المحتوى الرئيسى

كاتب سعودي يدافع عن مصر: الأزمة سببها ''الإخوان''

10/13 20:01

كشف الكاتب السعودي محمد الساعد، عن دور جماعة الإخوان المسلمين في إثارة الشارع المصري ضد السعودية، وإخراج قواتها مع قوى اليسار في مظاهرات حاشدة للتفريق بين الشعوب وتمزيق الأواصر بين مصر والسعودية، وفقًا لمقال نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، أمس الأربعاء، هاجم فيه ما وصفه بالخيانة التي ترتكبها تلك الجماعة.

وتابع: "لا أعتقد أن هناك قضية يجب الدفاع عنها أسمى من التراب الوطني ووحدته، وأي خيانة للوطن هي خيانة أبدية لا تغتفر، مهما زايد المزايدون، والتف على قضايا الوطن المتلونون والمدلسون"، مضيفًا: "هذا بالتحديد ما فعلته جماعة الإخوان المسلمين بفروعها المحلية والعالمية، طوال علاقتها بالمملكة، ولنبدأ بآخر طوام تلك الجماعة".

ففي أعقاب اتفاقية إعادة جزيرتي تيران وصنافير للسيادة السعودية، بعد عقود من اتفاق قديم بين الحكومتين، يسمح لمصر باستخدام الجزيرتين لصالح المجهود الحربي في مواجهة إسرائيل - يقول الكاتب - أصدر التنظيم المصري المهيمن على باقي التنظيمات في العالم بيان "خيانة"، طالب فيه جموع المصريين بالتصدي للسعودية في سعيها لاسترداد حقها التاريخي في الجزيرتين.

لم تقف الجماعة "الخائنة" عند ذلك، بل طلبت من كوادرها في المملكة والعالم، تهييج الشارع عبر كل الوسائل الممكنة، في الوقت الذي لم تكن تلك هي الخيانة الأولى لجماعة الإخوان للسعودية، فقد أصدر مهدي عاكف المرشد العام السابق للجماعة العام 2009، بيانا "سئ النية" دعا فيه المملكة للتوقف عن هجومها ضد الحوثيين، وفقًا للكاتب.

وفي السياق نفسه لا يمكن للسعوديين، أن يغفروا خيانة الإخوان لهم خلال حرب تحرير الكويت، فهي أم الخيانات ورأس الرزايا، حين ذهب يوسف ندا القيادي في الجماعة لبغداد - حسب اعترافه لقناة الجزيرة - للتفاوض مع الرئيس العراقي صدام حسين، أعطاه دعم وموافقة الجماعة "الإرهابية" على احتلال الكويت والسعي لاحتلال السعودية، حسب الكاتب.

ويتابع الكاتب: "يعتقد بعض منتسبي جماعة الإخوان المسلمين خاصة من المقيمين في المملكة، أن حشد الرأي العام تجاه قضايا إنسانية في سورية واليمن، قادر على دفع السعودية لتبني وجهة نظرهم "المتآمرة"، ويعتقدون "وهماً" أن اندفاع المملكة لحماية حدودها الجنوبية من مليشيا الحوثي وتأمين فضائها الإقليمي في سوريا هي حرب بالنيابة عن الإخوان المسلمين.

وأوضح الكاتب أن مئات الملايين من الدولارات تصرف على قيادات الإخوان وأسرهم وأولادهم في ماليزيا وألمانيا، متكئين على وزير مالية الإخوان، يوسف ندا، الذي يجزل لهم العطايا والهبات والرواتب، مضيفًا: "يتوقعون أنهم بشوية تغريدات - على حد قوله - قادرون على تغيير السياسات السعودية الراسخة، حتى يتسنى لهم حكم اليمن وسورية، وأولا وأخيرا مصر.

اليوم تختلف السعودية ومصر في الملف السوري، وتختلف مع تركيا وقطر في الملف الإيراني - يقول الكاتب - نعم من حق السعودية أن تعاتب مصر كما تعاتب غيرها، لأنها بتصويتها مع المشروع الروسي لا تمثل نفسها في مجلس الأمن، بل تمثل العرب، وهذا هو العرف العربي، وكان لا بد من التشاور قبيل الاجتماع، خاصة أن الرياض والقاهرة معنيتان بهذا الملف المعقد والشائك.

لكن هل هذا الاختلاف حول ملف سياسي، يستدعي القطيعة بين الشقيقتين، والتحريض عليهما من شواذ الطرفين، هذا ليس عملا صالحا بين الدول، فقد تعودنا على أن تقوم به الجماعة الإرهابية وكوادرها، وكل من جادت عليهم بعطاياها وهباتها.

لا شك أن لمصر مصالحها الاستراتيجية مثل السعودية، وهي ترى في عقيدتها السياسية والعسكرية، أن دمشق هي بوابة القاهرة، وأن سقوطها يعني سقوط مصر، وكذلك تؤمن المملكة أن فضاءها الأمني يبدأ في دمشق، وينتهي في صنعاء، وهي معنية بالحفاظ عليه من أي اختراق.

ويختتم الكاتب مقاله: "إذن مع هذه الأيام الصعبة التي يمر بها العالم العربي، في أعقاب خريف الاحتجاجات، تحتم على العاصمتين الكبيرتين الرياض والقاهرة، وهما حجر الزاوية المتبقيان، أن لا تستسلما لأي اختلاف سياسي، فعمق السعودية الأمني والسياسي في القاهرة، وعمق مصر العروبي والأمني هو الرياض".

وتزايدت هوة الخلاف السياسي بين مصر والسعودية بسبب عدد من الملفات الإقليمية وظهر الخلاف للعلن، مع إعلان الرياض استياءها من تصويت القاهرة مؤخراً في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي، ووقف شركة أرامكو السعودية إمدادات البترول إلى مصر للشهر الجاري.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل