المحتوى الرئيسى

محمد حميدان يكتب: ما زال مشوار القطاع الصحي طويلًا | ساسة بوست

10/12 12:32

منذ 1 دقيقة، 12 أكتوبر,2016

مما لا شك فيه، أن قطاع الصحة من أهم قطاعات الحياة على مستوى الأفراد والجماعات، وعندما نتكلم عن جودة الخدمات الصحية في بلد ما، فلا يصح تقييم الخدمات الصحية بدون أرقام ومؤشرات، ولا يكفي القول بأن هناك مستشفيات وأخصائيين وغرف عمليات لنقول إننا متقدمين طبيًا، حتى لو كنا نقوم بكافة أنواع العمليات الجراحية المتطورة والدقيقة سواء، باستخدام المنظار أو الإنسان الآلي، فلا بد من تحقيق أساسيات الخدمات الصحية حتى نبدأ بالحديث عن الجودة.

في هذا المقال سأستعرض عددًا من المؤشرات الصحية المهمة في الوطن العربي وأقارنها بالعالم المتحضر.

أولًا: عدد الأسرة المتاحة في المستشفيات بالنسبة لعدد السكان، وغالبًا ما يتم حسابها لكل 1000 نسمة

متوسط الدول متوسطة الدخل 2.3

كما هو ملاحظ فإن متوسط عدد الأسرة في الوطن العربي قليل جدًّا، ولا يصل إلى ثلث العدد لدى العالم المتقدم، حتى لدى الدول العربية النفطية، وينتج عن هذا عدم استعداد المستشفيات للتعامل مع الكوارث والحروب، بل حتى مع حوادث المرور الكبيرة، إذ إن مستشفى متوسط من مستشفياتنا غير قادر على استيعاب جميع جرحى تدهور حافلة مثلًا، وهذا يزيد الضغط على الأطباء والممرضين، وفي الوقت نفسه يقلل جودة بل حتى إمكانية تقديم الخدمات الصحية بالأصل.

ثانيًا: عدد أخصائيي الجراحة لكل 100.000 نسمة، وهذا يشمل أخصائيي الجراحة العامة والخاصة والتخدير والنسائية

ثالثًا: عدد الأطباء لكل 1000 نسمة

مرة أخرى تظهر لدينا مشكلة جديدة، في حين أن عدد الأطباء تتراوح بين جيدة إلى ممتازة، إلا أن نسبة الأخصائيين في معظم أقطار الوطن العربي منخفضة، مما ينعكس سلبًا على الحالات الصعبة والمعقدة، في حين لا يؤثر في الغالب على الحالات السهلة والمتوسطة.

رابعًا: عدد الممرضين لكل 1000 نسمة

عدد الممرضين في معظم أقطار الوطن العربي سيئة إذا ما قورنت بعدد الأطباء وأعداد الممرضين في العالم المتقدم؛ حيث إنه من المتوقع في أي نظام صحي زيادة أعداد الممرضين عند انخفاض نسبة الأطباء والاختصاصيين لتعويض النقص الحاصل ولمساعدة كادر الأطباء، لكن هذا غير حاصل في معظم الدول العربية باستثناء دولة أو دولتين فقط.

خامسًا: الإنفاق على الرعاية الصحية من إجمالي الناتج المحلي

عند استطلاع الأرقام السابقة، قد يعلق بالذهن بعض الأمثلة التي قد تبدو غريبة، سأقوم هنا باستعراضها وتوضيحها، ثم إدراج ملاحظات عامة عن وضع الخدمات الصحية في الوطن العربي.

تتمتع اليابان بعدد أسرة عالٍ جدًا وعدد ممرضين كبير جدًّا، في حين أن عدد الأطباء جيد مما يتيح توفير عناية ممتازة للمرضى، ويؤهل اليابان لمواجهة الكوارث والأحداث الطارئة.

تتراوح مؤشرات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة حول الجيد باستثناء مؤشرين ممتازين جدًا يعدان من أعلى المؤشرات على مستوى العالم، هما عدد الممرضين ونسبة الإنفاق الصحي من الناتج المحلي، مما يتيح للولايات المتحدة تقديم رعاية صحية كافية، وفي الوقت نفسه تنافس العالم في تطوير الرعاية الصحية المتقدمة وإنتاجها مدعومةً بنسبة إنفاق تصل إلى 17% من الناتج المحلي الإجمالي.

توفر قطر لسكانها أعدادًا ممتازة من الممرضين والاختصاصيين والأطباء مقارنة بباقي دول الخليج، وتقترب من أرقام الدول المتقدمة، لكن بالنسبة لعدد الأسرة بالنسبة للسكان ما زال العدد أقل من التوقعات.

يتمتع لبنان بعدد ممتاز وضخم من الأخصائيين يماثل الدول الاوروبية وبعدد جيد من الأسرة، لكن أعداد الممرضين لا ترقى إلى باقي المؤشرات الصحية الجيدة التي يتمع بها.

* تعاني معظم الأقطار العربية من قلة أعداد الأسرة في المستشفيات، والذي يعد مؤشر خطر على مستقبل الرعاية الصحية في منطقة معرضة، بل تعيش ظروف سياسية وعسكرية صعبة.

* هناك بعض الدول معظم مؤشراتها الصحية تتراوح من جيدة إلى ممتازة، لكنها بحاجة للعمل على باقي المؤشرات لترتقي في خدماتها الصحية.

* وللأسف بعض الدول معظم مؤشراتها الصحية أو جميعها سيئة، بل مثيرة للقلق وتشكل تهديدًا على سلامة المواطن، مما يوجب عليها إعادة النظر في المنظومة الصحية لديها بشكل جذري.

* وللأسف مرة أخرى هناك مجموعة من الدول النفطية، ما تزال مؤشراتها لا ترقى لمستوى الدخل الذي تحظى به، مما يضع علامة استفهام حول أولوية قطاع الصحة لديها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل