المحتوى الرئيسى

يوسف العاني: لا تفترسوا المسرح

10/11 21:10

إنه دمي - المسرح يتغذى من دمنا فلا تفترسوه. هذا ما كان يوسف العاني يعلمنا إيّاه طوال وقوفه على خشبة المسارح العراقية. في مهرجان دمشق المسرحي الأخير عام 2010، وفي حديث جانبي معه، كان يسألني عن عرض للمخرج العراقي مهند هادي، قال لي بالحرف الواحد: العراق يتكسر، يتفتت. ما هي هذه الثقافة الحاضنة التي تشجع على القتل اليومي. مسرحنا العربي عليه أن يحلل هذا الافتراس باسم الآدمية للعقل العربي. نحن لم نصطدم بالمسرح، حتى الآن نحن ننقل عن غيرنا، عقلنا عقل نقلي يكرس السفالة والنذالة، لا يهدمها. لماذا نأكل لحمنا؟ هل نحن أمة مفترسة، ما هذه الرغبة الجامحة للقتل، إننا نعيش بالقتل؟

يوسف العاني في مسرحه كان يقف ضد العودة والبقاء في الحالة الوحشية التي نعيشها. حروب صغيرة وأخرى كبيرة تقتات على دمائنا، وفوقها تحط من قدرنا وتعمل على تحقيرنا، في حين للآن لم يقم المسرح العربي بدوره. مهرجانات مسرحية كثيرة، عروض أكثر، ولا شيء في السلة. مَن هذا الوقح الذي يهدم/ يفترس الجسد المسرحي فنعيش هذه الهستيريا؟ المسرح يعني أن تكون حياً. ولكننا نموت، فبحسب يوسف العاني المسرح هو غريزة بقاء، غريزة حفظ الذات، المسرح حفظ الأمة اليونانية، لكنه لدينا كان سبباً للحزن والتشرد والتيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل