المحتوى الرئيسى

سر التحول المفاجئ لـ «عمرو أديب»

10/12 19:16

على ما يبدو أن ظهور الإعلامي عمرو أديب، على القناة الجديدة "ON E" التي يمتلكها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، تحمل رسالة ما في الغالب "مصدّق عليها ومختومة من جهات عليا"، بحسب مراقبين. 

فأديب الذي قال في برومو برنامجه "إنه لن يحمل طبلة ولا (رق) للنظام"، بدا كذلك في أولى حلقات برنامجه المسمى "كل يوم" المذاع يوميًا الساعة 9:30 مساء، بعكس ما اعتاد عليه في برنامجه السابق "القاهرة اليوم" على قناة "أوربت".

وفي أيام معدودة، استطاع برنامجه خلق صدى واسع، ونجح في جذب انتباه المشاهدين؛ الذين ملوا وجهة النظر الواحدة الذي اعتاد عليها إعلاميو النظام في وقت ما بعد 3 يوليو.

 خلق الإعلامي قاعدة اجتماعية بإعلان انحيازه للطبقة الفقيرة، حينما أطلق مبادرة وأسماها "الشعب يأمر" وقال إنه يستهدف خفض الأسعار، لرفع المعاناة على المواطن المصري في ظل ارتفاع الأسعار المُبالغ فيها.

 الكاتب الصحفي طه خليفة، أشاد بتجربة "أديب" ووصف ما يقوم به بـ"الشجاعة" بعد برنامج إبراهيم عيسى، ليكون بذلك لدينا صوتان إعلاميان مختلفان عن بقية أصوات "الزفة البلدي"، حسب قوله.

 وتوقع خليفة، أن يسحب أديب البساط من تحت أقدام أحمد موسى وأمثاله ممن يعيشون خارج الواقع والعقل والمنطق.

وردًا على أن "أديب" مأمور بذلك، قال الكاتب الصحفي: "سواء كان هذا الأداء الإعلامي المختلف لدى عيسى وأديب من نفسيهما، أو بضوء أخضر من جهات عليا، فهذا أمر جيد لأنه يعكس شعورًا كبيرًا متزايدًا ومتصاعدًا لدى نخبة الإعلام ونخبة الحكم بأن الأزمة بالغة التعقيد".

 منذ عودة أديب الجديدة استضاف عددًا من المعارضين الذين اعتادوا النقد اللاذع لسلطة 3 يوليو، والذين منعوا أيضا من الظهور على الشاشات منذ فترة لرفضهم سياسة النظام الحالي وطريقة إدارته للبلاد.

 واعتاد "أديب" أن يخلق ما يشبه محكمة للسلطة من خلال استضافة ساسة يتجهون للمعارضة مثل "السفير معصوم مرزوق، رئيس التيار الشعبي الديمقراطي، وأمين إسكندر، القيادي بحزب الكرامة، وخالد داود، المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي"، واتفق المتحدثون كلهم تقريبا على وصف الحالة بأن المركب تغرق، وهى بحاجة إلى إنقاذ عاجل وفوري، بخلاف السابق.

كما استضاف أديب، منتصر الزيات، محامي جماعة الإخوان، ودعا الدكتور نور فرحات، الفقيه الدستوري المعارض للنظام للظهور معه؛ إلا أن الأخير أعرب عن حيرته من الذهاب للبرنامج على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

ووصل برنامج عمرو أديب لأكبر قاعدة جماهيرية باستضافة رجل الأعمال الشهير حسين سالم، وبعدها خالد حنفي وزير التموين المستقيل بعد وقائع فساد.

 وتخللت حلقاته انتقادًا ملحوظًا لأداء الحكومة في محاولة لإظهار الأمر بالتعبير عن الفئات المطحونة.

 وقال محللون، إن أديب سيبدو متنفسًا للجماهير في الوقت الذي تزايدت فيه حالة الغضب من الحالة الاقتصادية المتردية التي تمر بها الدولة وارتفاع الأسعار في جميع السلع والخدمات خلال الشهور الأخيرة، وسط ثبات الأجور وارتفاع معدل التضخم وانخفاض قيمة الجنيه.

 وأكد خليفة، أن هذا التوجه الإعلامي الجديد المنفتح المتزايد هو محاولة لامتصاص الغضب، وتخفيف الاحتقان، وصدمة الناس بالواقع الصعب وطي صفحة الشعارات العاطفية، وهي رسالة للناس بأن الأزمة وحلولها أكبر من الرئاسة والنظام.

وتساءل الكاتب الصحفي: "هل هناك جهات في الدولة تدفع في اتجاه محاصرة السيسي؟ هل هى استعادة هامش الحرية المحدود في عهد مبارك، حرية الكلام للنخبة ليلا في الفضائيات، وحرية النظام في أن يفعل ما يشاء ليلا ونهارا؟ مختتما "ماذا يحدث في مصر؟".

أما الإعلامي المعارض للنظام سامي كمال الدين، فوصف الأمر بـ"اللعبة"، رغم اعترافه أنهم هاجموا فعلاً مشروعات السيسي وخطاباته وقالوا إنه بلا برنامج سياسي أو اقتصادي، وأن تفريعة قناة السويس فاشلة، والحفل الذي كلف ملايين الجنيهات كان حسب قول السيسي، لرفع معنويات الشعب المصري.

 وأضاف كمال: "عمرو أديب سيقوم بالليلة لوحده، كل اللي عمله الحسيني والإبراشي وموسى والغيطي وغيرهم بعد 3 يوليو، والدور اللي عملته لميس وخيري وخالد صلاح في سنة مرسي سيقوم به عمرو بجدارة منقطعة النظير".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل