المحتوى الرئيسى

ألمانيا منشغلة بيكفية تكريم "أبطالها" السوريين الثلاثة

10/12 21:09

لم يقتصر الأمر على المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي وجهت الشكر للسوريين الثلاثة، الذين سلموا الشرطة المشتبه به السوري جابر البكر، بعد أن قيدوه، بل أشاد أيضا عدد من الساسة الألمان وأعضاء في تحالفها الحاكم بهؤلاء وقالوا إنهم يستحقون وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وهو أرفع وسام تكريم في ألمانيا.

وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير في مؤتمر صحافي الأربعاء (12 تشرين الأول/ أكتوبر 2016) "عندما يقوم أشخاص يعيشون عندنا بمساعدة قوات الأمن، رغم وجود خطر محتمل يتهددهم، فإنهم يستحقون التكريم والتعبير لهم عن العرفان بالجميل".

وتتزامن هذه الواقعة مع تسجيل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي والمناهضين للاجئين، نتائج جيدة في انتخابات الولايات الألمانية التي جرت هذا العام. وقد ركز هذا الحزب في حملته الانتخابية على ما يمكن أن يشكله نحو 890 ألف طالب لجوء وصلوا عام 2015 إلى ألمانيا من مخاطر أمنية على البلاد، حسب قولهم.

وكانت ألمانيا تعرضت لاعتداءين من تنظيم "الدولة الإسلامية" في نهاية تموز/ يوليو الماضي. فقد فجر شاب سوري في السابعة والعشرين من العمر نفسه بعد أن تم رفض طلبه للجوء مخلفا 15 جريحا. وبعد أيام شن لاجئ آخر (أفغاني)، عمره 17 عاما، هجوما بفأس فأصاب خمسة أشخاص بجروح.

قادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حملة إشادة بالسوريين الذين ساعدوا في القبض على سوري فار يشتبه في إعداده لعمل إرهابي. وسائل التواصل الاجتماعي غصت بالتعليقات المشيدة بهؤلاء والساخرة من اليمين المتطرف. (10.10.2016)

وجهت المستشارة أنغيلا ميركل الشكر لسوري ساعد في إلقاء القبض على سوري آخر كان يشتبه في إعداده لعمل إرهابي. وقالت ميركل إنه يتعين فعل كل شيء ممكن إنسانيا من أجل ضمان الأمن للمواطنين حتى لو تطلب الأمر تغيير القوانين. (10.10.2016)

وعلى موقع "Change.org" في الانترنت وقع أكثر من23 ألف شخص عريضة تدعو إلى منح السوريين الثلاثة الذين ألقوا القبض على جابر البكر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى والذي يعطى بناء على اقتراح يرفعه وزير الخارجية على أن يوافق عليه رئيس الدولة.

وقال المتحدث باسم وزير الخارجية فرانك-فالتر شتاينماير في لقائه الصحافي اليومي أن الوزير موافق على طلب منح الثلاثة هذا الوسام، تقديرا لما قاموا به. وكتب عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي يوهانس كارس (الحزب الذي ينتمي إليه شتاينماير) في صحيفة "بيلد" الشعبية: "ما قاموا به دليل على أنهم يكنون عميق الاحترام لمضيفيهم الألمان... إنه عمل يحتذى به".

كما اعتبر يورغن كليمكه، عضو الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ الذي تتزعمه المستشارة ميركل أن السوريين الثلاثة يستحقون وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وقال: "ستكون رسالة قوية ... للشعب الألماني وللاجئين. عرفان الجميل والامتنان والشجاعة، كلها خصال تستحق التكريم".

صحيفة شعبية تتساءل لماذا لا يمنحون الجنسية الألمانية

حتى إن صحيفة "بيلد" كتبت متسائلة: هل سيصبح الأبطال الآن وبسرعة تامة مواطنين ألمانا؟ وشهدت صفحات اللاجئين على فيسبوك إشادات بالسوريين الثلاثة ومن بين التعليقات "الله أكبر! أرجو ألا يقول أحد بعد اليوم إن كل اللاجئين إرهابيون!"

وكانت السلطات الفرنسية قد كافأت العديد ممن قاموا بأعمال شجاعة على غرار لاسانا باتيلي، طالب اللجوء المالي الذي أنقذ حياة العديد من الأشخاص خلال عملية احتجاز رهائن في متجر يهودي في كانون الثاني/ يناير 2015، والذي حصل على الجنسية الفرنسية. كما منحت باريس وسام الشرف إلى ثلاثة أميركيين ساعدوا على توقيف رجل كان على وشك تنفيذ عمل إرهابي على متن قطار العام الماضي.

وكان السوريون الثلاثة وافقوا على استضافة البكر في شقتهم في لايبزيغ (شرق ألمانيا) قبل أن يدركوا أنه مطلوب منذ يوم السبت. وقاموا بتسليمه إلى السلطات مقيدا بكابل كهربائي. وتقول مجلة "دير شبيغل" وصحيفة "دي فيلت" إن البكر أمضى "أشهرا عدة" في تركيا عاد بعدها في "أواخر آب/ أغسطس" وبحوزته "كمية كبيرة من الدولارات".

أ.ح/ ص.ش (أ ف ب)

الورود كانت الهدية الأمثل ليعبر اللاجئون السوريون عن شكرهم للشعب الألماني. حيث نزل مئات اللاجئين السوريين للشوارع للمشاركة في حملة "شكرا ألمانيا".

المدون السوري ومؤسس البيت السوري في ألمانيا مؤنس بخاري (في الصورة) هو صاحب مبادرة "شكرا ألمانيا" ويقول: "أرغب في أن أهدي وردة لشعب ألمانيا الذي ساندني، آملا أيضا في تعاطف من لا يرغب بوجودي في ألمانيا."

الورود ترافقها عبارات الشكر كرمز بسيط على الاعتراف بجميل ألمانيا. وقال بخاري لـ DW عربية إن اللاجئين السوريين يشكلون نحو 40 بالمائة من السوريين المقيمين في ألمانيا. والسوريون بشكل عام يريدون شكر ألمانيا على ما قدمته لأبناء سوريا.

وارتدى بعض الشباب المشارك ملابس موحدة، وطبعوا على ملابسهم كلمات تعريفية باللغة الألمانية. في الصورة هنا مكتوب على قميص أحد المشاركين "نحن لاجئون قدمنا من سوريا، ونقول شكرا ألمانيا.

الألمان الذين كانوا متفاجئين من هذا النشاط، وماهيته، تجاوبوا معه بسرعة، وارتسمت الابتسامات على وجوه الصغار والكبار، الألمان والسوريين.

من خلال مبادرة "شكرا ألمانيا" يحاول اللاجئون السوريون كسر الحواجز بينهم وبين الألمان، الذين يشكك بعضهم في وجود اللاجئين أصلا في بلده. و تقبل ألمان الورد بداية، مع الشكر، ليتملكهم الفضول بعدها عن أسباب هذه الحملة.

النشاطات المختلفة للسوريين استمرت طيلة يوم السبت (10 أكتوبر/ تشرين الأول)، الذي انطلقت فيه مبادرة شكرا ألمانيا، وحاول المشاركون تنويع الهدايا المقدمة، فاختار البعض الورود، وآخرون اختاروا توزيع الشيكولاتة.

بعض السوريون قاموا بتحضير صناديق هدايا صغيرة، ووضعوا بها بعضا من الحلويات المنزلية، وغلفوها بطريقة جميلة ووزعوها على الألمان.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل