المحتوى الرئيسى

وعود «ترامب» الزائفة

10/12 22:11

منذ بدأت الحرب الانتخابية الأمريكية بين المرشحين الأساسيين عن الحزب الجمهورى دونالد ترامب، والحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون، والمنافسة بينهما شرسة متقلبة لا تعرف الحدود ولا أخلاق الاختلاف، بل تمادى الجانب الوضيع من السياسة الانتخابية فى الولايات المتحدة فى ظل استعداد المرشحين للمنافسة من أجل الفوز بالرئاسة، العنصر الأكثر جاذبية فى السباق الانتخابى يكمن فى اللعب على وتر المال، فهو القوة الجاذبة فى أى انتخابات أمريكية حصلت، ولأن المال هو مصدر القوة والحصول عليه يجب أن يخضع لعمليات ابتزاز سياسى أهمها مدى ولاء كل مرشح لإسرائيل، فقد تبارى كل منهما بإعلان مواقفه السياسية الموالية لإسرائيل دون مواربة، وهى سياسة دأب عليها كل مرشح رئاسى فى سباق الانتخابات الأمريكية، ورغم ذلك كان لـ«ترامب» موقف مغاير فى بداية حملته الانتخابية من إسرائيل، فى البداية وعدَ «ترامب» أنّه سيكون «محايداً»، وأعرب عن شكوكه حول ما إذا كان من المنطقى تسليم مليارات الدولارات لإسرائيل سنوياً فى شكل مساعدات عسكرية، كما أيّد حل الدولتين ورفض الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.

لكن بعد أن تمّ تسريب مشروع برنامج الحزب الجمهورى، وغرّد «ترامب» بفخر أنّه كان «البرنامج الأكثر تأييداً لإسرائيل فى كل العصور!» تجنب أى ذكر لحل الدولتين، وكتب فى تغريدته: «دعم إسرائيل هو تعبير عن الأمركة.. نحن نرفض الفكرة الخاطئة التى تقول بأنَّ إسرائيل دولة محتلة»، الأمر الذى يبدد الأمل فى تغير وشيك فى السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، فالمرشحون للرئاسة فى الولايات المتحدة بحاجة إلى المال، ولأن «ترامب» يعتمد بشكل أساسى على ثروته الخاصة وجمع أقل من 70 مليون دولار، أى خمس التمويل الذى تمتلكه هيلارى كلينتون، فقد كان أكثر حرية من «كلينتون» فى التعبير عن رأيه تجاه القضايا المصيرية؛ إذ قال فى بداية حملته الانتخابية إن أحد الأهداف التى يصبو إلى تحقيقها بعد الوصول إلى الرئاسة هو تحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها، وإنه لا يعتقد أن هذا يمكن أن يتحقق بتصنيف طرف بالخير والآخر بالشرير، لكن مع وجود المانح الأكثر أهمية فى الحزب الجمهورى «شيلدون أديلسون»، الصديق المقرب لـ«نتنياهو»، الذى ألمح أنّه سيساهم بأكثر من 100 مليون دولار فى حملة «ترامب»، المواقف سرعان ما تتبدل، ففى حال تقديم «نتنياهو» لتأييد ضمنى كما فعل مع «ميت رومنى» فى السباق الانتخابى عام 2012، فإنَّ الدعاة المسيحيين الصهاينة مثل «جون هاجى» سوف يحشدون عشرة ملايين من الأتباع لتقديم الدعم لـ«ترامب»، وبعد عملية القدس التى نفذها مواطن مقدسى بداية الأسبوع يعلق «ترامب» لأول مرة منذ ترشحه للرئاسة بشكل واضح على عملية فلسطينية مبدياً تعاطفه الصريح مع الإسرائيليين الذين وصفهم بالأبرياء، ووصف العملية بالهجوم الإرهابى الذى يذكّر العالم بالمخاطر الشديدة التى تواجه المواطنين الإسرائيليين، وهو الموقف المناقض تماماً لموقفه الحيادى الذى عبر عنه مسبقاً من القضية الفلسطينية وكيفية التعامل مع الصراع العربى الإسرائيلى!

أما بالنسبة للحزب الديمقراطى فالمؤشرات كلها تدلل على تأثر المال بسياسة الحزب الديمقراطى؛ حيث اعتمدت «كلينتون» على الجهات المانحة الكبرى مثل «حاييم سابان»، الذى يعتبر إسرائيل قضية أساسية فى الانتخابات الأمريكية، وهذا يفسر لماذا رفض فريق «كلينتون» التزحزح بشأن قضية إسرائيل على الرغم من العديد من التنازلات لـ«ساندرز» بشأن البرنامج الديمقراطى، ونتيجة لذلك فشل مشروع البرنامج الانتخابى للحزب الديمقراطى فى الدعوة إلى وضع حد للاحتلال الإسرائيلى أو حتى الحديث عن المستوطنات، وفى الوقت نفسه وعدت «كلينتون» باستخدام كل قوتها لمحاربة حركة المقاطعة التى تسعى لعزل إسرائيل بسبب احتلال الأراضى الفلسطينية منذ عقود طويلة، كما كشف موقع ويكيليكس عن وثائق مسربة من محضر لقاء جمع بين مستشار نائب الرئيس الأمريكى، ستوارت إيزنشتات، وأحد المسئولين الإسرائيليين تتحدث عن العلاقة الجيدة التى تربط رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بالمرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلارى كلينتون، لافتاً إلى أنه من السهل العمل معها، فهى متعاطفة بالفطرة مع إسرائيل أكثر من البيت الأبيض!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل