المحتوى الرئيسى

الفشل الناجح

10/11 14:16

نشرت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" مقالا كتبه نائب وزير خارجية الاتحاد السوفياتي السابق حول لقاء غورباتشوف وريغان عام 1986 في إيسلندا.

كتب أناتولي آداميشين نائب وزير خارجية الاتحاد السوفيتي عام 1986:

كل من كان حاضرا في لقاء ريكيافيك قبل ثلاثين سنة بين غورباتشوف وريغان، يتذكر الرياح الشديدة التي هبت ذلك اليوم، ولكن لم يتصور أي من الحاضرين بأنها كانت رياح التغيير إلا بعد زمن.

كان اللقاء الذي جمع بين السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفييتي والرئيس الأمريكي يومي 11 - 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 1986 مكرسا لنزع السلاح النووي، ولكنه انتهى بالفشل. فإذا كان اليوم الأول مخصصا لمناقشة خطط تخفيض الأسلحة النووية بنسبة 50 بالمئة، فإن الموقف المتعنت للولايات المتحدة بشأن برنامج المبادرة الدفاعية الاستراتيجية أفسد لقاء اليوم الثاني، حتى أن ريغان لم يحضر المؤتمر الصحافي الختامي. وكان غورباتشوف قد قال لريغان على مسمع من مراسلي وسائل الإعلام وهم يخرجان من قاعة الاجتماع: "لن نلتقي ثانية". كان غورباتشوف يقصد في إيسلندا، ولكن نظرا لوضع ريكيافيك المحزن، فهم الجميع من هذه الكلمات بأنهما لن يلتقيا لاحقا.

وفي الواقع بقي كل شيء بعيدا عن الأضواء. فالمؤمن كان سيقول إن الوحي نزل على غورباتشوف وريغان، لأنهما فجأة أدركا أن الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة يسمعان ويفهمان أحدهما الآخر ويمكنهما التوصل إلى اتفاق. وحقا بعد فشل هذه القمة اتخذت العلاقات بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة زخما وبدأت تتطور. فخلال السنوات الخمس التالية تم إبرام اتفاقيتين مهمتين: الأولى لحظر نوع من الصواريخ الحاملة للرؤوس النووية "INF" واتفاقية "ستارت–1" التي حددت عدد الرؤوس النووية في كل من البلدين بـ 6 آلاف رأس فقط.

لم تمت هاتين الاتفاقيتين، ففي السنة الجارية استنتجت المنظمة الدولية المؤثرة – منتدى لوكسمبورغ لمنع الكارثة النووية أن حلول ريكيافيك هي حيوية في يومنا. حينها أفسد الطقس برنامج المبادرة الدفاعية الاستراتيجية. أما الآن فتفسدها الدرع الصاروخية التي تحاول الولايات المتحدة نشرها. علما أن سباق التسلح حاليا لا يقل خطورة عن ذلك الذي كان قبل 30 سنة. ومع ذلك، فليس هناك حاليا أي مفاوضات بشأن الحد من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا يتوقع حدوثها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل