المحتوى الرئيسى

الهجرة غير الشرعية وإضطرابات المنطقة تتصدر مباحثات القمة الثلاثية .. السيسي: حريصون علي تعزيز التعاون مع قبرص واليونان.. ودعم مصري لقبرص في مواجهة أطماع تركيا

10/11 19:09

شهد مقر رئاسة الجمهورية أمس الثلاثاء إجتماعًا قمة ثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أنيستاسياديس ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس.

وتطرقت القمة الثلاثية إلي بحث تفعيل ما تم الاتفاق عليه فى القمم الثلاث الماضية من تنفيذ مشروعات مشتركة فى عدد من المجالات من بينها الزراعة والاستزراع السمكى والسياحة والطاقة والنقل البحرى، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية، وجهود مكافحة الإرهاب.

وأعقب القمة مؤتمرًا صحفيًا مشترك، تناوب فيه الرؤساء الثلاث الكلمة حول نتائج أعمال القمة وأبرز الملفات التي تم التباحث بشأنها، وفي مقدمتها التنمية في حوض البحر المتوسط و الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط، والاتفاق على حل أزمة قضية الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين.

وفيما يلي نص بيان الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره القبرصي ورئيس وزراء اليونان :

يطيب لي في البداية أن أرحب بفخامة رئيس جمهورية قبرص ودولة رئيس وزراء جمهورية اليونان اللذين اجتمعت معهما اليوم في إطار تعزيز العلاقات التاريخية الفريدة بين حضارتين أنارتا بالأمس طريق العلم والتعايش المشترك ،وتعملان اليوم على مواصلة مسيرة البناء والتنمية

إنه من دواعي سروري أن استقبلكما اليوم في القمة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي بين بلادنا والتي انطلقت قمتها الأولي من مصر في يونيو 2014 ، وهو أمر يعكس حرصنا على عقد اجتماعات هذه الآلية على مستويات هذه القمة بانتظام بما يمثل نموذجا إقليميا لعلاقات التعاون وحسن الجوار باعتباره مدخلا للحفاظ على أمن واستقرار منطقة المتوسط بشكل عام .

لاشك أن اهتمام مصر بتطوير التعاون مع دولتيكما هو أمر طبيعي وامتداد تلقائي لتاريخ طويل من الترابط والتواصل بين شعوبنا ، ولا سيما وأن هذا الماضي يحتم علينا جميعا أن نعمل معا من أجل تطوير آلية التعاون الثلاثي بين دولنا بما يضع أساسا جديدا لمستقبل يوفر لأبنائنا نموذجا يسمح بالتعدد ، ويرى في الاختلاف رصيدا للأفكار والمواهب والقدرات ، وأنني على ثقة في أن لدينا الإرداة والقدرة على تحقيقه سويا والتغلب على ما تشهده منطقة المتوسط من تحديات اجتماعية وسياسية واقتصادية .

السيدات والسادة .. لقد عكس اجتماعنا اليوم توافقا كبيرا في الرؤى ولاسيما فيما يتعلق بتحقيق نقلة نوعية في التعاون الثلاثي بمختلف المجالات خلال المرحلة الراهنة ، وذلك من خلال تعزيز الشراكات في مجالات مختلفة تؤسس لوجه جديد من علاقتنا الاستراتيجية الراسخة عبر تاريخ ممتد من الصداقة والتعاون بين شعوبنا .

وقد تطرقت مباحثاتنا إلى سبل الإسراع في تنفيذ المشروعات المشتركة في عدد من المجالات منها تعظيم الاستفادة من موارد الطاقة وتنميتها واستخدامها لصالح شعوبنا والحفاظ عليها باعتبارها ملكا للأجيال القادمة ومصدرا لتأمين الطاقة لها وذلك إلى جانب المحافظة على البيئة في البحر المتوسط وتفعيل الربط بين موانيء دولنا بالإضافة إلى المشروعات المشتركة التى يتم إقامتها في مجالات الزراعة والسياحة بهدف فرص العمل لشبابنا وضمان حياة كريمة ومستقبل آمن لهم .

وعلى المستوى السياسي والدولي .. فقد تطرقت مناقشتنا البناءة إلى العلاقات الممتدة التي تربط بين مصر والاتحاد والأوروبي حيث أكدت أن أساس تلك العلاقة هو التعاون الذي يتأسس على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة فضلا عن الرغبة المشتركة في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط وشرق المتوسط من توتر وأحداث تدركونها جميعا .

وفي هذا السياق بحثنا أيضا الأوضاع الإنسانية المتدهورة في كل من سوريا وليبيا واليمن حيث أكدنا على ضرورة إنهاء معاناة تلك الشعوب ومحاولة استعادة الاستقرار في المنطقة اتساقا مع القواعد الراسخة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة كما اتفقنا على الأولوية التي تحتلها حاليا قضية الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين.

وقد استمعت خلال مباحثاتنا البناءة مع فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء باهتمام بالغ لرؤيتهما لهذا الموضوع ، وأكدت لهما على رؤيتنا تجاه تلك القضية والتي تقوم على أهمية أن يتم التعامل مع هذه الظاهرة في إطار منهج شامل ومتوازن لا يركز فقط على البعد الأمني وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وإنما يركز على قضايا تنظيم الهجرة الشرعية كالهجرة الموسمية وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات إلى جانب دعم التمنية في دول المصدر والعبور .

وتظل القضية الفلسطينية حاضرة في هذا المحفل، والتي نتفق جميعا على أهمية التوصل لحل عادل وشامل لها يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، بما يوفر واقعا جديدا للمنطقة ويساهم في القضاء على أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف مضاعفة جهودها من أجل إحياء عملية السلام بين الجانبين .

كما أعربت خلال مباحثاتنا اليوم عن استمرار دعم مصر لجهود التوصل لحل عادل للقضية القبرصية بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة ويراعي حقوق كافة القبارصة وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.

أرحب مجددا بصديقي السيد رئيس قبرص والسيد رئيس وزراء اليونان في مصر ، وأؤكد مرة أخرى حرص مصر على مواصلة التنسيق فيما بيننا وبين وزاراتنا المعنية والقطاع الخاص بدولنا لنضمن تحقيق مستقبل أفضل لنا جميعا رغم التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط .

وعقب ذلك، ألقى الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس كلمته التي أعرب فيها عن شكره للرئيس السيسي على حسن الاستقبال وحفاوة الضيافة وعلى التنظيم الممتاز لهذه القمة ، واصفا إياها بالناجحة وذلك في إطار الأهداف وتعميق التعاون فيها بينهم وتوسيع الآلية الثلاثية من خلال نشاطات تجعلها نموذجا يحتذي به من أجل صالح الشعوب والبلاد.

وقال أناستاسيادس إن تبني إعلان القاهرة يؤكد على أن التعاون الثلاثي يعتمد على إبراز ضرورة تحقيق وتنفيذ قواعد القانون الدولي من أجل استقرار منطقة شرق المتوسط..مشيرا إلى أن مصر وقبرص واليونان تواجه تحديات ومشاكل مشتركة.

ونوه بأن النجاح قد تحقق في اطار هذه الآلية الثلاثية وذلك في مجال الطاقة والبحر والزراعة والتكنولوجيا والسياحة وكثير من المجالات الأخرى .. مؤكدا على أنه سيتم تنفيذ ما تم مناقشته من خلال اللجنة المختصة التى شكلت.

وقال قررنا اليوم توسيع الحوار وتوفير الإطار المؤسسي لهذا التعاون في مجالات كثيرة ..مضيفا إن قبرص واليونان سيواصلان توصيل الصورة إلى الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق السلام في منطقتنا من خلال مكافحة الإرهاب وأيضا مكافحة تدفقات المهاجرين ..مؤكدا على أن هذا الدور الحاسم تستطيع أن تقوم به الصديقة مصر.

وتابع لقد تباحثنا وتبادلنا الآراء بالنسبة لموضوعات إقليمية مثل الوضع في سوريا ، ليبيا ، اليمن ، وأيضا الصيغة السلمية في عملية السلام بالشرق الأوسط ، واتفقنا على ضرورة وجود جهود تتميز بالتنسيق من جانب القوى السلمية لتحقيق هذه الأهداف .

ثم ألقى رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس كلمته ، خلال المؤتمر الصحفي المشترك ، تقدم فيها بالشكر إلى الرئيس السيسي على استضافة مؤتمر القمة الرابع.

وقال تسيبراس إن هذا التعاون بالنسبة لليونان يعد اختيارا استراتيجيا من أجل الدفع بالسلام والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة في هذه المنطقة الحساسة .. مضيفا إن البحر المتوسط يربط ويوحد بيننا ولقد أدى إلى ظهور أهم الحضارات التي لعبت دورا هاما في تراثنا الثقافي العالمي وفي الوقت ذاته فهو كان ومازال البحر الذي يجمع الكثير من الأزمات الدولية مثل الأمن والهجرة .

وأشار رئيس وزارء اليونان إلى ضرورة التعاون بين مصر وقبرص من أجل رخاء واستقرار الشعوب ومن أجل مواجهة التحديات ، واقترح نموذجا للتعاون عن طريق استثمار واستغلال موقع البلدان الاستراتيجي في مفترق طرق ثلاث قارات.

وأكد على ضرورة تعميق التعاون في مجال الطاقة بين البلدان الثلاثة ونقل الغاز الطبيعي من حقول في مصر وقبرص إلى أوروبا ، فضلا عن ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة.

ونوه بأهمية التعاون في مجال تنمية مصادر الطاقة المتجددة ، مضيفا أنه تم الاتفاق على عقد لقاءات دورية مشتركة بين الوزراء المعنيين في الدول الثلاث.

وقال تسيبراس إنه تم تبني تصريح مشترك من أجل حماية البيئة ومن أجل التعاون في مجال النقل البحري وتنمية الموانئ ، موضحا أنه تم مناقشة إمكانية مزاولة نشاط شركات يونانية في مجال النقل البحري.

وأضاف تم خلال المباحثات الحديث عن الإمكانيات الرائعة في مجال السياحة وأيضا في مجال شبكات النقل والمواصلات وكذلك التعاون فيما بيننا في مجال نقل المعرفة التقنية لإنشاء وصيانة شبكات الطرق وسلامة الطرق بالإضافة إلى التعاون في مجال الابتكارات والمعلومات والتكنولوجيا والمؤسسات التعليمية .

وتابع تم تخصيص جزء كبير من المناقشات للحوار حول التطورات الإقليمية وضرورة التنسيق فيما بيننا في موضوعات الأمن بالإضافة إلى التعاون من أجل الدفع بمواقفنا في محافل دولية مختلفة من أجل حدة التوتر ذات الأشكال المتعددة في منطقتنا .. مؤكدا على ضرورة احترام القانون الدولي ومبدأ حسن الجوار من أجل تنمية العلاقات بين البلدان الثلاثة ومنطقة شرق البحر المتوسط .

وقال إنه من المزعج الاستماع إلى أصوات من منطقتنا تتجه إلى تشكيك في اتفاقيات تاريخية دولية .. معربا عن اعتقاده بأن الرد على مثل هذا يجب أن يكون مشتركا وواضحا وثابتا من ناحية المجتمع الدولي وأيضا من جانب الدول المجاورة التي لديها هدف واحد وهو الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل