المحتوى الرئيسى

شبيحة الإعلام يفخخون علاقة مصر بالسعودية

10/12 16:19

اقرأ أيضا: الحقيقة حول القاعدة الجوية الروسية في مصر لماذا نشد الحبال حول أعناقنا ؟! فضيحة الموقف المصري في مجلس الأمن ! رسالة من سجن برج العرب الانتخابات المغربية واختبار عربي مهم وتاريخي

تتدهور الأمور في العلاقات بين مصر والسعودية بصورة متسارعة للغاية ولم تكن تخطر على البال في أسوأ التخيلات ، وذلك في أعقاب الخلاف العلني بين مصر والسعودية في مجلس الأمن ، عندما صوت المندوب المصري بالتأييد لمشروع القرار الروسي بخصوص سوريا الذي لا يلزم بوقف الغارات ، وهو موقف ضد الموقف السعودي كما كان ضد موقف أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأغلبية أعضاء المجلس ، وبدون أدنى شك يأتي الإعلام عاكسا لهذه الانهيارات الخطيرة بين البلدين ، وخاصة أن الواجهات الإعلامية الرئيسية الآن ، كأفراد ومؤسسات ، تحت السيطرة والتوجيه ، وبالتالي فالأطراف جميعا تعرف أن ما يقولونه هو توجيه وتكليف وليس اجتهادات مفاجئة تحدثوا فيها جميعا بلغة واحدة وأحيانا باهاشتاج واحد على مواقع التواصل الاجتماعي ! .

وجهة الاحتشاد الإعلامي في مصر لها لحن واحد وإن كان التوزيع "الموسيقي" لها يختلف من إعلامي لغيره ، في نقد المملكة وتشويه موقفها في سوريا واتهامها بدعم الإرهاب والجماعات الإرهابية ، البعض يضرب فوق الحزام والبعض يضرب تحت الحزام ، والبعض وصل إلى مستوى من "التشبيح" يسيء للإعلام المصري ولا ينفع النظام السياسي بشيء ، فهناك شتائم رخيصة أقرب للردح قيلت على شاشات التليفزيون ومن إعلاميين محسوبين على داعمي الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وهذا ما يترجمه الأشقاء في السعودية ـ بداهة ـ على أنه توجيه رسمي أو من قبل أجهزة رسمية ، مما يزيد النفوس احتقانا ، ويعقد أي مساعي لاحتواء الخلاف لأن انعكاساته شديدة السلبية على الجانبين .

العلاقات مع السعودية حيوية للغاية بالنسبة للنظام السياسي المصري الحالي ، وبالنسبة للشعب المصري نفسه ، وبالنسبة لأي نظام سياسي في مصر ، أمس واليوم وغدا ، فهناك عمق أمني واستراتيجي للدولتين ، وكل طرف يفترض أنه ظهر للآخر وسند حيوي ، فمصر هي القوة العربية المشرقية الأكثر جاهزية الآن لمواجهة التهديدات التي تطال المنطقة ، ووقوفها في ظهر المملكة والخليج العربي بشكل عام عنصر حاسم في ضبط موازين القوة في المنطقة ، والسعودية ومعها الخليج هي عمق استراتيجي خطير بالنسبة لمصر ، فهي الداعم الرئيسي للاقتصاد المصري وباعتراف السيسي نفسه أكثر من مرة أنه لولا وقوف الأشقاء في الخليج معنا لكانت الأمور كارثية ، وكذلك هناك عدة ملايين ، أكرر : ملايين ، من المصريين العاملين في الخليج ، وعددهم أكثر من عدد المصريين الذين يعملون في الحكومة المصرية نفسها داخل مصر ، وهؤلاء يضخون عشرات المليارات من الدولارات سنويا في الاقتصاد المصري الذي يعاني شح الموارد من العملة الصعبة ، ناهيك عن أنهم يخففون عن الدولة عبء توفير ملايين فرص العمل في ظل تزايد البطالة بنسب مخيفة ، أضف إلى ذلك أن السياحة الخليجية ما زالت هي القطاع الأهم والأكثر سخاء في النفقات داخل مصر رغم سوء الأوضاع بشكل عام ، وأضف إلى ما سبق الاستثمارات الخليجية في مصر وهي بالمليارات ، وبالتالي فأي ارتباك في العلاقة مع الأشقاء ستكون انعكاساته كارثية على جميع تفاصيل الحياة داخل مصر ، وهذا ما لا يقيم له "شبيحة" الإعلام أي وزن ، لأن أغلبهم يحصل على الملايين سنويا مقابل هذه الهلاوس التي ينشرونها تحت الطلب ويعيشون حياة الترف والرخاء والبغددة ، ولا يهمهم مصالح ملايين الكادحين العاملين هناك ولا حتى مصالح الشعب في الداخل الذي سيدفع ضريبة أي انتكاسة للعلاقات .

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل