المحتوى الرئيسى

قرن ونصف.. يا قوم

10/10 15:24

اقرأ أيضا: .. هل تعود «الروح»؟ أصل الفساد.. وبداية الإصلاح «إعتام».. الخديعة دموع.. على أستار الكعبة العدل أساس المُلك

في مثل هذه الأيام قبل 150 عاما، وتحديدا في 22 أكتوبر 1866، كان لدينا «برلمان» في الوقت الذي لم تكن فيه دول قد ظهرت على سطح الحياة السياسية بعد، .. ودول أخرى كانت تطحنها الحروب الأهلية والنزاعات، وثالثة تتنازعها القوى الإقليمية وهي لا حول لها ولا قوة، كانت مصر وقتها على أعتاب نهضة سياسية وديموقراطية لم يسبقها إليها سوى بلاد محدودة.. معدودة، هن أم الديموقراطيات في العالم.

.. نعم، يحق لنا ان نرفع الرأس فخرا بإنجاز صنعه الأجداد القريبون، وتاريخ خطّه الأسلاف البعيدون، لكن هل بالتاريخ وحده تفخر الدول؟

..وهل بإنجازات الأجداد فقط «يتيه» الأحفاد ويرفعون رؤوسهم؟

أتمنى على ممثلي الشعب، أعضاء البرلمان العريق، أن يقتطعوا دقائق وهم جلوس في قاعات الاحتفال الفخيمة يستمعون إلى خطابات المديح لبرلمانهم الموقر من كل حدب وصوب، ويتفكرون هل هم حقا خير خلف.. لخير سلف؟.. وهل يستحقون مقاعدهم الخضراء الوثيرة وحصانتهم المميزة وامتيازاتهم المحصنة؟

.. أدعو نوابنا الأفاضل إلى استقراء التاريخ واسترجاع سيرة البرلمانات العظيمة، والبرلمانيين الكبار هؤلاء الذين سطروا تاريخنا السياسي العتيد، بمعاركه الساخنة، وإنجازاته المتباينة، وتصديهم لكل من حاول المساس بمصالح شعب مصر، ومكتسبات المصريين، وسيجدون أن التاريخ غالبا ما يعيد نفسه مع اختلافات «شكلية» في التفاصيل، فهناك معارك «سياسية» بدأت بالتأسيس للاستقلال عن السلطة العثمانية، والسعي نحو مشاركة سياسية حقيقية، ومعارك أخرى «اقتصادية» سعت لانتشال «المحروسة» من تدهور اقتصادي ودفعها الى انعاش وتحسين التجارة وإنشاء بنية أساسية للري والزراعة، ثم الانتقال إلى إنشاء البنوك وتطوير الإدارة.

كما خاض البرلمان معارك مصيرية في التصدي للذود عن استقلال البلاد وحريتها ضد الاحتلال المباشر وغير المباشر، ودخل برلمانيون «عظام» في معارك «كسر عظام» مع سلطات غاشمة حاولت قمع الحركات الوطنية المصرية، ووصل الأمر إلى التضحية بالدم والتعرض للاغتيال في ذروة العمل الوطني الحق، وكانوا «رجالا يقفون وقفات الرجال».

أدعو نوابنا الأفاضل إلى التأسي بالبرلمانيين العظام، ووضع مصلحة شعب مصر نصب عيونهم وصالح ابناء مصر كأول أهدافهم، وبغض النظر عن الطريقة التي وصلوا بها إلى المقعد الأخضر الوثير، فإن الله يراهم..، والشعب يراقبهم والتاريخ سيرصد ما يفعلونه، فنحن في وقت نجد مصر أحوج ما تكون فيه لأبنائها المخلصين.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل