المحتوى الرئيسى

عراقيون: منح جائزة نوبل للمغني الاميركي.. استخفاف بالاداب!

10/14 08:15

المختار من إيلاف: كتابة على هواء طليق

صدور رواية النمر الفيتنامي للناقد المغربي حسن بحراوي

مرحاض من ذهب خاص بالزوار في متحف غوغنهايم وفيلم عن البيتلز

اثار منح جائزة نوبل للمغني الاميركي بوب ديلان جدلا واسعا في الوسط الثقافي العراقي مستغربين استخفاف لجنة نوبل بالاداب ومنحها لمغن!!.

  منذ ان اعلنت سكرتارية لجنة نوبل خبر فوز المغني الاميركي بوب ديلون بجائزة الاداب حتى تباينت وجهات نظر العديد من المثقفين العراقيين ما بين سعداء وغاضبين ومستغربين ،حتى مع معرفتهم بمحاولة اللجنة في ديباجة التعريف بالفائز بتقديم صورة (ديلون الشاعر) على (ديلون المغني) في تبرير هذا الفوز ، وقد بالغت سكرتيرة اللجنة الدائمة لنوبل التي اعلنت النتيجة انها وضعته في مصاف مافعلته (سافو)الشاعرة الأغريقية قبل الميلاد ..، ورأى السعداء انه يستحقها لكونه قدم اغنيات معارضة لحرب فيتنام ومسألة الحقوق المدنية وغير ذلك فضلا عن اعتقاد البعض انه اختيار رائع كونه سيعزز توجه لجنة جائزة نوبل نحو الموسيقى ،فيما رأى الغاضبون ان الأسباب السياسية هي التي وقفت وراء هذا الفوز ،وبرر هذا البعض ذلك بانموذج من شعره وتمجيده لاسرائيل:

(نعم، "فتوّة" الحي مجرد رجل.

يقول أعداؤه إنّه يحتل أرضهم،

وهم يفوقونه عددا : مليون مقابل واحد.

فلا يمكنه الهروب أو الركض إلى أي مكان.

كل إمبراطورية استعبدته زالت ،

مصر وروما، وحتى بابل العظيمة.

وها هو قد صنع من رمال الصحراء جنّةً...)

فقد استغرب الكاتب طاهر علوان منح الجائزة لديلون متسائلا : وهل يحتاج مغنٍّ اسطوري اميركي فاحش الثراء كبوب ديلان الى جائزة نوبل ؟ ، وقال :مشاهير تصنعهم مؤسسات العلاقات العامة والترويج وتبيعهم في الاسواق بملايين ومليارات الدولارات وتجني من ورائهم ارباحا طائلة . 

 واضاف:هل يقارن ديلان مثلا بتتويج الكاتب الكيني المناضل نغوغي وا ثونغو المرشح للجائزة اصلا ؟ او ترشيح الالباني اسماعيل كاداري او قدري ؟ او الياباني موراكامي او الفرنسي - التشيكي الشهير ميلان كونديرا او غيرهم من عمالقة الكتّاب الذين حفروا تاريخهم في ضمائر البشرية ..؟

وختم بالقول : صدق من قال ان اوساط الجائزة اخذتهم المفاجأة الاقرب للصدمة ان تسند الجائزة لمغني وليس لكاتب وهو ما لم يحصل منذ قرابة قرن من الزمن .

اما الشاعر جواد غلوم فقد اسنغرب هو الاخر ذلك قائلا : اعجب ان تمنح جائزة نوبل للاداب لمغنٍ ولو كان واسع الانتشار وكاتب كلمات اغاني .

وتساءل :هل اصبحت الاغاني ضمنا من صنوف الادب وودّعت الفن الى غير رجعة لانه بلا نوبل ،ام ان بوب دايلون بكلمات اغانيه يمجد اسرائيل ويتذكر بابيلون .

 واضاف:مقتا وخزيا وأفّا بنوبل ورعاتها وكل الجوائز القائمة على الاعتبارات السياسية والمالية ، حقّ للبعض ان يكفر بالادب واكتابة اذا كانت المعايير بهذا العرج والاعوجاج البذيء.

فيما اكد الكاتب رضا الأعرجي ان نوبل تغرد خارج السرب..!!، وقال : أعلنت الأكاديمية السويدية فوز المغني الأمريكي الشهير بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب لعام 2016، وبررت استحقاقه الجائزة لأنه "أوجد تعبيرات شعرية جديدة في الأغنية الأمريكية التقليدية".يا سلام!!

واضاف : منذ سنوات، والأدباء الأمريكيون يعربون عن استيائهم لتغافل القيمين على الجائزة عن أدباء أمريكا، إذ ذهبت آخر جائزة إلى الولايات المتحدة عام 1993 وكانت من نصيب الكاتبة السوداء توني موريسون، فهل سيرضيهم فوز ديلان بالجائزة التي انتظروها طويلا؟ 

وتابع : لقد اعتدنا، في كل عام، على إثارة موجة عارمة من التكهنات تغذي بشكل رئيس مشاعرنا النرجسية والقومية، عدا الفضول الدائم للاكتشاف، والرغبة في فوز من نحب.كانت الجائزة حتى اللحظات الأخيرة محصورة بين ثلاثة أسماء: الأميركي فيليب روث، والياباني هاروكي موراكامي، والسوري أدونيس.ولأن عواصم الغرب ضد النظام السوري، ولأن المعارضة السورية حسبت أدونيس على النظام، ولأن الجائزة مسيسة، كانت حظوظ أدونيس منعدمة للفوز بها.

وحتم بالقول ساخرا : نصيحتي للأدباء العرب الذين يتطلعون إلى "نوبل" أن يتعلموا العزف على إحدى الآلات الموسيقية على أن لا تكون آلة العود المشتبه بأنها عربية الأصل.

من جهتها اكدت الفنانة سحر طه على استحقاق ديلان للجائزة، وقالت :بوب ديلان اخيراً نال جائزة نوبل وهو الذي استحقها منذ بداياته في الستينات. ذلك انه الشاعر والمؤلف الموسيقي والمغني الذي نقل الموسيقى الشعبية المدينية في نيويورك والولايات الاخرى، إلى العصر الحديث لموسيقى الروك.

واضافت : بوب ديلان (كان اسمه لدى ولادته روبرت زيمرمان، يهودي اعتنق المسيحية ثم الاسلام) ثبّت مركزه أولاً كمغنّ ومؤلف أغان في مجال الموسيقى الشعبية المدينية في مدينة نيويورك. كانت أوائل ستينات القرن العشرين فترة نمو وازدهار للموسيقى والأغاني الشعبية المدينية. وكان أفراد جيل طفرة المواليد قد بلغوا سن الدخول إلى الجامعة وأظهروا نفس الاهتمام والوعي الثقافي والسياسي كبوب ديلان، ومثّلوا مجموعة متزايدة من المستمعين للموسيقى الشعبية المستندة إلى التقاليد والأغاني المؤلفة جديداً حول قضايا (كالحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وتجارب وتكديس الأسلحة النووية، والتمييز العنصري).

وختمت بالقول : شكراً جائزة نوبل فللمرة الاولى ينالها موسيقي الى جانب كونه شاعر.

من جانبه قال الشاعر ابراهيم البهرزي : ان يفوز المغني والملحن وكاتب الأغاني بوب ديلان بحاؤزة نوبل ......للسلام امر يشعر بالغبطة واستحقاق عن جدارة شانه شان الموسيقي ياني مثلا لو منح هذه الجائزة لما لهما ( وربما اخرين غيرهما)من دور في جعل الموسيقى. والكلمة المغناة اداة للتواصل السلمي بين البشر واشاعة روح المحبة والمرح والخير والسلام وهي المطامح المعلن عنها في غايات نوبل الجائزة،اما ان يمنح جائزة نوبل للاداب فأظنها مسالة فيها نظر ، باعتبار ان نوبل الآداب. تمنح للمبدعين في مجال الأدب. لكفاءتهم الفنية وعبقرية إبداعهم ، العبقرية الحرفية اعني .

واضاف : فهل (كلمات) الأغاني التي كتبها ديلان أفضل من الناحية الأدبية والفنية من (كلمات)ً المرشحين الآخرين. مثل ميلان كونديرا ونغوغي واثغنيو وفيليب روث و.... بقية الأسماء المرشحة ؟

وختم بالقول : بوب ديلان ظاهرة إنسانية رائعة في مجمل إنجازها وسيرتها ولكنه ليس أديبا بمعنى هذه الكلمة التي. وضعت معايير نوبل الآداب لاجلها.

اما الشاعر مازن المعموري، فقد استغرب من استغراب البعض بمنح جائزة اداب نوبل لديلون ، وقال :لا أدري لماذا يعتقد أغلب الأدباء العراقيين والعرب أن الشاعر يجب أن يحمل صورة أدونيس أو محمود درويش أو سعدي أو ... !.

واضاف: إختيار بوب ديلان لجائزة الادب صحيحة جدا برأيي الشخصي , لسبب مهم هو إن صورة الشاعر أو الادب المعاصر ليست هؤلاء ببساطة ..

وتابع : دائما ما نضع مثالا صارما لإبداع معين سواء شعر او قصة او مسرح وفي النهاية نجد أنفسنا خارج التغطية وان العالم في مكان اخر

فيما رأى الناقد علي حسن الفواز ان فوز بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب استخفافٌ بالعقل الثقافي، وقال : يبدو أن العالم المحارب جدا يحتاج الى مٌغنين أكثر من حاجته للشعراء وأصحاب السرديات...

واضاف: وبقطع النظر عن تبريرات لجنة الجائزة، إلّا أنها حاولت أنْ تصنع المفارقة، وأنْ تؤسس للإحتفاء بالثقافات الشعبية، بما فيها ثقافة الأغنية التي أشاعها بوب ديلان منذ نصف قرن بوصفه ممثلا للمزاج الأمريكي..

     من جانبه قال الاعلامي رائد جبوري :قبل سنوات طويلة سألني زميل أميركي لماذا ما تزالون تغنون وتسمعون بوب ديلان في الشرق الأوسط. أجبته بأنني اعتقد بان المواضيع السياسية (تحديدا معارضة حرب فيتنام ومسألة الحقوق المدنية) التي اثارها بموسيقاه واغانيه ما تزال حاضرة هنا بينما ربما نسيتها الذاكرة الأميركية المتهمة دوما بأنها ضعيفة (اقول متهمة لان في هذا تعميم فأميركا كبيرة ومتنوعة).

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل