المحتوى الرئيسى

إعلام «الأرجزة».. وسياسة «المزمزة»

10/12 22:11

لست أدرى بأى وجه سيقابلون الناس ويتحدثون إليهم؟. أقصد بكلامى مجموعة المتنطعين من الكتاب والإعلاميين والساسة الذين دافعوا عن سعودية تيران وصنافير طيلة الشهور الماضية، وخرج بعضهم يشيد بالسيدة التى رقصت عشرة بلدى وقالت -وهى تحمل علم المملكة- «نعم تيران وصنافير سعودية واللى عاوزاه السعودية تاخده.. إن شا الله لو عاوزين هرم يشيلوا!».

ماذا سيفعل هؤلاء الذين دافعوا عن سعودية الجزيرتين، غير مستندين إلى وثائق تاريخية، أو مستندات ورقية رسمية مقنعة، سوى اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية التى تم توقيعها منذ بضعة أشهر، خلال زيارة الملك سلمان عاهل المملكة العربية السعودية لمصر؟

ماذا سيفعل أولئك الذين هللوا لحبس مجموعة من الشباب الذين خرجوا منكرين هذه الخطوة، ورافضين منح الجزيرتين للسعودية.. وماذا سيفعلون اليوم وهم من اتهموا بالأمس كل من دافع عن مصرية الجزيرتين بالخيانة؟. تخيل الاتهام!. بعضهم خرج مهاجماً للمملكة عقب تصريحات رسمية خرجت على ألسنة رسميين سعوديين تعرب عن أسفها وألمها لتصويت مصر لصالح القرار الروسى بشأن سوريا، وفى أعقاب توقف ضخ البترول السعودى إلى مصر بعد منحة السنوات الخمس التى ترافقت مع منح المملكة جزيرتى تيران وصنافير!!

لست أدرى بأى وجه يهاجم هؤلاء السعودية، بعد أن كانوا يرقصون بعلمها بالأمس؟!

لقد عشنا السنوات الماضية فى ظل خطاب سياسى وإعلامى «مظبوط على ساعة يد السلطة»، هكذا بلا مواربة. لم يكن هذا الخطاب فى صالح الإعلام ولا السياسة ولا السلطة. فالحكمة تقتضى أن تعمل كل دائرة من الدوائر الثلاث بشكل مستقل عن الأخرى، وليس من الكياسة أن تسعد سلطة بتحول الإعلام إلى منشورات سياسية معبرة عنها، والقوى السياسية إلى مجموعة من الأذناب التى تدور فى فلكها. لن تستفيد السلطة من ذلك شيئاً بل ستضار أشد الضرر. فمواقف السلطة متغيرة ومتحولة، والعلاقات بين الدول تسير حيث تجرى المصالح، والمصالح قد تتغير من يوم إلى آخر، ولأن الإعلام مضبوط على ساعة يد السلطة، فإنه يدور معها حيث تدور، فيمتدح من كانت تمتدحه بالأمس، ويهاجم ويهجو من تختلف معه اليوم، رغم أن الاتفاق والاختلاف أمر وارد فى العلاقات بين الدول، وهو فى الحالتين ليس فى حاجة إلى زفة مواويل تمدح حال التوافق، ولا قصائد الهجاء حين الاختلاف. الإعلام الذى كان يتحدث عن أيادى السعودية البيضاء على مصر بالأمس وتحول إلى الحديث عن السعودية التى تحاول لى ذراع مصر اليوم إعلام بائس وعاجز عن التأثير فى الرأى العام فى الحالتين.. فهل من مصلحة السلطة أن يكون لديها هذا النوع من الإعلام الكاريكاتيرى؟!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل