المحتوى الرئيسى

«الحضري V.S عبدالواحد».. عندما يتجسد الفرق بين القطبين في مسيرة لاعبَين

10/10 18:51

لحظات من التألق عاشها الحضري، أمس الأحد، في لقاء المنتخب مع الكونغو، وكان سببًا رئيسيًا في عودة الفراعنة بفوز ثمين و3 نقاط غالية من خارج الديار، وفي الوقت الذي تحدثت فيه وسائل الإعلام عن ارتداء الحارس الأربعيني ثوب الإجادة وفرضه نفسه أساسيًا حتى على المنتخب، غابت سيرة نظيره وزميله وعدوه اللدود عملاق الزمالك عبدالواحد السيد، حتى أنه أوشك على أن تصبح ذكرياته طي النسيان بعد أخبار باهتة عن اعتزال ثم عودة للكرة الشاطئية، دون أن تشفع له 17 بطولة محلية وقارية حققها طوال مسيرته.

حارس الزمالك الأسطوري، الذي لم يرتدِ في حياته إلا الفانلة البيضاء، وبعد عام واحد على وجوده بين جدرانه فرض نفسه أساسيًا على الخشبات الثلاث، مستغلاً صدفة قدرية أقنعت حسين السيد بالاعتزال ونادر السيد بالاحتراف، فكانت انطلاقته الأولى، أمام نادى القناة، يوم 14 أغسطس 1998، والتي فاز بها الزمالك بأربعة أهداف مقابل هدف، ومن بعدها لم تنقطع مسيرته في ميت عقبة، إلا بناءً على قرار اتخذه صديقه السابق ومديره الفني، حينها، أحمد حسام ميدو.

واقع واعد ومستقبل يبشر بالكثير، لحارس الزمالك الواعد الذي تألق صغيرًا وحمل الشارة الأساسية في جميع منتخبات مصر؛ الناشئين، الشباب، بجانب فريقه بالطبع وتوقع له الجميع مستقبلاً استثنائيًا في تاريخ مصر، أوشك بالفعل على تحقيقه لولا ابن دمياط الذي لا يقبل الدكة أبدًا، الذي يكبره بـ4 سنوات.

«أنا غير محظوظ لوجود الحضري في جيلي»

قالها وحيد في أحد أحاديثه الصحفية، التي حرص على التأكيد فيها أن مستواه لا يقل عن "أي أحد"، معتبرًا نفسه غير محظوظ لدخوله في منافسة غير متكافئة مع السد العالي، على الرغم من أنه في عَدوهما نحو الذوذ عن مرمى الفراعنة سبق الحضري فيه ببضعة أمتار، كانت كافية لأن يقرر المعلم حسن شحاتة الاعتماد عليه أساسيًا لحراسة منتخب مصر، في بطولة أمم إفريقيا 2006، وهو القرار الذي أفسده عبد الواحد على نفسه.

مباراة جنوب إفريقيا.. اللحظة المفصلية

قبل بطولة إفريقيا 2006، والتي استضافتها مصر، لعب المنتخب مباراة بتشكيلها شبه الأساسي المفترض أن يخوض به البطولة، وفي هذا اللقاء ارتكب وحيد أخطاءً كارثية نادرة في مسيرة الحارس المخضرم، إلا أنها أتت في الوقت الخطأ، ما دفع حسن شحاتة للتراجع عن الاعتماد عليه والدفع بالحضري في لقاء ليبيا الذي حافظ به على نظافة شباكه وخرجت مصر منه بثلاثية نظيفة، ومن وقتها لم يترك له مكانه أبدًا حتى حدثت مشكلته مع الأهلي، فتعاقد معه الأبيض، إبان فترة قيادة التوأم، وزاحمه فيه بالزمالك نفسه.

خطأ دفع التوأم ثمنه غاليًا، بعد أن قررا استغلال مشكلة الحضري مع الأهلي، فتعاقدوا معه ليدافع عن ألوان الفرق الأبيض على الرغم من حالة النفور التي كانت بينهما في معسكرات المنتخب وانتقاد ابن الزمالك لهذه الصفقة علانية، وعلى الرغم من تأكيد عماد المندوه مدرب حراس مرمي الفريق، حينها، أن هذه الخطوة ستكون مفيدة للنادي، إلا أن من لحظتها اندلعت نيران الخلافات، تصريح صبياني للحضري من أول مباراة للدوري أكد فيها أنه استحق المشاركة أساسيًا، رد عليه وحيد بأن عليه أن يكون "أكثر اتزانًا". تدخل الجماهير على الخط فتلعن ابن الأهلي الهارب في المدرجات، ويتهم الجميع صاحب المكان بأنه من فعلها، أمر ينفيه الحضري نفسه بتصريح ديبلوماسي أن بينهما "عيش وملح" رغم الخلافات، لكن الجميع يعلم أن تحت الرماد نارًا موقدة، لم تهدأ إلا رحيل الدمياطي إلى المريخ السوداني، وبعدها الاستغناء عن أسطورة الزمالك نفسه.

لم يكن الحضري ابنًا لقطاع ناشئي الأهلي، ولم يظهر طوال سني عمر الولاء للفانلة الحمراء، فما أن لاحت له فرصة الاحتراف الأوروبي، حتى هرب وقاضى ناديه أمام "الفيفا" ثم عاد بعدها ليذرف دموع الندم على الشاشات، دموع خرجت من وحيد بعد أن تخلى ناديه وتركه ليرحل إلى المقاصة، رغم أنه لم يتخيل نفسه حارسًا إلا للزمالك، مع غضب أعلنه واضحًا من "ترحيله" إضافة إلى إهانة نسبها لبعض الجمهور وجههوها له في حفل المئوية. اكتفى الأهلي ببيانات منضبطة تنتقد سلوكيات حارسه الهارب والتأكيد على حرمانه من جنة الجزيرة، أما مجلس إدارة الزمالك فرفضوا منح ابنهم البار، الذي تخلوا عنه طوعًا، مستحقاته التي جاوزت الـ5 ملايين جنيه، ووصفه رئيسهم مرتضى منصور في تصريح تليفزيوني بأنه "خُرم"، لن يمنحه جنيهًا واحدًا. 

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل