المحتوى الرئيسى

الواقع والخيال فى شرم الشيخ

10/10 22:18

صباح الاحد الماضى حضرت الاحتفال الذى اقامه مجلس النواب، فى مدينة شرم الشيخ بدعوة كريمة من الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس احتفالا بمرور ١٥٠ عاما على بدء الحياة النيابية فى مصر. 

الاحتفال شهده رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وغالبية النواب ورؤساء الاحزاب واعلاميون وشخصيات عامة كثيرة، وضيوف من البرلمانات العربية والافريقية والبرلمان الدولى.

الكلمات التى قيلت كانت متباينة، وكان أكثرها واقعية كلمتى الرئيس عبدالفتاح السيسى وعلى عبدالعال، وربما كان السبب انهما يدركان الواقع الذى نعيشه. كان ملاحظا انه وللمرة الثانية خلال خمسة ايام يلتزم رئيس الجمهورية بخطاب مكتوب، غير مرتجل حيث كانت المرة الاولى يوم الاربعاء الماضى فى خطابه فى احتفالات انتصارات اكتوبر فى مقر الفرقة السادسة المدرعة.

اما كلمة أحمد الجروان رئيس البرلمان العربى فقد كانت عاطفية ومحلقة فى الخيال إلى حد ما، خصوصا حينما قال «إننا فى البرلمان العربى نعتبر التجربة البرلمانية المصرية رائدة ومصدر أمل للعرب فى التنمية ومواكبة العصر».

بالطبع نتمنى ان نكون مصدر امل للعرب كما كنا طوال الوقت، لكن تجربتنا البرلمانية الراهنة ما تزال تحبو فى بدايتها. ونعرف جميعا الظروف غير الطبيعية بحلوها ومرها التى ولد فيها هذا البرلمان.

أما الكلمة التى نالت ترحيب الجميع فكانت لروجيه انكوندو رئيس البرلمان الأفريقى، الذى يبدو أنه «مذاكر مصر جيدا قديما وحديثا». هذا الرجل الذى ارتدى الزى الافريقى المميز والمبهج فوق البدلة والكرافتة، تحدث عن عظمة مصر التى سماها ارض الله وارض الحضارة وارض الاسرار وارض الانبياء، وارض الاثار العظيمة وتوت عنخ امون وكليوباترا ونفرتيتى وجمال عبدالناصر.

كلمة انكوندو الذى تحدث باللغة الفرنسية كانت شديدة البلاغة، وكان شديد الذكاء، حينما ختمها بقوله «تحيا مصر، تحيا افريقيا» الامر الذى جعل الجميع يبتسم لأنه قلد الرئيس السيسى فى خطاباته التى ينهيها دائما بعبارة تحيا مصر ثلاث مرات. وعندما انتهت الكلمة وقف جميع من فى القاعة وصفقوا طويلا لانكوندو.

وبجانب الكلمات فإن ما رأيته بعينى هو ان الاحتفال جعل كثيرين من البرلمانيين خصوصا الافارقة يدركون عمق وقدم التجربة النيابية المصرية، وطوال اليوم سواء اثناء الافتتاح الرسمى صباحا أو الحفل الموسيقى ليلا، رأيت النواب المصريين يتبادلون الاحاديث مع نظرائهم الافارقة، ما قد يقود إلى علاقة مهنية مستقبلا.

وإذا كانت التجربة البرلمانية الحالية تحتاج وقتا حتى تتطور، فإن مصر تستطيع ان تستخدم قوتها الناعمة، التى يبدو ان رئيس البرلمان الافريقى يعرفها اكثر من العديد من المصريين.

للاسف الشديد، لدينا الكثير من اوراق القوة لكننا منهمكون فى قضايا شديدة السطحية، مثل تلك التى تطوع احد النواب لاثارتها عن عذرية فتيات الجامعة.

Comments

عاجل