المحتوى الرئيسى

محمود رأفت يكتب: مآلات وأسباب التدخل العسكري التركي «القادم» في العراق | ساسة بوست

10/13 17:54

منذ 11 دقيقة، 13 أكتوبر,2016

ازدادت حدة التصريحات التركية، إزاء الأوضاع في شمال العراق، بما ينذر بصراعات إقليمية ستدور في المنطقة، في ظل اعتبار تركيا أن الموصل جزء من أمنها الإستراتيجي عبر التاريخ، في حين ترفض الحكومة العراقية ومليشيات الحشد الشيعية والحرس الثوري الإيراني أن يكون لتركيا أو للعرب أي دور في معركة الموصل.

وقد كان لافتا أن دخول القوات التركية إلى جرابلس السورية، صادف الذكرى الـ 500 لدخول العثمانيين إلى سوريا قبل 500 عام بالضبط في 24 أغسطس(آب) 1516 ذكرى معركة مرج دابق.

وهو ما يعني أن هناك استدعاء للتاريخ فيما يجري اليوم في المنطقة، وقد كانت البداية عندما ألمح الرئيس التركي رجب أردوغان منذ أسابيع قليلة، أن عملية كالتي حررت جرابلس يمكن القيام بها لتحرير مدينة الموصل.

ثم ازدادت حدة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث أشار مجددا إلى معركة الموصل إذ قال: «إن الموصل للموصليين. ولا يحق لأي أحد أن يدخل إليها، وبعد تحرير الموصل من داعش، لن يبقى فيها سوى العرب السنة والتركمان السنة والأكراد السنة»، وأن قوات بلاده سيكون لها دور في عملية استعادة مدينة الموصل التي تخضع لسيطرة تنظيم «داعش»، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأي جهة منع ذلك.

وقال أردوغان أمام البرلمان التركي، «سنبذل قصارى جهودنا في عملية تحرير الموصل ويجب أن نكون على طاولة الحل ولا يجب أن نكتفي بالمراقبة، ولن نسمح للميليشيات الشيعية وحزب العمال الكردستاني PKK بالمشاركة في العملية وسنقوم بكل ما يجب لمنع هذه اللعبة»، وتابع بالقول «برأينا فإن القوات المحلية والعربية والتركمانية قادرة على تحرير المدينة».

في حين قال بن علي يلدريم إن الهجوم على الموصل ربما يؤدي لموجة جديدة من الصراع الطائفي قائلا إن النسيج المجتمعي لسوريا والعراق يتعرض لهزة خطيرة، وتابع «إن خطط حلفائنا بشأن الموصل لسوء الحظ لا تتسم بالشفافية وربما (تفضي) إلى خطر الاشتباكات الطائفية».

وأضاف أن «الإضرار بالهيكل السكاني في سوريا والعراق وتغيير المناطق العرقية لن ينجم عنه استقرار المنطقة. وتسليم الموصل حيث تحظى القبائل السنية بالنفوذ إلى مسلحين شيعة سيكون (بمثابة) إشعال حريق».

يقول المؤرخ والأكاديمي العراقي «الموصلي» ربيع الحافظ، إن الغارة الفارسية على المنطقة عبر التاريخ دائما ما كانت تبدأ بمباغتة وتنتهي بطرد عسكري عربي – تركي، مشيرا إلى أن انهيار الدومينو للغارة من مسؤولية التعبئة الفكرية للجماهير.

وتساءل الحافظ: ألا يمكن تحرير المدينة بدون مجازر لأهلها، وخطف شبابها، ونسف مساجدها، وسلب ممتلكاتها، وحرق منازلها، مشدد على أنه «لا للحشد الشيعي نعم لدور تركي – عربي».

وتابع «تدير إيران هذه الحرب مستفيدة من القوة التدميرية للدول الكبرى ومن سيطرة ما يسمى بتنظيم الدولة على المدن العربية السنية الذي مكنته هي ليكون ذريعة لتدميرها. حجم التدمير يقاس بالأيام لا بالشهور أو السنين ويعود القهقرى بجغرافيا الفتح العربي الإسلامي سكانيًا وسياسيًا ودينيًا إلى معادلة الروم والفرس التي حكاها القرآن الكريم».

وأردف: هذه ليست أجواء دولة، ولا يرى الموصليون أن من يحكم بغداد اليوم هي حكومة يمكن أن يأمنوها على حرماتهم وأرواحهم وممتلكاتهم وقد ذاقوا ويلاتها لأعوام ستة بل هي عصابات أحادية الانتماء اجتثاثية المنزع تنحدر من خلفيات اجتماعية لا تؤهلها لإدراة حواضر غنية بالثقافة كالموصل.

وقال الأكاديمي العراقي البارز: المجتمع العربي الموصلي (كباقي مجتمعات أهل السنة) نسيج ناعم منغلق على قيمه وتقاليده وخصوصياته لكنه يجد نفسه اليوم ملعبًا مفتوحًا أمام كل لاعب وراغب ومن ثوابت الفرس في قهر الخصوم استجلاب القوى الخارجية، والحديث عن تنسيق إيراني ـ روسي في الموصل بات مسموعًا وهو من شأنه إلغاء المدينة إنسانيًا وعمرانيًا (كحلب) وهو ما عجزت عنه فارس في غارتها السابقة في 1745 بقيادة نادر شاه وهو في طريقه إلى الأستانة لكن أنصاله تكسرت على أسوار الموصل وقفل راجعا.

وقد أبدى رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، استغرابه من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن تحرير الموصل، مبينا أن «تركيا ليس لها أي دور في العمليات العسكرية ونبدي حرصنا على العلاقة مع تركيا وكل دول الجوار وأدعو أنقرة إلى التعاون».

ولفت إلى أنه «في حال كانت هناك مخاوف تركية من البي كي كي فإن أرض العراق ليست مكانا للنزاع فيها».

أما البرلمان العراقي الذي صمت علي الآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني في العراق، فقد اعتبر أن أي قوات تركية شمال العراق ستعتبر قوات احتلال، في حين أفتى مراجع شيعة بوجوب قتال القوات التركية حال محاولتها المشاركة في عمليات تحرير الموصل.

حيث أصدر المرجع الديني العراقي، قاسم الطائي،فتوى دينية جاء فيها «إن الحرب ضد الجنود الأتراك واجب». وبعد فتوى الطائي، قال المتحدث باسم الحشد الشعبي، كريم النوري، «إن قوات المقاومة على أتم الاستعداد للحرب مع تركيا».

وقد ناشد رئيس البرلمان العراقي السابق والقيادي الموصلي أسامة النجيفي، أردوغان بضرورة منع المليشيات الشيعية من المشاركة في تحرير الموصل خوفا من تكرار جرائمها التي قامت بها في الفلوجة وتكريت وبعقوبة وحزام بغداد.

ويذكر أن لأسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون، ورئيس مجلس النواب السابق علاقات جيدة مع تركيا، وهو من عائلة النجيفي الثرية من مدينة الموصل، وكان جده الحاج محمد النجيفي نائبا في البرلمان في العهد الملكي، وكان والده أيضا عضو برلمان في دورات متعاقبة، وكان هناك خلاف مع عائلة النجيفي مع الحكومات السابقة، بسبب توجهات عائلة النجيفي لضم الموصل إلى تركيا حيث إن جده طالب في استفتاء دولي بذلك.

يقول المحلل السياسي العراقي، عمر عبدالستار: لقد تزامنت أحاديث أرودغان الأخيرة عن الموصل, مع حديث في أوساط تركية عن اتفاقية أنقرة 1926, التي تنازلت فيها تركيا عن ولاية الموصل للعراق، كما تزامنت مع حديث آخر للرئيس التركي انتقد فيه, معاهدة لوزان 1923 وقال «لقد أرونا معاهدة سيفر لنقبل بلوزان».

وجدير بالذكر أنه بموجب لوزان تنازلت تركيا عن ولاياتها السابقة واعترفت باستقلالها وتحولت من دولة عثمانية إلى الجمهورية التركية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل