المحتوى الرئيسى

''أمريكا إلى زنجبار''.. كيف يكتشف أطفال الولايات المتحدة الإسلام؟

10/10 14:49

حفنة من الأطفال يلهون بجوار بعضهم، يمتطي أحدهم جملًا، يبني آخر مسجدًا من الخشب بمساعده المُعلمة، تضحك صغيرة مع صديقتها، إذ ترتديان الزي الباكستاني؛ كل ما حولهم مرتبط بالثقافة الإسلامية، بداية من الطعام، وحتى المعمار؛ دولة مسلمة تقليدية مُشيدة تخطف أنظار أطفال أمريكا، بُنيت على مساحة مئات الأمتار، داخل متحف الأطفال بمدينة مانهاتن في نيويورك.

منذ ست أعوام لمعت فكرة معرض "من أمريكا إلى زنجبار" في عقول القائمين على المتحف، كما تقول "ديردر لوري"، مسؤولة الإعلام بالمشروع، لمصراوي. "نسعى لخلق الخبرات لمساعدة الأطفال على التعلم عن أنفسهم عن طريق التعلم عن الآخرين. نعلم الأطفال أن يصبحوا مواطنين ناجحين من خلال توفير متعة وخبرات مناسبة عن الشعوب والثقافات من مدينة نيويورك". تحكي "لوري" أن فكرة المعرض تأتي ضمن سلسلة تسعى للتعريف بالثقافات المختلفة، كالصين واليونان وغيرهم.

أصول التجارة عند المسلمين، السوق، احتفال على الطريقة الفارسية، دروس في الطبخ، ولقاءات حيّة تجمع بين عائلات أمريكية مسلمة وزوّار المتحف؛ أقسام كثيرة يضمّها المكان. ولأن الأطفال يذهبون بصحبة آبائهم "لذا فتقريب الثقافات والتعارف أمر مطلوب" حسب قول "لوري" التي أضافت "مع مسلم من كل أربعة أشخاص في العالم، وما لا يقل عن 10 في المئة من الطلاب في مدينة نيويورك، فاستكشاف الثقافات الإسلامية يتيح لنا أن نكون أصدقاء رغم اختلافاتنا الدينية".

مع بداية العام الحالي فُتح المعرض للجمهور، وسيستمر حتى عام 2017 "ثم سننقل المعرض إلى متاحف أخرى في أمريكا وغيرها من البلدان"، بعد اكتمال الفكرة تعيّن على المنفذين الاستعانة بذوي الخبرة لإبراز الثقافة الإسلامية "عملنا مع شبكة دولية من المستشارين من الأوساط الأكاديمية والبحثية، والمجتمع المدني والحكومة والفنون. وعملنا بشكل وثيق مع مجتمع الأديان في مدينة نيويورك"، لهذا تعتبر مدة الست سنوات التي استغرقها العمل بسيطة مقارنة بحجم المعروضات وتنوّعها، بالإضافة للاعتماد على تقنية3d  لعرض أشهر المساجد حول العالم والتجول فيها "نضع الأطفال في لحظات تعلمهم من خلال تجربة متعددة الحواس".

المتعة الخالصة هدف آخر للمعرض؛ يمكن للأطفال أن يكتبوا أسمائهم بأربع وعشرين لغة، أو يجلسون في ساحة على الطراز الأندلسي، الألوان المُشرقة عنوان المكان "والصغار يُمكنهم تجربة ولمس أي شيء يريدونه"، حسبما تقول مسئولة الإعلام.

الحوادث الإرهابية المتواترة التي تُرتكب باسم الإسلام، لم تمنع أصحاب الفكرة من استكمالها لتخرج بشكل رائع، ما جعل معظم التعليقات التي تأتيهم بعيدة عن التطرف أو التطرق لتلك الحوادث فالمعرض تم استقباله بشكل جيد والاحتفاء به في الأوساط الدولية والمحلية، على حد قول "لوري"، أما الكبار القادمين بصحبة أبنائهم "يرون أن المعرض فريد من نوعه"، وفي جميع الأحوال هم سعداء بتعلم أطفالهم شيئًا جديدًا.

العروض الحيّة جزء من محاولات أصحاب المعرض لإذابة الفروق الثقافية، لا سيما بوجود حملات ضارية ضد المسلمين في الولايات المتحدة، تلك العروض بعضها قائم على المرح "فتكون من قبل الراقصين والموسيقيين والرواة والحرفيين وتحتضن مجموعة واسعة من أشكال الفن والتقاليد الثقافية الإسلامية وذلك يجذب الناس"، خاصة وأن المقابل المادي المدفوع لحضور إحداها لا يتجاوز 12 دولار.

على طاولة أمام الجمع يجلس ثلاثة من العاملين بالمتحف، من إيران ومصر وتركيا، يروون تجاربهم كمسلمين، يجيبون عن أسئلة الفضوليين المتعلقة بالإسلام وأهله، وعلى بعد أمتار منهم تقبع رشيدة محمد، الباحثة الأمريكية الحائزة على جائزة أفضل متحدثةفي العالم، تحكي عن تجربة نجاحها، وكيف تحدت ظروف الاختلاف العرقي كمسلمة من أصل إفريقي؛ وبين جنبات المعرض قصص أخرى لمسلمين حققوا نجاحات كثيرة، تُسرد يوميًا على الحضور.  

أكثر من 30 شخصًا يعملون داخل المعرض لشرح محتوياته للقادمين، يسعون للاهتمام بأدق التفاصيل، من الشكل العام وحتى اسم المعرض نفسه "جاء بناء على جملة من الألف للياء"، فكلمة أمريكا تبدأ بأول الحروف الأبجدية الإنجليزية، وكلمة زنجبار تبدأ بآخر الحروف "قصدنا ذلك للتعبير عن مدى ثراء الثقافة الإسلامية وأن المعرض يشمل معظم الأشياء فيها وليكون سهل تذكره على الأطفال"، كما تقول "لوري".

داخل "أمريكا إلى زنجبار" يُعامل الأطفال على أنهم بالغين "تلك أحد الطرق التي نوصل لهم بها المعلومة، صممنا لهم مثلا شاحنة باكستانية الشكل رُسم عليها معالم من البلد ويستطيعون قيادتها ومعرفة معلومات عن البلد"، ذلك الجزء هو أكثر ما يستمتع به الأطفال، ورغم أن السن التي يخاطبها المعرض بين عامين وثمانية أعوام "لكن هذا لن يمنع الأكبر سنًا من التفاعل كذلك".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل