"تراشق إعلامي فاضح بين مصر والسعودية".. "يوسف الحسيني" يثير غضب الرياض: "مش هنعيط بسببكوا ".. وإعلاميو المملكة يردون: "اللي تشتريه بالرز يبيعك بالفول"
كلما هدأت حدة التوتر التي انتابت العلاقة بين مصر والسعودية خلال اليومين الماضيين على إثر اختلافات عدة، نفخ البعض في بوق الفتنة بينهم ليزيدوا الأمر اشتعالًا، لاسيما الأبواق الإعلامية في القاهرة والرياض، التي ظلت تتراشق الاتهامات والإهانات العلنية غير عابئة بالعلاقة التاريخية التي تجمع البلدين.
البداية حين صوتت مصر خلال جلسة مجلس الأمن، الأحد الماضي، لكل من المشروع الروسي والفرنسي الخاص بالأزمة السورية، الأمر الذي جعلها محط انتقاد قطر -وهو أمر معتاد-، واشعل نيران الخلاف الحاد مع شقيقتها السعودية التي وصفت الأمر بالمؤلم.
أيدت القاهرة المشروع الأول المقدم من فرنسا وإسبانيا بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، الذي يقضي بوقف الضربات الجوية في حلب وإيصال المساعدات للمحاصرين هناك، وعادت وأيدت المشروع الروسي المنوط به تنفيذ خروج آمن لجبهة النصرة.
وعمق الأزمة رد المملكة على القاهرة بعد الجلسة، بإعلان شركة "أرامكو" وقف إمداد القاهرة بالمواد البترولية بدعوى مراجعة حصة السعودية بالشركة، واتجهت الرياض إلى توقيع مذكرات تفاهم مع 18 شركة تركية، لتعزيز التعاون بين البلدين.
وتجاهلت مصر الرد السعودي، وأعلنت هيئة البترول، أنها ستطرح عددًا من المناقصات لشراء احتياجات السوق المحلي من الوقود، وستعمل على تدبير أكثر من 500 مليون دولار مع البنك المركزي لشراء الاحتياجات.
وبدلًا من أن يسعى الإعلام المصري إلى تهدئة الأزمة بين الجانبين، عمد إلى نفخ النيران المشتعلة بينهم، ليقوم كثيرًا من الإعلاميين بمهاجمة المملكة والزعم بإن مصر لا يلوى ذراعها، ووصل الأمر إلى حد تراشق الإتهامات بينهم.
حرب من الاتهامات والتراشق، شهدها موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أمس الثلاثاء، بسبب تغريدة للإعلامي يوسف الحسيني، التي آثارت غضب شعب الرياض والكثير من النشطاء السعوديين، بعدما اعتبروها إهانة للملكة السعودية.
الحسيني الذي يعد أحد الإعلاميين المثيرين للجدل دومًا، كتب على حسابه بموقع "تويتر" معقبًا على الموقف السعودي بوقف إمداد مصر بالنفط قائلًا: "ده سر شدة الودن؟، وهي مصر بتتشد ودنها، إحنا لو رفعنا أيدينا بس.. الولد هيعيط لأبوه #السعودية".
ورد عليه إحد النشطاء قائلًا: "هنشوف إحنا لما شدينا الودن مين هيعيط؟"، ورد آخر: "قريبًا يا حسيني ستمدح الولد وأبوه لأنك عار على الإعلام المصري"، وعقب آخر قائلًا: "لنرى من الذي ستؤلمه أذنه بل قد يصاب بالصمم والأيام بيننا".. وظلوا على تلك الحالة التي تؤجج من التوتر بين البلدين.
وإذا ذُكرت الفتنة ذُكر معها الإعلامي أحمد موسى، الذي دخل على خط الأزمة ليساند زميله "الحسيني" في تأجيج النار، وأطلق هاشتاج "مصر لن تركع"، ردًا على الضغوط التي تتعرض لها مصر في الفترة الأخيرة من قبل السعودية وفقًا لما ذكره .
وظل موسى يعلي من نبرة صوته خلال حلقة أمس، قائلًا: "مصر لم تطلب أي مساعدات من أحد، الدول هي التي تمد لمصر يد العون، نحن ليس لدينا أزمة بترول، نرفض أي مساعدات تهدف للتدخل في شئوننا الداخلية".
وأضاف: "لن نقبل أي ضغوط خارجية، وقرارات مصر تجاه الأزمة السورية واضحة وسيادية ولا يمكن الرجوع فيها، مصر لن تنهار بفضل هذا الشعب، محدش يقدر يلوي ذراع مصر، إحنا منقدرش ننسى اللي وقفوا جنبنا نحن لا ننكر الجميل، ولكن المساعدات التي لها أغراض خفية لا نقبلها".
وسعى الإعلامي إبراهيم عيسى، إلى تسييس الأمور وخلق أزمة دبلوماسية بين مصر والسعودية، بعدما زعم أن الأخيرة لا تطيق موقفًا سياديًا مستقلًا لمصر، وتسعى لأن يكون موقف القاهرة متماشيًا مع موقف الرياض على حد تعبيره.
وتابع: "رأينا كيف كانت مصر تتخلى عن دورها القيادي في الوطن العربي ورأينا مصر ترضى الدنية في عروبتها، وكما تخلت مصر عن قيادتها الدينية وصارت تمشي مغمية العينيين منساقة القدميين خلف السلفية الوهابية وكيف اخترقت الوهابية العقل المصري".
ونفس المشهد تكرر داخل وسائل إعلام الرياض، التي لم يسع أحد فيها للتهدئة وليس التسخين، فنالت مصر هجومًا قويًا منهم بعد تصويتها في مجلس الأمن، بل وصل الأمر بالبعض إلى حد التندر والسخرية منها.
"مصر تخلت وتحتاج لمن يذكرها أنها تمثل العرب في مجلس الأمن".. كان الفتيل الذي اشعله الإعلامي المقرب من دوائر الحكم في السعودية "جمال خاشقجي"، عبر سلسلة تغريدات علق فيها على الأزمة بين مصر والسعودية، ودفع نشطاء كثيرون للرد عليه وتبادل الاتهامات.
وقال "خاشقجي": "أسمحوا لي أتدخل في جدلكم هذا، لا يجوز مقارنة موقف تركيا بمصر، للسعودية وتركيا مصالح وعلاقات مع الروس ولكنهما لم يتخليا عن سوريا، مصر تخلت، مصر تحتاج لمن يذكرها أنها تمثل العرب في مجلس الأمن".
وانتقد رئيس الديوان الملكي السعودي السابق، خالد التويجري، موقف مصر داخل مجلس الآمن قائلًا: "أسف ما بعده أسف يا مصر أن يحدث ذلك منكم تجاه المملكة بالذات، أنسيتم مواقفنا معكم كأشقاء منذ القدم؟".
Comments