المحتوى الرئيسى

معتقلو غوانتانامو... ''ليبي يعيش مرارة الإيهام بالغرق''

10/11 14:16

لم يستطِع "محمد بن سعود" تحديد الوقت الذي بدأ فيه الأمريكيّون يستخدمون الماء البارد لتعذيبه، على وجه الدقة، وعزى السبب وراء ذلك إلى أن سجن "ذا سولت بت" - التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في أفغانستان- كان مُظلمًا طوال الوقت، لذا كانت الأيام تمُر على نحو غير محسوس.

أطلقت الولايات المتحدة على تلك المُعاملة اسم "التغطيس في الماء"، إلا أن هذا المُصطلح ينطوي على الكثير من التفاصيل المُروّعة.

قال بن سعود، في وثائق المحكمة واللقاءات، إنه أُجبِر على الدخول إلى خيمة مصنوعة من البلاستيك، عاريًا، ويداه مُكبّلتان فوق رأسه. في بعض الأحيان كان يتم تغطية وجهه بقناع. قام مسؤول بوكالة (سي آي إيه) بسكب جرادل من الماء البارد عليه فيما رفع آخرون جوانب الخيمة، ليتم توجيه الماء ناحيته فتُصبّ عليه، ما يُسبّب له الشعور بالغرق أو الاختناق. قال إنه تحمّل تلك الطريقة عدة مرات.

تسمى هذه الطريقة "الإيهام بالغرق".

كان بن سعود واحدًا من ضمن الأسرى الأوائل الذين تم اعتقالهم في شبكة السجون السريّة التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكيّة في أفغانستان، وتايلاند، وبولندا، ورومانيا، وليتوانيا. أخبر المُحقّقين الأمريكيين مِرارًا وتِكرارًا أنه لم يكن عدوّهم، فهو مواطن ليبي سافر إلى باكستان في 1991 وانضم للحركة الإسلاميّة المُقاتلة التي استهدفت إسقاط ديكتاتوريّة العقيد مُعمّر القذافي، فيما داهم مسؤولون أمريكيون وباكستانيّون منزله وألقوا القبض عليه عام 2003.

عند استجوابه، قال إنه نفى معرفته أو اشتراكه في القتال مع أسامة بن لادن أو اثنين من كبار نُشطاء القاعدة.

في 2004، نقلت وكالة الاستخبارات الأمريكيّة بن سعود إلى ليبيا، التي اعتقلته إلى أن ساعدت الولايات المتحدة في إسقاط حكومة القذّافي بعد سبع سنوات. في المُقابلات الصحفيّة، قال وغيره من الليبيين إنه كان يتم مُعاملتهم بشكل أفضل من قِبل سجّاني العقيد القذافي عنهم من قِبل سجاني (سي آي إيه).

بن سعود البالغ من العمر 47 عامًا، بات الآن حُرًا طليقًا، إلا أنه دائم الشعور بالخوف من الغدّ -على حدّ قوله- فقد تركته سنوات الاعتقال والتعذيب بشكّ في النفس، وصراع من أجل اتخاذ أبسط القرارات، ومزاج دائم التأرجُح بصورة كبيرة على نحو دراماتيكي.

"أبي، لمِ تغضب فجأة؟ هل قُمنا بفِعل شيء جعلك تشعر بالغضب؟" هكذا سأل أطفال بن سعود أبيهم، بحسب ما أورد.

الإجابة على تلك الأسئلة وشرحها يعني القول حينها إن الأمريكيين تركوه مُكبّل اليدين في صناديق بحجم التابوت، أو حتى أصغر، وفقًا لما قاله في حديث هاتفي من منزله في مُصراتة الليبية. كما علقوه في السقف، بينما كانت أصوات موسيقى الروك تتردّد في أرجاء السجن.

"كيف يُمكن تفسير وشرح مثل هذه الأشياء للأطفال،" سأل بن سعود مُستنكرًا.

يُقدّم بن سعود، جنبًا إلى جنب مع سجين ثانٍ كان مسؤولًا سابقًا لدى وكالة الاستخبارات الأمريكيّة، وآخر ثالِث، دعوى قضائية ضد الدكتور ميتشل والدكتور جيسين في المحكمة الاتحاديّة، مُتهمين إيّاهم بانتهاك حقوقهم من خلال تعذيبهم.

بن سعود كان واحدًا من السُجناء الذين تم ذكرهم في تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي عام 2014، الذي أدان الأساليب التي تم التعامل بها مع السجناء بأنها وحشيّة وغير فعالة في استخراج المعلومات الاستخباراتية. كما أشار التقرير إلى أن المُحقّقين استخدموا آليات غير موافق عليها، مثل الإعدامات الوهمية، وتوجيه تهديدات بإيذاء أطفال السجناء، أو اغتصاب أفراد أُسرهم، فضلًا على طريقة "التغذية الشرجية"- التي يتم خلالها إدخال المُكمّلات الغذائية السائلة في فتحة الشرج.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل