المحتوى الرئيسى

ونجنا من كل خوف وامنحنا سلام الحب

10/13 11:17

كانت تحدث الله كثيرًا في يومها وترتل طلب قلبها يوميًا قائلة "ونجنا من كل شرير"، لتصمت دقائق أمام الله، أي شر تطلب الله أن ينجنيها منه؟ فهي ليست من الأشخاص اللاتي يستمتعن بوجود الأعداء في حياتها، فأي شر تخشاه يجعلها دومًا تتوقف لدقائق أمام ترتيلتها هذه لطلبها اليومي.

دومًا تردد لمن حولها أنها لم تعد تخشى خسارة شيء، ولم تخشَ الحياة، فتردد كلماتها عن شجاعتها بنبرة قوية تثير دهشتهم، ولكن سرعان ما ينبض قلبها بكل خوف، تخشاه دائمًا، كأنه القدر المخيف الذي يثير قلقها، إنها ليست هذه الفتاة التي قررت مواجهة الحياة بكل شجاعة، لأنها ممن اخترن المنتصف المميت، منتصف الحياة، وهو لا موت ولا حياة، منتصف السعادة وهو لا حزن ولا فرح، منتصف القرار وهو لا قرار ولا الرجوع عنه، هو الرجوع إلى اللا شيء، هكذا هي تحيا المنتصف المميت، لا تستطيع العودة ولا تتقدم للأمام، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بقرارات القلب التي تتحداها دومًا بكل شجاعة، لتنجو بخوفها ربما من قرار أحمق يورطها مدى الحياة.

وأمام قرارات كثيرة تكتفي بالهروب لتواجه في ليلها الشبح المخيف الذي جعل من قلبها حجرة مظلمة منقوش على جدرانها ممنوع الاقتراب، تريد أن تضيئها بالحب، ولكن خوف السنوات الماضية هو أكبر من لحظة قرار، ربما يمثل الشجاعة الحقيقية، على عكس نبراتها القوية بعدم الخوف من الحياة والحب.

وبعد تعب نهار طويل ليوم من الشجاعة الزائفة، ليس لها مهرب من خوفها سوى حديثها مع الله، الذي يرى حقيقة قلبها الهارب من كل لحظة حب، هاربًا من جميع الطرق التي تؤدي بها إليه، وكأنه جريمة يجب أن تهرب منه، لتصمت في ليلة ما أمام الله وتقف عند كلماتها "نجنا من كل شر" لتستبدلها بالكلمة الأحق بالقول، و"نجني من شر نفسي وشر خوفي من الحياة"، ليكن هذا اليوم هو إعلان الحرب على خوفها، وليكن الله هو المنتصر عليه وحده، لأنها أصبحت على يقين أن شر نفسها الذي كانت تطلب الله أن ينجيها منه كان هو خوفها من الحياة والحب والتجارب، والثبات في مرحلة المنتصف المميت.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل