المحتوى الرئيسى

الخط العربي على طريق العودة.. نقيب الخطاطين: إعادة فتح مدارس الخط العربي.. ورسامون: متعه لا نهاية لها

10/12 19:31

يُعد الخطِّ العربي فنًّا إسلاميًّا خالصًا وله ارتباطه الوثيق بكتابه الكريم، وكما يتميز بكونه مرن ما يجعله قابل لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والتشابك والتداخل والتركيب، كما يقترن فن الخط بالزخرفة العربية حيث يستعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنه يستعمل في المخطوطات والكتب وخاصة نسخ القرآن الكريم.

سميت الخطوط العربية بأسماء المدن أو الأشخاص أو الأقلام التي كتبت بها، وقد تداخلت هذه الخطوط في بعضها، واشتق بعضها من الآخر، وتعددت رسوم الخط الواحد، فكانت لكثرتها تشكل فنًا من الفنون التي أبدعها الخطاطون العظام كالخط الكوفي، الرقعة، النسخ، الثلث، الفارسي، خط الأجازة، الديواني، الطغراء، المغربي.

كان للإسلام أثر في انتشاره وتطوره، فقد شجَّع على القراءة والكتابة، وذكر الله في موضع آخر الأمر بالكتابة حيث قال عز وجل "ن والقلم وما يسطرون"،هذا يدل على مدى أهميته فقد كان له مكانه كبيره بالمجتمع وكما كانت له مدارس متخصصة لتعلميه الأمر الذي جعله فنًّا مميِّزًا للحضارة الإسلامية على امتداد عصورها، وفي كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي.

وقد ظهر الخط العربي بنسخ القرآن الكريم فانتشر بين العرب في العالم الإسلامي، وكان الناس يتداولون الرسائل فانتشر بسرعة، وعند إقامة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة قام ببناء مسجد للتعلم فيه وكلف عدداً من الصحابة للتعليم فيه وهكذا تابع الخط العربي التطور مع الوقت حتى يومنا هذا.

وعلى الرغم من المكانة الذي كان محتفظ بها الخط العربي قديما إلا انه قد تراجعت مكانته ولم يعد مهتم به كما كان وعلى أثر ذلك أثر بالسلب عليه ولم يعد يهتم بالمدارس الخاصة بتعليم فنون الخط العربي والتي كانت بدورها تحي الخط العربي ووصل الأمر إلي إغلاق المدارس إلى إن عاد مرة أخرى لمكانته وذلك بدء يستخدم الخط العربي في الرسم وتزين الملابس ليعود كما كان.

وفي تصريح لـ نقيب الخطاطين خضير البورسعيدي أكد أن وزير التعليم التقي بأعضاء النقابة وعدد من مدرسي الخط العربي علي مستوي محافظات مصر، وقرر إعادة فتح مدارس الخط العربي التي يبلغ عددها 275 مدرسة ويعمل بها ما يقرب من خمسة آلاف مشرف ومعلم يحملون لواء تعليم قواعد وأصول الخطوط العربية بمختلف أنواعها.

وقال حاتم عرفة – رسام وخطاط – لجريدة الدستور: "لم أجد رحابة في مجال ما مثلما وجدت في الخط العربي، وتلك الرحابة وجدتها على مستويات، أولها هي أنواع الخطوط نفسها، وفي كل هذا توجد خطوط فرعية منبثقة منه ، حيث متعة التدريب على الحرف حتى ضبطه كما يجب هي متعة ليس لها مثيل، فلو افترضت أنني أتقنت نوع خط معين بدرجة مائة في المائة، فسرعان ما سيشدّني خط آخر لتعلمه وإتقانه كذلك ، أضافه إلى هذا تنوع الأدوات الممكن استخدامها لتطبيق هذه الأعمال الفنية، سواء على ورق".

فالخط العربي أكثر الفنون تجريدا، قائم بذاته فلم يعتمد على الرسم أو شكل محدد يمكن للمرء أن يقارنها بالطبيعة أو بالفنون الأخرى فالخط بدء كنقوش غير واضحة مع عدم اهتمام العرب بالكتابة قبل نزول الإسلام الذي أحدث طفرة في الكتابة، لأهمية تسجيل الوحي وكتابته، وليس فقط بهدف حفظ المعلومات والتدوين، وفي تزيين الكتابة وتجميلها بما يليق بجمال وسموّ الرسالة التي تحملها ، ومن ثم أخذ في التطور من هذا المنطلق التجريدي البحت.

ويستكمل قائلاً : "التكنولوجيا ليس السبب في تراجع الخط العربي ولكن التكنولوجيا مجرد أداة في يد مستخدمها، كالقلم فمن لديه وعي بقواعد الخط العربي وتاريخه سيحقق فكرته الأساسية ويخرجها في أفضل شكل سواء كانت أداته، ويرى أنها يجب أن تكون وسيلة لاستمرار وتألق هذا الفن السحري، الذي تطورت أدواته من الكتابة بفرشة مصنوعة من شعر الحصان، والخشب، والقصبة، والمعدن، وريشة الطاووس، وكُتبت على الورق، والجلد، وحفرت في الخشب والحجر، ونقشت على الزجاج والمعادن والمجوهرات، وطُبعت على الأقمشة، من الطبيعي جدا في عصر كهذا أن يتطور هذا الفن معها، وإلا لصار فنا عاجزا ضيق الأفق".

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل