المحتوى الرئيسى

4 أزمات أضرت العلاقات المصرية السعودية

10/12 09:44

رغم أن العلاقات المصرية السعودية شهدت أعلى درجات التحسن في عهد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي ومنذ ثورة 30 يونيو؛ بسبب الدعم السعودي المستمر والملحوظ للنظام الحالي، إلا أن بعض الأزمات التي ظهرت في الأفق في الفترة الأخيرة أدت إلى تعكير صفو تلك العلاقة بين البلدين، وهو ما دفع إلى التخوفات من أن تؤدي تلك الأزمات إلى توتر العلاقات إلى درجة لا تحمد عقباها فيما بعد.

آخر الأزمات والتي فجرت مفاجأة من النوع الثقيل، إعلان شركة أرامكوا السعودية وقف إمداد مصر بالمواد البترولية المتفق عليها بين البلدين منذ مايو الماضي، وذلك عقب تباعد وجهات النظر السياسية بين القاهرة والرياض في عدد من القضايا.

وأعلنت وزارة البترول أن الشركة السعودية أبلغت هيئة البترول بوقف الإمدادات، خلال أكتوبر الجاري دون إبداء أسباب للوقف، وذلك رغم سريان الاتفاق لمدة ٥ سنوات، مشيرة إلى أن الاتفاقات طويلة المدى ممكن أن تشهد بعض التوقف لأسباب فنية أو تجارية، مؤكدة أن الاتفاق مع "أرامكوا" كان يلبى جزءًا بسيطًا من احتياجات مصر الشهرية التي تصل إلى ٦.٥ مليون طن شهريًا، مستطردًا أن الوزارة طرحت مناقصات بالفعل لتلبية احتياجات السوق وأن السوق المحلية لن تتأثر بعدم وصول الشحنات السعودية.

كانت السعودية وافقت على إمداد مصر بـ٧٠٠ ألف طن منتجات بترولية شهريًا لمدة ٥ سنوات تشمل ٤٠٠ ألف طن سولار و٢٠٠ ألف طن بنزين، و١٠٠ ألف طن زيت وقود بموجب اتفاق بقيمة ٢٣ مليار دولار بسعر السوق العالمية وقت التوريد.

ويدرس مجلس الوزراء حاليًا برئاسة المهندس شريف إسماعيل، عدة سيناريوهات بديلة لاحتواء الأزمة خاصة مع اقتراب فصل الشتاء ومنها طرح مناقصات دولية جديدة، بالإضافة إلى طلب هيئة البترول شراء ١٠٥ آلاف طن بنزين ٩٥ أوكتين وتسليمه في السويس خلال نوفمبر المقبل.

وتعليقًا على الأزمة، قال النائب والإعلامي مصطفى بكري، إن العلاقة بين البلدين قوية ولا يمكن أن يفرقهما أحد، مشيرًا إلى أن أمريكا لا تريد للسعودية التحكم في البترول؛ حيث إن الأخيرة مستهدفة لما فيها من مقدسات إسلامية، متهمًا جماعة الإخوان بأنها وراء الأزمة عن طريق نشر معلومات مغلوطة عن المملكة والعلاقة بين البلدين.

وقال "بكري" خلال برنامجه المذاع على قناة "صدى البلد": "أمريكا لا تفرق بين شيعي وسُنّي في السعودية وتريد إشعال نار الفتن بين الطرفين وبلاش بقى الصحفيين بتوع مصر يهاجموا السعودية، لأن السعودية وقفت معانا وما زالت تقف بجانبنا".

فيما قال الدكتور معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه ليس من مصلحة البلدين أن يفقدا التحالف الاستراتيجي بينهما في ذلك الوقت؛ لأنهما في احتياج لبعضهما كقوة عربية مشتركة، مطالبًا الإعلام بعدم التحدث عن أي أمور خلافية بين البلدين؛ لأنه لا يجب أن يتحول الخلاف في وجهات النظر إلى معركة إعلامية، حسب قوله.

تسببت الأزمة السورية في توتر العلاقة بين البلدين، خاصة بعدما صوتت مصر لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة المذكورة، وهو ما دفع المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إلى وصف موقف مصر بالمؤلم قائلاً: "كان مؤلمًا أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي المصري.. ولكن أعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر"، مشيرًا إلى أنه يرثي للدول التي صوتت لصالح روسيا.

وفي ذات السياق، علّق سلمان الأنصاري، رئيس اللوبي السعودي في أمريكا، على الأزمة في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "عذرًا يا جمهورية مصر العربية ولكن تصويتك لصالح مشروع قرار روسيا في مجلس الأمن يجعلني أشكك في أمومتك للعرب وللدنيا!".

فيما قال الأكاديمي السعودي عبدالله الغذامي "مصر صوتت ضد نفسها وضميرها في مجلس الأمن.. تصوت مع روسيا ضد سوريا، يا مصر التي في خاطري وفي دمي من وضعك خارج ضميرك".

تعتبر أزمة جزيرتي "تيران وصنافير" من أكثر الأزمات تعقيدًا بين البلدين، خاصة مع عدم قدرة الحكومة المصرية الالتزام باتفاقية ترسيم الحدود والتي وقعها الرئيس "السيسي" مع العاهل السعودي سالمان بن عبد العزيز والتي يتم بموجبها تسليم الجزيرتين إلى السعودية.

ويعجز النظام المصري عن تسليم الجزيرتين؛ بسبب الغضب الشعبي المعارض لتلك الاتفاقية إلى حد الخروج بعدة مظاهرات لرفضها؛ فضلاً عن إقامة دعاوى قضائية تطالب ببطلانها وهو ما أيدته المحكمة الإدارية ولكن الدولة المصرية طعنت على الحكم ومازال الأمر في يد القضاء، وهو ما أدى إلى غضب سعودي وتوقف الحديث عن إكمال إنشاء جسر الملك سالمان المفترض أن يربط بين البلدين.

وبدوره، قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي خلال مداخلة هاتفية لأحد البرامج، إن قضية ترسيم الحدود انتهت، مشيرًا إلى أن السعودية كانت تمارس ضغطًا على مصر في تلك القضية من جانب ولي ولي العهد محمد بن سلمان، مشددًا على أن الموضوع انتهي ولا أحد يستطيع الحديث فيه مرة أخرى، وأن الجزيرتين مصريتان الآن وإلى الأبد

سادت حالة من الغضب في المجتمع السعودي تجاه مصر؛ بسبب حضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لمؤتمر في العاصمة الشيشانية "غروزني" برعاية رئيس الشيشان "رمضان قاديروف"، تحت عنوان "من هم أهل السنة والجماعة".

وجاء الغضب السعودي؛ بسبب استثناء المؤتمر السلفية من أهل السنة والجماعة في حضور الوفد المصري برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي لم يذكر السلفيين أثناء حديثه عن "أهل السنة والجماعة"، واكتفى بقوله إن أهل السنة والجماعة هم "أهل الحديث والأشاعرة والماتريدية".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل