المحتوى الرئيسى

تونسيون: محاربة داعش بتنوير العقول لا بالدفاع عن السنّة

10/11 14:46

مع انضمام آلاف من الشباب تونسي للقتال في صفوف داعش في سورية والعراق وليبيا، بذلت السلطات الكثير من الجهود من أجل تقويض تأثير التيارات المتشددة على شبابها، كضبط الحالة الأمنية، وملاحقة الخلايا الإرهابية وتفكيكها.

ويصاحب الجهد الحكومي جهود أخرى يبذلها أئمة المساجد ومجموعات شبابية لمحاربة الأفكار التي يبثها التنظيم المتشدد في المجتمع.

لكن محاربة المجتمع لداعش في تونس لا تنبع من موقف دفاعي عن الطائفة أو تصحيحي لأفكار التنظيم التي أصّلها في المذهب السني كما في دول المشرق العربي، وإنما من منطلق تنويري للأفكار الدينية المغلوطة التي روجها داعش في صفوف الشباب.

لا تزال المساجد في تونس تلعب دوراً رائداً في تعليم مبادئ الدين الإسلامي من عقيدة وتجويد للشباب والأطفال في مختلف الولايات التونسية.

ويقوم الأئمة بشرح المفاهيم التي شوهها داعش للمصلين. يقول الإمام فاضل عاشور، وهو إمام لأحدى الجوامع في العاصمة تونس، في مداخلة لموقع (إرفع صوتك) “نواجه الأفكار الدخيلة والغريبة بتقديم التعريفات الحقيقية لإسلام التسامح والرقي من أجل بناء الأسرة والمجتمع ونقوم بتوعية شبابنا من النصوص ومفاهيم السنة التي وظفها لأغراضه”.

ويضرب الإمام مثالاً عن المفاهيم المغلوطة التي يروجها التنظيم. كالردة والجهاد، لكنه يركز في خطبه مثل غيره من الأئمة على أن القرآن خال من “المصطلحات الحربية” و”مفهوم الإمارة” التي ينشرها داعش. ويوضح للمصلين أيضاً، ماهية ميثاق المدينة وهو ميثاق المواطنة الذي يقضي بالتعايش مع الآخرين (من كافة المذاهب) داخل المدينة الواحدة، ويتم رفض مفهوم الكفر بالمفهوم الداعشي لأنه تبني أفكار الجاهلية والقتل.

لكن قدرة المساجد في التأثير على الفكر لا تزال خجولة والسبب يكمن “في التضييق الذي مورس على السنة من خلال الوهابيين الذين ينفقون مئات الدولارات على المراكز الإسلامية في الدول العربية وهم يملكون ضعف الإمكانيات المالية”، حسب عاشور.

ويشير الإمام أيضاً إلى أسباب سياسية واجتماعية أخرى ساهمت في إضعاف تأثير الأئمة على عقول المصلين، من ضمنها ظهور دعاة شوهوا مفاهيم السنة لخدمة الإسلام السياسي مثل القرضاوي، وإطلاق عفو عام بعد الثورة أعاد إلى الحياة السياسة شبانا ارتكبوا أعمالاً إرهابية وجرائم حق عام أو جرائم عسكرية، قبل تاريخ 14 كانون الثاني/يناير 2011، وأساءوا للدين والوطن. فاعتقد آخرون أنه بإمكانهم الانخراط بأعمال عنف مماثل.

كما ساهم غياب مشروع وطني واضح أمام الشباب في زيادة دوافع انخراطهم في الجماعات المتشددة، لأنهم أصبحوا أمام واقع اقتصادي أو اجتماعي باتت فيه الجماعات الإرهابية تمثل متنفساً لتحقيق مطلبهم في الحياة.

ومن أجل زيادة دورهم وزيادة تأثيرهم في المجتمع، يطالب أئمة المساجد الحكومة بقانون يحميهم من الاعتداءات الإرهابية “يتعرض الكثير من الأئمة إلى الاعتداءات بسبب مقاومتهم لأفكار هؤلاء المتشددين (أثناء خطبهم في الجامع)”، حسب عاشور.

جهود إضافية: المثقفون في مواجهة الإرهاب

وبجهود مماثلة لتلك التي يبذلها الأئمة في المساجد، تسعى مجموعات شبابية لمحاربة داعش وغيرها من التنظيمات لمحاربة داعش في الأحياء الفقيرة. منها مجموعة “فني رغماً عني” المؤلفة من شباب من الأحياء الشعبية التونسية.

وتعمل المجموعة على تأسيس فضاءات ثقافية ضمن المدارس، تدرب الطلاب على تقنيات مسرح الشارع وتنقلها بعدئذ إلى عرض أوسع في الساحات العامة في المجتمعات المحلية.

وقد لا تناقش هذه المنظمات من خلال عروضها استغلال داعش للسنة، وذلك بسبب النسيج المتجانس للمجتمع التونسي (ذو الغالبية  السنية)، لكنها تركز على ضرورة التعايش السلمي في ظل الاختلاف الفكري الذي يجمع بين أطياف المجتمع الواحد وخاصة في الأحياء الفقيرة التي تواجه تهديداً لمخاطر التطرف.

يقول سيف الدين جلاطي، مدير المجموعة، لموقع (إرفع صوتك) “لمسنا تفاعلاً من الناس من خلال العمل الأخير الذي قدمناه في مدرسة ابتدائية منطقة القصرين الحدودية بين تونس والجزائر وأسميناها فضاء الشعانبي” والقصيرين هي منطقة يقع فيها جبال الشعانبي وتعتبر من أبرز المواقع التي تتعرض لتفجيرات وعمليات إرهابية من قبل داعش وكتيبة عقبة بن نافع.

وعلى الرغم من أن المجموعة تقدم عملاً لعامة الناس بكافة الفئات العمرية، لكن يبقى تأثيرها خجولا أيضاً. ويقول جلاطي “هناك نقص في تسليط الضوء على مبادرات كهذه من قبل الأجهزة الحكومية”.

*الصورة: مسيرة في تونس ضد التشدد- حيث يصاحب الجهد الحكومي جهود من قبل المجتمع لمكافحة الإرهاب/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

حلقة يوم الأربعاء، 12 تشرين الأول/ أكتوبر: هل يمكن أن تستثمر المناسبات الدينية كعاشوراء في التوعية...المزيد

متابعة إرفع صوتك: يشهد الواقع الصحي في مدينة الموصل تدهوراً مستمراً منذ سقوط المدينة بيد...المزيد

متابعة حسن عبّاس: تراجع عدد الغارات الروسية التي تستهدف تنظيم داعش في سورية، ما يوحي...المزيد

متابعة علي قيس: رجحت الشرطة الألمانية ارتباط اللاجئ السوري جابر البكر، البالغ من العمر 22...المزيد

الأردن – بقلم صالح قشطة: بحسرة، يروي محمد هادي وهو شاب في مقتبل العشرين من...المزيد

متابعة إرفع صوتك: حزمت الشابة أمل محمد عزاوي أمتعتها المكونة من ملابس متواضعة، بعد أن...المزيد

بقلم محمد الدليمي: “أخطر شيء الآن هو أنّ الجيل الحالي يفضل أن يموت غرقاً”، هكذا يصف الكاتب...تابع القراءة

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل