المحتوى الرئيسى

الدائرة المفرغة!

10/11 22:12

يقولون إن الحكمة تخرج من أفواه البسطاء.. ربما لا أعرف من هم الذى «يقولون» دائماً.. ولكننى أصدقهم كثيراً..

فى حوار مع أحد سائقى سيارات النقل الجماعى الخاصة -التى يطلقون عليها «سيرفيس»- أيام حكم الإخوان.. وفى الوقت الذى اشتدت فيه أزمة نقص الوقود.. كان السائق يدعو الله جهراً أمامنا جميعاً.. ألا تنتهى تلك الأزمة أبداً!

فى البداية ظننت أنه يكره الإخوان مثلى ومثل الكثيرين من الشعب ويتمنى سقوط حكمهم سريعاً.. ولهذا يتمنى أن تزداد فى عهدهم الأزمات.. هممت أن أتحفظ على رأيه النفعى الذى يرغب فى استمرار أزمة خانقة لمجرد صراع سياسى.. ولكننى تعجبت كثيراً حين شرح لى وجهة نظره.. التى أثبتت لى كم كنت أحسن الظن به.. ربما أكثر من اللازم!!

لقد فسر لى رغبته بأنه يحصل على وقود لسيارته من السوق السوداء بضعف الثمن.. ولكنه فى المقابل يحصل على أجر أعلى بثلاثة أضعاف من كل راكب معه!!

إنه يتكسب من الأزمة أكثر بكثير مما يخسر بسببها.. ولذا فهو لا يتمنى أن تزول.. فمكسبه يعتمد على استمرارها!!

ما زلت أتذكر ذلك السائق الجشع -والذكى فى نفس الوقت- كلما سمعت عمن يعانى من موجة الغلاء الحالية! فالأمر لا يتعلق بزيادة سعر السلع فحسب.. وإنما يتجاوزه إلى زيادة مكسب التاجر.. أى تاجر.. بل كل تاجر!!

هل تفهم ما أعنيه؟ فارتفاع سعر السكر جنيهاً واحداً من المصنع يجعله يصل إلى المستهلك أغلى بثلاثة جنيهات على الأقل.. وزيادة أسعار الخامات فى صناعة معينة قرشاً واحداً.. يرفع من سعر المنتج جنيهاً كاملاً فى معظم الصناعات!

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل