المحتوى الرئيسى

هكذا خدعنا المصريون في حرب أكتوبر

10/11 21:49

قال شفطاي شافيط، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، إن "المعلومات الاستخباراتية التي جمعها الموساد في السنوات التي سبقت الحرب كان يجب أن تقرأها إسرائيل كإنذار واضح يؤكد نشوب المعركة".

وأضاف في مقال نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بمناسبة مرور 43عامًا على حرب أكتوبر: "يوم الـ  من5 أكتوبر 1973، عدت لمنزلي قبل بداية العطلة الخاصة بعشية عيد الغفران، في اللحظة التي دخلت فيها طلبت من زوجتي أن تحضر لي حقيبة الظهر العسكرية، لأنني غدًا صباحًا سأذهب لأقاتل في الحرب".

وتابع: "كلامي هذا لزوجتي جاء تأسيسًا على مجموعة غير عادية من المعلومات التحذيرية التي جاء من مصادر الموساد المتعددة على مدار الأسبوع الأخير الذي سبق اندلاع الحرب، لم يكن من بين هذه المعلومات أي واحدة تخص أشرف مروان صهر عبد الناصر الذي جنده الجهاز".

وأوضح أنه في "يوم الـ6 من أكتوبر 1973، في ساعات الصباح المتأخرة، اتصلت بمساعد رئيس قسم التجميع في الاستخبارات العسكرية (أمان)، وذلك لمعرفة ماذا يحدث بالجبهة، في الساعة الثانية ظهرًا أبلغوني أن المراقبين التابعين لنا رصدوا على طول قناة السويس عمليات اختراق مصرية واستخدام خراطيم المياه، وكانت التقديرات أن الأمر ليس إلا جزءًا من تدريب عسكري مصري".

واستدرك: "ودعته وقلت له (نلتقي بعد الحرب)، قبلت زوجتي وأطفالي، ودخلت السيارة وسافرت لوحدتي والحرب على الجبهة السورية)".

وقال: "في منتصف 1973، تم تعييني رئيسا لقسم العمليات في الموساد، عملت في هذا المنصب، من ضمن ما عملت كضابط اتصال مع الهيئات الأخر في المجتمع الاستخباراتي، قربني هذا المنصب من رئيس الموساد وقتها اللواء تسيبي زامير".

وأشار إلى أنه "بسبب خلفيته العسكرية وخاصة السنوات التي عمل بها كلواء بقيادة الجنوب، قرأ زامير المعلومات الخاصة بمصر وسوريا والمتعلقة بالتدريبات والمناورات على أنه مؤشر لنشوب الحرب".

وذكر أن "أنور السادات وصل للسلطة في نهاية سبتمبر 1970، أقل من شهرين بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب الاستنزاف، منذ نهاية هذا العام بدأ الرئيس المصري يوضح أنه على الرغم من عدم رؤيته أي فرصة في حسم عسكري ضد إسرائيل وتحرير الأراضي المحتلة عام 1967 عبر الحرب، إلا أن معركة ذات هدف عملياتي محدود ستكون مطلوبة وحيوية، ومن منطلق سياسي استراتيجي قوى هذا ودعم موقف السادات بل وشاركته النخبة المصرية نفس الأمر".

واستكمل: "ورد إلى تقرير من مصدر موثوق في أبريل 1971 أن القاهرة ستشن معركة محدودة لجس ردود أفعال الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعد أن يأست من الحل السياسي".

وأشار إلى أنه "علاوة على ذلك كان السادات قد أعلن في نوفمبر 1971 في لقاء مع النخبة السوفيتية أن "الوضع الحالي هو الأفضل لكل من واشنطن وتل أبيب، وأن إسرائيل سألت الولايات المتحدة عن جدوى المسارعة في التوصل لحل مع مصر، في الوقت الذي لا تستطيع فيه الأخيرة القيام بشيء"، وأن الرئيس المصري هدد قائلاً: "في ضوء هذا لا مفر من تحريك القضية وإثارة الاهتمام العالمي بها؛ وذلك بعملية عسكرية محدودة، من أجل السلام".

وأوضح أنه "خلال زيارة له بموسكو في فبراير 1972، تحدث الرئيس المصري عن ضرورة شن عملية عسكرية محدودة في النصف الثاني من نفس العام ، وبعد تحقيق الهدف يمكننا تأكيد رغبتنا في حل سلمي وفتح قناة السويس".

وكشف أنه "في أبريل 1973 تحدث مصدر موثوق منه  أنه لا يوجد أي حل سياسي في الأفق وأن الرئيس المصري ينوي بجدية تجديد القتال في الوقت القريب لإنهاء حالة الجمود القائمة".

وقال: "جمعنا معلومات استخباراتية من مصادر الموساد عن تسلح جيشي مصر وسوريا استعداد للحرب، في عامي 1972 و1973 ضخ الجهاز الكثير من التقارير الاستخباراتية من قبل أفضل عملائه عن تسلح القاهرة ودمشق، التقارير جاءت من جواسيس وأجهزة استخبارات صديقة لإسرائيل ".

وذكر شافيط أنه "كان هناك بحر من المعلومات التي لم تحظ باهتمام المخابرات العسكرية الإسرائيلية؛ من بينها أنه في بداية مايو 1973 جاءت تقارير استخباراتية من قبل مصادر الموساد، أن السادات على وشك إنهاء مفاوضات مع الدول العربية المنتجة للنفط من أجل وقف ضخه للغرب فور بدء المعارك".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل