المحتوى الرئيسى

الطائرة الروسية بسيناء.. سقطت أم أسقطت؟

10/12 21:37

صباح يوم السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015 تحطمت طائرة ركاب مدنية روسية من نوع "إيرباص 321" تابعة لشركة كوغاليمافيا الروسية بأجواء شبه جزيرة سيناء شمال شرقي مصر وعلى متنها أكثر من مئتي راكب، معظمهم من السياح الروس. وأعلنت موسكو لاحقا أن الطائرة فجرت فوق سيناء بعمل إرهابي نتيجة قنبلة.

فبعد أقل من نصف ساعة من إقلاعها من المطار متجهة إلى سان بطرسبورغ بروسيا، فقد برج المراقبة في مطار شرم الشيخ الدولي الاتصال بالطائرة.

بدأت التساؤلات تتناسل عن مصير الطائرة الروسية التي كانت اختفت من على شاشات الرادار بينما كانت تقترب من كامل ارتفاعها، ليتم الإعلان لاحقا عن العثور على موقع حطامها في منطقة نائية وسط الصحراء تسمى "وادي الظلمات" في محافظة شمال سيناء، على بعد نحو 150 كيلومترا جنوب مدينة العريش عاصمة المحافظة.

وأكد خبراء طيران أن تناثر حطام الطائرة وجثث الركاب على مساحة واسعة يشير بوضوح إلى انشطار الطائرة في الجو، على عكس ما يحدث غالبا في حوادث الطيران العادية حيث تسقط الطائرة كقطعة واحدة.

هنا بدأت الفرضيات تتوالى بشأن سبب سقوط الطائرة التي أكدت الشركة المالكة أنها سليمة من الأعطاب وأنها "كانت في حالة ممتازة"، مستبعدة وجود خلل فني.

سريعا، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية إسقاط الطائرة الروسية التي لقي جميع ركابها مصرعهم، وقال التنظيم -في بيان له- إن مقاتليه أسقطوا طائرة الركاب الروسية التي كانت تقل 224 شخصا -بينهم سبعة من طاقم الطائرة- إثر استهدافها في أجواء سيناء المصرية.

وذكر بيان التنظيم أن هذه "العملية تأتي ردا على غارات الطائرات الروسية التي تسببت في مقتل مئات المسلمين على الأراضي السورية أغلبهم من النساء والأطفال".

هذه الرواية لم ترُق لوزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف الذي شكك في دعوى التنظيم إسقاطه للطائرة، وقال سوكولوف في تصريحات صحفية "نحن على اتصال دائم مع السلطات المصرية، ولا يوجد حتى الآن أي دليل يثبت صحة هذه الادعاءات".

ومن جانبه أكد إيغور كوروتشنكو مدير تحرير مجلة الدفاع الوطني الروسية -في تصريحات صحفية- أنه لا يوجد أي احتمال لسقوط الطائرة بسبب صاروخ، لافتا إلى عدم وجود أسلحة من هذا النوع بحوزة تنظيم الدولة.

وبعيدا عن السبب الحقيقي وراء سقوط الطائرة، فقد شكل الحادث ضربة جديدة للسياحة المصرية التي تجد صعوبة بالغة في جذب الزوار، كما أنه طرح علامات تساؤل بشأن مدى تحكم الجيش المصري في سمائه.

وبينما شكلت السلطات المصرية فريقا للتحقيق في أسباب سقوط الطائرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أن التحقيقات حول أسباب تحطم طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء قد تستغرق شهورا.

وقال السيسي -في ندوة نظمتها القوات المسلحة المصرية- إنه "مهم في مثل هذه الحوادث.. أن يترك هذا الأمر.... ولا يتم الحديث عن أسبابه لأنه يأخذ وقتا طويلا جدا، هذه مسائل معقدة وتحتاج تقنيات متقدمة وتحقيقات يمكن أن تصل لشهور".

وشكك رئيس الوزراء شريف إسماعيل ووزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف في أن "عملا إرهابيا" يقف وراء تحطم الطائرة الروسية التي انقسمت إلى جزأين. ونفى إسماعيل -في مؤتمر صحفي- وجود "شواهد غير فنية وراء الحادث".

وبدوره، حذر وزير الخارجية المصرية سامح شكري بعض الدول من "اتخاذ إجراءات توحي بأسباب غير حقيقية لكارثة الطائرة الروسية"، وطالب بضرورة انتظار انتهاء التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث.

وفي الجهة المقابلة، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الحادث، وإرسال فرق إغاثة روسية إلى موقع تحطم الطائرة بعد موافقة القاهرة على مشاركة السلطات الروسية في التحقيق.

كما أعلن كل من مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي لسلامة الطيران المدني وشركة إيرباص العالمية، إرسالهما وفدين للمشاركة في التحقيقات الجارية بشأن الطائرة الروسية المنكوبة.

وأفاد مسؤول في لجنة الطيران الحكومية الروسية بأن الطائرة انشطرت في الجو وانتشر حطامها على مساحة واسعة، بينما بدأ الخبراء فحص محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، وقالوا إن الأمر قد يستغرق أياما.

وكانت وكالات أنباء روسية ذكرت -نقلا عن مسؤولي طيران روس- أن الطائرة "انشطرت في الهواء"، وأن هذا الانشطار حصل "على علو مرتفع".

كما نقلت وسائل إعلام روسية عن الشركة المالكة نفيها وقوع عطل فني في أجهزة الطائرة المنكوبة، ورجحت تعرضها "لتأثير خارجي"، وقالت إنه من المستحيل أن تكون الطائرة قد انشطرت في الجو لخلل فني أو خطأ بشري، دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل.

وقال نائب المدير العام لشركة الطيران الروسية كوغاليمافيا إن الحادث قد لا يكون سوى نتيجة "لعمل تقني أو جسدي" آخر، أدى إلى انشطار الطائرة في الجو ومن ثم سقوطها على الأرض، مؤكدا أن الطائرة كانت في حالة ممتازة.

ودفع حادث سقوط الطائرة الروسية نحو عشر شركات طيران عربية وأوروبية إلى تعليق رحلاتها فوق شبه جزيرة سيناء، ومنها شركة الخطوط الجوية الفرنسية "إير فرانس"، وشركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، وشركات طيران خليجية.

ولاحقا فاقمت لجنة التحقيق المصرية في حادث الطائرة الروسية الغموض بشأن أسباب سقوط الطائرة وسط سيناء بعد تأكيدها عدم توصل المحققين لاستنتاجات نهائية، وأن كل السيناريوهات تبقى مطروحة.

وقال رئيس اللجنة أيمن المقدم -خلال مؤتمر صحفي في القاهرة- إنه من المبكر الجزم بسبب الحادث، وإن اللجنة تريد جمع المعلومات المتوفرة لدى كل الجهات المختلفة.

واعتبر المقدم أن حطام الطائرة تناثر على مسافات تزيد على 13 كيلومترا مما يشير إلى تفكك الطائرة في الجو، مشيرا إلى أن "الملاحظات الأولية على حطام الطائرة لا تسمح حتى الآن بمعرفة أصل هذا التفكك".

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أعلنت موسكو للمرة الأولى أن قنبلة انفجرت وأسقطت طائرة الركاب الروسية المنكوبة في سيناء.

وجاء الإعلان الروسي ضمن نتائج التحقيق بخصوص الطائرة الروسية على لسان رئيس جهاز أمن الدولة ألكسندر بورتنيكوف خلال اجتماع أمني في الكرملين مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الدفاع أكد فيه وجود آثار لمتفجرات بالطائرة المنكوبة.

وأبلغ رئيس جهاز أمن الدولة بوتين أن طائرة إيرباص 321 فجرت فوق سيناء بعمل إرهابي نتيجة قنبلة. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل