المحتوى الرئيسى

مصر والسعودية "غرام وانتقام".. حرب اليمن تفجر الخلافات بين عبد الناصر وآل سعود.. وكامب ديفيد "السادات" أحدثت القطيعة.. ومبارك والمملكة سمن علي عسل

10/12 11:10

قضايا عدة تقف في طريق العلاقات المصرية السعودية في الأونة الأخيرة، بعد اشتعال حدة الخلاف بين الطرفين نتيجة الإختلاف حول بعض القضايا المشتركة، أبرزها القضية السورية، لتنقلب أواصر العلاقات بين الطرفين رأسا علي عقب، ويصبح شعار المرحلة لا وقت للحب إنما المصلحة.

والعلاقات المصرية السعودية علاقات تسير علي سطر وسطر، ففي بعض الأحيان تشهد حالة من التوهج، لا يُعكر صفوها شائبة، بينما تنتابها في بعض الأوقات حالة من الفتور، غير أنها لم تصل لحد القطيعة في أي من العهود إلا في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

تعد فترة الزعيم جمال عبد الناصر أحد أكثر الفترات، التي شهدت نوعا من الشد والجذب بين الطرفين، عززتها المواقف المتباينة لكليهما في معظم الملفات العربية الملتهبة وقتها.

وتعد أحد الأسباب الرئيسية في صراع الخمسينات والستينات، كان عائدًا إلي نظرة المملكة لتنظيم الضباط الأحرار، الذي شكل تغير محوري في جنبات الدولة المصرية، ونقلها من خانة الملكية إلي سجل الجمهورية، خاصة وأن المملكة كانت تخشي أن يصيبها مثل ما أصاب مصر، بجانب دعم النظام الجديد بزعامة "عبد الناصر" لكل حركات التحرر في الوطن العربي، الراغبة في إسقاط أنظمتها الملكية علي غرار التجربة المصرية.

لكن يبقي الصراع اليمني هو الحدث الجلل الذي شرخ جدار العلاقة بين الطرفين آنذاك، بعدما أيدت مصر مطالب الثوار الراغبين في إنهاء حكم الملك، وهو ما وقف ضده كلا من السعودية والأردن بكل ما منحهما الدهر من قوة.

واستمرت حدة الخلافات بين الطرفين في التصاعد، حتي قضت نكسة 1967 أمرًا كان مفعولًا، في حد وضع للخلاف المصري السعودي، بعدما تقاربت وتكاملت الرؤي بينهما، كضرورة ملحة لمواجهة المد الصهيوني المتصاعد، لأجل إستعادة الكرامة العربية من جديد.

علاقات ترفع شعار الدفء والأخوة، وصلت ذروتها إبان الموقف السعودي المشرف، الذي تبنته المملكة ومعها بقية الدول العربية، عن طريق دعم الدولة المصرية خلال حرب أكتوبر باستخدام سلاح البترول.

لكن حبال الود انقطعت سريعا، في أعقاب قرار الرئيس السادات، ببدء مفاوضات السلام مع دولة الكيان الصهيوني، والتي أفضت إلي اتفاقية كامب ديفيد، لتبدأ بينه وبين حكام السعودية، موجة من التراشق بالكلمات، وصلت لحد القطيعة، والتي لم تنتهي سوي برحيله.

تعد فترة الرئيس المخلوع حسني مبارك، بمثابة العهد الذهبي للعلاقات بين الطرفين، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا علي كافة الأصعدة، لدرجة حدا بالبعض وصفها بأنها أشبه بالجواز الكاثوليكي.

و لم تشهد تلك الفترة أي نوعًا من الخلافات، بعدما اعتبرت الرئيس الأسبق بمثابة كنز استراتيجي، تأمن السعودية علي نفسها في وجوده، وهو ما بدًا جليًا خلال حرب الخليج.

وحاولت المملكة رد الجميل لمبارك، إبان ثورة يناير، بإعلان رفضها لمطالب الشعب المصري الحالم بالتغيير، وإظهار دعهما له، عارضة عليه استضافته.

رغم ما كانت تشهده مصر من توترات وإضطرابات سياسية شديدة في تلك الآونة، فإن العلاقات المصرية السعودية كانت تشهد هي الأخري نوعًا من الإختناق، بعدما تعرضت السعودية لهجوم شديد من قبل قطاعات عديدة من الشعب المصري نتيجة دعهما للرئيس المخلوع حسني مبارك.

وجاءت واقعة القبض علي المواطن المصري أحمد الجيزاوي، لتفجر الأوضاع، بعدما تعرضت السفارة السعودية في القاهرة للهجوم والرشق، من جانب بعض المعترضين علي قرار إلقاء القبض علي "الجيزاوي".

وسرعان ما أعلنت السعودية عقب الأحداث إغلاق سفارتها بالقاهرة، وسحب سفيرها، قبل أن يتم إحتواء الخلاف فيما بعد.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل