''مدارس بلا مدرسين'' بواحة الفرافرة.. والوزارة ترد

منذ بضعة أيام، خرج طلاب بواحة الفرافرة من منازلهم في الصباح الباكر، متجهين إلى مدارسهم، غير أنهم حينما وصلوا إلى فصولهم اكتشفوا غياب عدد من الأستاذة، بعضهم غادر الواحة بغير رجعة، وآخرين تم استبدالهم بُمعلمين جُدد دون تمهيد للطلاب. تلك لم تكن المرة الأولى لهذه الواقعة مما دفع الأهالي إلى التعبير عن غضبهم "مشكلة بتحصل كل سنة، الخريجين يجوا وميكملوش، يعني نُعتبر حَقل تجارب ليهم" يقولها بأسى "أحمد حماد" -من قرية أبو منقار الغربية- والد لـ 3 أبناء في مراحل تعليمية مُختلفة.

أبومنقار الغربية، إحدى قرى واحة الفرافرة بالوادي الجديد، بها مدرستين، فوجيء الطلاب برحيل 6 مُعلمين دون تنسيق مُسبق "كان فيه عَجز، بعتولنا كام مدرسة، وقالوا خلال أسبوع هيكملوا العَدد"، خلال تلك الفَترة يواجه التلاميذ مُشكلة في التعلم من شخص جديد يقف للتدريس للمرة الأولى "الخريج الجديد، غير الممارس اللي عنده خَبرة وعِلم".

الأزمة مُمتدة منذ سنوات طويلة، كما يقول مبروك سيد عبدالرحيم، رئيس المجلس العرفي لواحة الفرافرة، في تصريحات لمصراوي، الاثنين، موضحًا أن هناك عجز كلي في تواجد المعلمين بالمدارس.

ويؤكد "عبدالرحيم" أنه تم حَصر التخصصات الشاغرة في مدارس الواحة، حيث تبين احتياجهم لـ 19 مُعلم لغة عربية، و23 في مادة الرياضيات، و7 في العلوم، و6 في رياض الأطفال، ومدرس واحد في اللغة الانجليزية.

كما أشار رئيس المجلس العرفي لواحة الفرافرة، إلى أن هناك حاجة لعدد من المدرسين في مواد قد يعتبرها البعض أنها غير ضرورية، لكنها هامة للنشء، من بينها أكثر من 20 مدرس في مادة التربية الرياضية موضحًا: "دي حاجة مفيدة للطلبة ولازم حد متخصص فيها".

الحاج عبادة عبدالمجيد، من قرية "اللوا صبيح" تابع عن كَثب ما يدور في مدارس منطقته، خاصة أن لديه فتاة في الصف الابتدائي وشاب في المدرسة الثانوية، أغضبه تكرر الأمر فتوجه برفقة عدد من أبناء القرية -وفق حديثه لمصراوي- إلى مدير الإدارة التعليمية بالفرافرة، للاعتراض على قرارات نَقل الأساتذة التي تضر بأبنائهم الطَلبة.

ويُضيف عبد المجيد: "قولت له الوضع دا ميمشيش، وإن ولادنا كل ما يولفوا على مدرس يجي واحد بداله مش عارف الطلبة واصلين لفين".

من جانبه، قال الدكتور سيد هلال، مدير الإدارة التعليمية بالفرافرة، في تصريحات لمصراوي، إنه عقد مُعسكر مُغلق مع وكيل وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع محافظ الوادي الجديد ووزير التربية والتعليم لحل الأمر سريعًا.

ويعتقد هلال أن مغادرة أكثر من 70 معلما الواحة، واستبدالهم بمعلمات هو ما تسبب في المُشكلة، كون السيدات تتغيبن أحيانًا لإجازات الوضع والحمل والمرض، مُشيرًا إلى أن هناك لجان متواصلة على مدار 24 ساعة لإعادة توزيع المدرسين من جديد في "الفرافرة".

ما الحَل النهائي لتلك الأزمة التي تتكرر في كل عام؟ هذا هو التساؤل الذي حاول "عبادة" وأهالي قريته الإجابة عليه، وصلوا لفكرة جيدة، مرروها إلى المسؤولين "الناس مضايقة إنهم سايبين شباب الواحة أصحاب المؤهلات العليا، طيب ما يحلوا بيهم المُشكلة، بدل ما بيجيبوا مدرسين وينقلوهم بعد سنة".