المحتوى الرئيسى

بالفيديو والصور| فنان وشم المشاهير.. "التاتو حب ومعنى مش استعراض"

10/12 13:31

بهجة شديدة تظهر على وجهه، فرغبته القوية في الارتباط الدائم بإحدى الرسومات، تجعله يصمت أمام تلك النقرة البسيطة، التي تنغز جلده باستخدام "إبرة التاتو"، فالوشم ليس مجرد تصميم للاستعراض أو التصوير به، فاختياره يكون نابع من داخل الشخص وفكره، وذو معنى قوي له، قرر ملازمته طول عمره، ليس بشرط في مكان يراه الجميع يكفي أن فاعله يعلم به.

داخل أستوديو "رامي داوود الصغير"، الموجود بأحد شوارع الزمالك، والذي اعتبره ملاذه الآمن لموهبته، التي نمت بداخله فلم تقتصر رسوماته على التاتو فقط، وإنما زين به جدارن الأستديو أيضًا، تجده يجلس على الكمبيوتر لتحضير التصميم المختار من قبل العميل، ثم يطبعه ويكتب على الكربون بالقلم الأزرق ويقصه ويلصقه على جزء في جسد أحد محبي التاتو، وينزع الورقة، ويبدأ بتجهيز أدوات التاتو فيضع الأنبوبة داخل آله مسدس الوشم والابرة ويأخذ من الحبر، الذي يكون أمامه ويرسم الوشم.

حصل "داوود" على كورسات لتعليم التاتو من خلال أكاديميات في أمريكا عبر الإنترنت بشهادات معتمدة، وبدأ في رسم الوشم عام 2008، الذي لم يكن منتشر حين ذاك، فاتجه إلى إثقال موهبته في الرسم وفن الديكور، التي نمت بداخله منذ صغره بالعمل لسنوات عدة، وأيضًا حصوله على كورس فن تشكيلي بكلية الفنون، حيث أنشأ "اتيليه جاليري"، لبيع لوحاته بجانب رسمه على الجدران في المنازل والمحلات وغيرها، ثم عاد مرة أخرى بعد ثورة 25 يناير إلى الوشم، الذي انتشر في ذلك الوقت.

لم يكتف بتلك الكورسات فقط، بل سافر "داوود" إلى تركيا لزيادة معرفته بتعليم "التاتو" في جولة لتبادل ثقافات الوشم، لنقلها إلى مصر، كما حرص على جلب كل خاماته، التي يستخدمها من الخارج سواء من أمريكا أو كندا أو المانيا، من أجل لضمان جودة عالية للعميل والعمل باحترافية.

ويسعى الشاب العشريني في المناقشة مع العميل بشأن التصميم الذي يريد فعله قائلا: "معظم المصريين بيقوا جايين مش عارفين أنهي ديزين عايزينه أو شاف واحدة على النت عايز يعملها علشان المصيف أو يتصور"، فيجعلهم يدركون باستمرار ذلك الوشم طول العمر، فيجب اختيار التصميم الصحيح المناسب لشخصيته.

بينما الفنانين أو المشاهير والأجانب دائما على دراية جيدة بما يريدون رسمه في "التاتو" عندما يأتون إليه بخلاف الشخصيات المجتمعية مثل "أحمد الفيشاوي، وملكة جمال الكويت، ولاعبي منتخب مصر في الرماية، وغيرهم، "بيكونوا محددين وفاهمين هما عايزين ايه فعلًا، وبيبقى للتاتو معنى، مش مجرد تصميم عادي".

"التاتو ما دام بإذن الزوج فهو حلال، أو بدون دم"، كان لهذه الفتوى، التي وردت على لسان الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، ضجة كبيرة بين الناس التي وصلت أصدائها إلى آذان "داوود"، الذي انهالت عليه مكالمات بأسئلة عن نزول دم نتيجة "التاتو"، قائلًا: "98 % من الوشم لا ينتج عنها دماء، إلا في حالة رسومات الضخمة، ونسبة قليلة لم تحدث معي".

كما اعتاد فنان الوشم على تساؤلات العديد عن هل يوجد "تاتو" مؤقت الذي يستمر 6 أشهر أو عام، وأوضح ذلك قائلا: "مفيش حاجة اسمها كدة، أنا بتابع دايمًا التطورات من خلال أمريكا، ومفيش حاجة تثبت علميًا، إن في تاتو مؤقت دي إشاعة اللي بيحصل في مصر، اللي بيروح الحنة والستيكر بس، مفيش حبر بينزل تحت الجلد وبيروح"، مضيفًا أنه لا يشترط لـ"التاتو" سن معين، فيرسم لجميع الأعمار، لكونه لم يعد مرتبطًا بشعور بألم، بخلاف ما يعتقده البعض.

لم يقتصر الأمر على الزينة فقط، ولكن للوشم فائدة كبيرة لإخفاء العاهات المستديمة من الجروح والحروق وغيرها، ودلل على ذلك "محمد محمود"، أحد العملاء الذي كان داخل الأستوديو، الذي قرر إخفاء أثار عملية في بطنه بسبب حادثة تعرض لها منذ صغره، وكانت تزعجه برسم "تاتو" عليها على شكل سهم يرمز له في حياته، قائلًا: "كل لما برجع بحياتي لورا في حاجة بتضايقني بطلع لقدام تاني".

كما يستطيع "داوود" إعادة تصليح الوشم الفاسد، الذي قام بها فنان آخر ليس له خبرة، قائلا: "مفيش محترف حول العالم بيكتب بإيده (تاتو) لازم يكون طباعة، بيجيلي ناس حد عملهم كاتبين بايدهم بايظ خالص، بحاول أغطي الرسمة القديمة، وأرسم عليها ديزاين، أو إزالته بالليزر"، مضيفًا أن أسعاره تبدأ من 400 جنيه.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل