرب من البحر الأحمر.. فلا يمكن أن نبيع استقلالنا بملايين المعونة.. واللى يتكلم أى كلمة مش عجبانا هنقطع لسانه.. لأننا شعب مش بنقبل الناس الرزلة».

كان خطاب ناصر، بمناسبة اعتراض الإدارة الأمريكية على سياسة وزارة التموين المصرية فيما يتعلق بالدعم وتوفير السلع للمواطنين، كما جاء على لسان السفير الأمريكي وقتها في لقائه بـ«مساعد رئيس الوزراء لشئون التموين».

بعد 50 عاما، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسط الذين شاركوا في الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين للشئون المعنوية بالقوات المسلحة، يطالب المصريين بأن «مايكلوش ومايناموش إذا كانوا يبحثون عن استقلالية قرارهم».

الدعوة الأولى لـ ناصر كانت في مواجهة الإدارة الأمريكية، أما دعوة السيسي كانت بعد أيام من قطع السعودية إمداداتها البترولية عن مصر عن شهر أكتوبر، بعد أيام من تصويت مصر لصالح مشروع قرار روسي لا تحبذه السعودية، الأمر الذي دفع مندوب المملكة لقول أن تصويت مصر لصالح روسيا «مهزلة».

وقال السيسي: «مصر تركع لله فقط.. عايزين يا مصريين تبقى عندكم استقلالية بجد، ماتاكلوش وماتناموش.. وتابعت الفترة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير عن وجود سخط فى الشارع من بعض المواطنين من نقص فى السكر والأرز، وأطلب من المصريين التحمل لكى يكون لديهم وطن مستقل».

وشرح السيسي سياسة مصر تجاه الأزمة السورية، والتي كانت سببا في اندلاع أزمة القاهرة والرياض: «موقفنا ثابت وهو إيجاد حل سياسى لسوريا، ووحدة الأراضي، ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة وإعادة الإعمار، وهذا ما صوتنا عليه فى مجلس الأمن، وتصورنا أن أشقاءنا فى الخليج ليس لهم اعتراض على ذلك».

واستكمل: «تصويت مصر على القرارين الروسى والفرنسى ليس متناقضًا، لأن القرارين يضمنان فترة للهدنة والسماح بدخول المساعدات، وكان هذا هو الدافع للموافقة».

وشهدت الأيام القليلة الماضية، أزمة بين مصر والسعودية، بدأت مع تصويت القاهرة لمشروع روسي حول الحرب في سوريا، ثم قرار «أرامكو» السعودية بوقف شحناتها من البترول، حتى قرار السفير السعودي في مصر مغادرة القاهرة بش مفاجئ لمدة 3 أيام.