المحتوى الرئيسى

الأورومو.. هل تُسقط النظام في أثيوبيا؟

10/11 13:36

في أكبر تصعيد من الدولة الإثيوبية منذ اندلاع المظاهرات التي تطالب بإسقاط النظام، أعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر، وذلك كمحاولة للسيطرة على الاحتجاجات، وهو ما يراه مراقبون بداية للربيع الأفريقي.

وتواجه اثيوبيا أكبر اضطرابات مناهضة للسلطة الحاكمة خلال عقد من الزمن، من اﻷورومو والمجموعات العرقية التي تشعر بأنها مهمشة من جانب الحكومة التي تقودها أقلية.

وأعلنت إثيوبيا حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر، بعد أشهر من الاحتجاجات العنيفة ضد الحكومة، بحسب بيان رسمي نقلته وسائل اﻹعلام الرسمية.

وقال زعيم المعارضة "بييني بيتروس" : إعلان الطوارئ حيلة لتمكين الحكومة من "توطيد سلطتهم، وإسكات أي احتجاجات، فالحكومة لا تعطي أي مساحة للحوار، إنهم يريدون السيطرة الكاملة على كل شيء".

وتوقع بيتروس  في تصريحات صحفية أن يكون إعلان الطوارئ القشة اﻷخيرة، خاصة أن الناس سوف تواصل المظاهرات والاحتجاجات".

وبدأت المظاهرات، بمعارضة مجموعة من الطلاب مقترحات الحكومة الأثيوبية بمصادرة أراض في عدة مدن وبلدان في منطقة أوروميا التي يسكنها أفراد من عرقية "الأورومو" التي تعد أكبر إثنية عرقية في إثيوبيا، وذلك لأنها تقع في نطاق سد النهضة، وهو ما يهددهم بالتهجير، ثم انتقلت المظاهرات إلي العاصمة لأول مرة.

ويقول الدكتور عباس شراقى، مدير مركز تنمية الموارد الطبيعية بمعهد بحوث الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن الشعب الإثيوبي عبارة عن مجموعة قبائل اثنية أو عرقية مختلفة فى العادات والتقاليد وأحيانا في اللغة، وصفتهم العامة أنهم متقاتلين باستمرار لكن سد النهضة جمعهم من  جديد إلا أن التظاهرات الأخيرة لم تشهدها البلاد منذ حوالى 25 عاما بسبب تهميش قبائل الأورمو.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن وصول المظاهرات لإعلان الطوارئ يشير إلى أن الربيع الأفريقي ربما يبدأ من أثيوبيا نظراً للغضب الكبير الذي يسيطر على قبائل الأورمو التي تعاني من التهميش  رغم أنهم يشكلون الكتلة الكبرى في عدد السكان، بينما التيغري الذين يحكمون لا يمثلون سوي 6%".

وأوضح أن هذه الاحتجاجات من الممكن أن تتحول لحرب لأهلية في عموم أثيوبيا خاصة أن قبائل الأورمو والأمهرة تشكل غالبية عدد سكان البلاد، كما أن ذلك من الممكن أن يعطل مشروع سد النهضة وهذا ما بدأت تهدد به هذه القبائل بوقف المشروع.

فيما يرى الباحث بالشؤون الإفريقية الدكتور باسم رزق، إن نتائج ثورات الربيع العربي أحبط أي محاولة لربيع أفريقي، كما أن النظام الحاكم في أثيوبيا يحكم بقوة تحصل عليها من الدعم الأمريكي وبعض القوى الإقليمية.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن النظام الأثيوبي يتهم القاهرة بدعم قبائل الاورمو نظراً لجذور هذه القبائل التي تعود للنوبة المصرية، لكن هذا كلام غير صحيح فهؤلاء القبائل مهمشة وتسعى لأجل تشكيل دولة أورومية أو ادماجهم بشكل حقيقي في الحياة السياسية والسلطة .

ويعد شعب الأورومو من أقدم الشعوب القاطنة لمنطقة القرن الإفريقي، وتقترب نسبة الأورومو من 50% من الشعب الإثيوبي الذي يصل عدده إلى 100 مليون نسمة يتحدثون اللغة الأورومية يسميها أبناؤها بـ "أفان أورومو" وهي من اللغات الكوشية.

وأغلبية الأوروميين من المسلمين وتبلغ نسبتهم 50% إلى 80% من عدد سكان الأورومو، كما يوجد بينهم مسيحيون أرثوذوكس وبروتستانت، وينتمي بقيتهم لمعتقدات إفريقية محلية.

ويعيش الأوروميون في إقليم "أوروميا" الذي تبلغ مساحته نحو 600 ألف كيلومتر مربع، وهي واحدة من 9 أقاليم في إثيوبيا تم تقسيمها على أساس عرقي، ويعتمد اقتصاد سكانه بشكل أساسي على الزراعة، وتربية الماشية، والمناجم، والسياحة.

وترتبط قبائل الأورومو بعلاقات تاريخية مع مصر حيث إنهم من أصول كوشية تعود إلى النوبة وحلايب وشلاتين، ويقول علماء المصريات، إن بعض الأمراء الذين رحبوا بقدوم الملكة حتشبسوت إلى بلاد "بونت" كانوا يحملون اسم أمراء "أُرُمو".

وتقول جبهة تحرير شعب الأورومو: "نحن ننتمي إلى النوبة المصرية"، وهم شعب من نسل "أرم بن كوش بن حام بن نوح"، وموطنهم الأصلي منطقة القرن الأفريقي وفي إثيوبيا حاليا.

وأصولهم ترجع إلى القبائل الحامية الكوشية الإفريقية القاطنة منطقة القرن الإفريقي في إثيوبيا وشمال كينيا، وأجزاء من الصومال، ويمثل الأورومو الغالبية في أثيوبيا التي تتكون من أربعة عشرة محافظة قبل انفصال إرتيريا.

وتقدر جماعات حقوقية دولية أن ما لا يقل عن 500 متظاهرا قتلوا في حملة قمع دموية ضد الاحتجاجات على مدى الأشهر الـ  10 الماضية.

وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها موجة المظاهرات إلى أديس أبابا منذ بدأت هذه الاحتجاجات قبيلتا "أورومو وأمهرة"، وهما أكبر القبائل العرقية في البلاد وتمثلان معا 80% من سكان إثيوبيا.

وتشير تلك المظاهرات إلى استياء متزايد لدى هاتين القبيلتين اللتين تشعران بالتهميش لصالح قبيلة تيغراي المتهمة بالاستحواذ على المناصب الحكومية والعسكرية المهمة.

وتصدت قوات الجيش والشرطة الاثيوبية لانتفاضة شعبية بدأها أفراد قبيلة "الأورومو" في إثيوبيا ديسمبر الماضي وانضمت لها 5 قبائل أخري منها قبيلة الأوجادين، احتجاجا على تردي أوضاعهم الاقتصادية وسعي الحكومة لنزع ملكية أراضي لهم في إقليم "بني شنقول" المقام عليه سد النهضة.

وركز المتظاهرون في الاحتجاجات العنيفة على المطالبة بوقف التوسعات التي تريد الحكومة الإثيوبية تنفيذها في العاصمة، وقطعوا جميع الطرق المؤدية لسد النهضة وطالبوا بإسقاط الحكومة رافعين شعار الربيع العربي "الشعب يريد إسقاط النظام".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل