ما فعله قانون الأحوال الشخصية في المطلقة

1- القانون ظاهريًا مِدِّي للست كل حقوقها وزيادة، بس تعالى على التنفيذ بقى، "في الأول كنت بشوف الستات واخدين كل حاجة، وكنت عدائي جدًا، بس لما عشت تفاصيل حالات بالسنين عرفت إنهم غلابة".. قالهالي محامي يعمل على قضايا محاكم الأسرة.

٢- قانون وقتي غير معروف إعلاميًا، يسمح للأم بنقل الولاية التعليمية لها عن طريق تقديم طلب لهيئة المحكمة حتى بدون وقوع الطلاق، لإعفاء الأمهات اللي بيخلصوا فعليًا لأولادهم كل حاجة من هم سخافة الموظفين أثناء إجراءات النقل من مدرسة لأخرى. 

الصدمة ١: صديقتي زوجها مسافر وحبت تنقل بنتها من مدرسة في محافظة لمدرسة في محافظة أخرى، صدمت صدمة حياتها إنها لا تملك أي ولاية على بنتها، وليس لها الحق في التصرف في شؤونها التعليمية، مش بس لصالح الأب.. لا كمان لصالح أي شخص من طرفه، بالترتيب للأولوية الجد للأب أو العم أو الجدة للأب، هم قانونًا أقرب من الأم لابنتها. 

الصدمة ٢: أثناء إجراءات نقل بنتي من نظام تعليمي لنظام تعليمي آخر شفت الويل بسبب عدم تطابق إجراءات النقل في النظم التعليمية المختلفة في مصر، واعتبار إن الخلل ده مشكلتي أنا ولازم أحلها، مش دي القضية، لأن أثناء سعيي في حماية بنتي من إعادة السنة اتفرجت على قصص نقل الأطفال من مدارس لمدارس أخرى في محافظات أخرى، نكاية في الأم المولولة، لأن ليس لها سلطة قانونية على مدارس أولادها، خصوصًا لو لسه أمر المحكمة مصدرش لها بالحضانة. 

٣- "مينفعش راجل غريب يربي ابني".. جملة كده مُسلَّم بها مجتمعيًا، رغم إن عقلي مش قادر يستوعب الأريحية اللي بيتعامل بها المجتمع مع المقولة الغريبة دي سواء كانوا رجالاً أو نساء. إزاي القانون يخيّر أم بين أولادها وحياتها كامرأة؟ ويتم التعامل مع نفس الإنسانة مجتمعيًا من منطلق "مطلقة وجاية في أي مصلحة"! أي شرع وأي عرف بيقول نحرم الأم من أولادها بدون ثبوت إن في ذلك خطر على سلامتهم الشخصية؟! الحضانة تنتقل من الأم للجدة لأم للجدة لأب قبل انتقالها للأب. هل من مصلحة الطفل إنه يُحرم من أمه بشكل قاطع لمجرد إنها تزوجت بدون النظر لحالتها أو حالة زوجها الجديد؟ أعرف أمهات محظوظات بتواجد وتفرغ أمهاتهن لهن، لكن ماذا عن الأم المقطوعة من شجرة؟ الأم التي ماتت أمها؟ أو الأم اللي عايزة بنتها في حضنها وتتربى بطريقتها مش بطرق الآخرين؟ أو الأم اللي معندهاش رفاهية الاعتماد على أحد؟ خلاص بسهولة تامة تُخيَّر بين حياتها وأولادها؟ الطلاق حاليًا على أشُدُّه في أواخر العشرينات بعد زواج لسنوات قليلة، أثمر طفل أو طفلة في أول عمرهم. مطلوب من الأم العشرينية البقاء وحيدة باقي حياتها عشان بعبع الحضانة! 

الزواج العرفي مش بس حل اتنين مراهقين ولا طلبة جامعة ضربوا ورقة يرضوا بها ضميرهم أو بيضحك بها الشاب على البنت، الزواج العرفي للأسف حل للأمهات الملوي دراعهن باسم الحضانة. تلجأ الكثيرات لكل أشكال الزواج غير الموثق في الأحوال المدنية، مثل العرفي والزواج عن طريق محامي والزواج خارج البلاد والزواج عن طريق مأذون بدون توثيق، عشان ميظهرش الزواج ده على كمبيوتر الدولة، وبكل مخاطر الحياة بدون توثيق في بلد لا تعترف بكينونة الإنسان بدون وصل نور. 

٤- "إنتي طالق بس خليكي زي البيت الوقف".. "لا تُسمع دعوى نفقة العدة بعد مرور سنة من تاريخ الطلاق".. ده نص المادة اللي بيتظلم بيها سيدات كثيرات طلقهن أزواجهن شفهيًا ومأثبتوش الطلاق بشكل رسمي إلا بعد ما رفعت عليه قضية إثبات وقوع الطلاق، واللي ممكن يتم الحكم بها بعد سنين من المداولة والاستئناف، وفي الآخر يسقط حقها في رفع نفقة عدة، لأن فات أكتر من سنة على الطلاق الفعلي. من الآخر مش راضي يديها ورقتها وتضرب دماغها في الحيط مع قضية طويلة لإثبات الطلاق، وإذا تم الحكم بإثبات الطلاق بعد أكتر من سنة من نطقه شفهيًا سقط عنها حق عدة الثلاث شهور، اللي بتتحسب بحوالي ٢٠-٢٥٪ من دخل الزوج. 

٥- في محاولة لتجميع أفكار يمكن أن تدافع بها الزوجة عن حقوقها بأقل قدر من البهدلة في المحاكم، فكرت في توعية البنات بكتابة شروط في عقد الزواج لحفظ الحقوق، مثل حق العصمة في يد المرأة، اللي الناس بتفتكر بسبب الأفلام إنه بيسقط عن الرجل، ولكن في الحقيقة هو بيدي العصمة للاثنين، بمعنى إن كلاً منهما يستطيع رمي يمين طلاق ويصح وقوعه. وفي حقيقة الأمر هو حق هزلي لأنه بيسمح للزوجة بتطليق نفسها من الزوج مع الاحتفاظ بحق الزوج في رد الزوجة في أي لحظة وسقوط العصمة من إيدها بعد استخدامها مرة واحدة، يعني طلقي نفسك زي ما إنتي عاوزة، وهترجعي على ذمته بعدها بنص ساعة عادي جدًا. إذا كتبت الزوجة بالتراضي مع زوجها في عقد الزواج شروط تخالف نصوصًا قانونية تمنح الزوج حقوقًا على زوجته لا يُعتد بالشروط المكتوبة في العقد. طب إيه هي الآليات اللي ممكن الزوجة تحمي نفسها بيها؟