خالد لطيف يتحدث لـ"الوفد" عن تفاصيل "الخناقة" مع أحمد مجاهد

يعد خالد لطيف عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، من الأشخاص الذين دائمًا ما يرفعون شعار الهدوء في حياتهم، لما يتسم به من هدوء في كل الأوقات، إلا أنه فاجأ الجميع في آخر اجتماع لمجلس الإدارة، ودخل في مشادة قوية مع أحمد مجاهد عضو المجلس، في واقعة هي الأولى من عضو الجبلاية.

وحرصت "الوفد" على إجراء أول حوار مع خالد لطيف بعد أزمته مع أحمد مجاهد وبعد فوزه بعضوية اتحاد الكرة للمرة الثانية على التوالي:

- بداية .. هل كنت تتوقع فوزك بعضوية اتحاد الكرة بهذا العدد من الأصوات "159 صوتًا" ؟

فوجئت بالأصوات التي حصلت عليها، والتي تعد أكبر ثاني عدد من الأصوات يحصل عليها مرشح في تاريخ اتحاد الكرة، فقد نجحت في الانتخابات دون أن أصرف جنيهًا واحدًا، أو اشتري أطقم ملابس، أو أتحمل تكاليف إقامة أعضاء الجمعية العمومية في الفندق.

- وكيف نجحت في حصد هذه الأصوات رغم أن جولاتك الانتخابية كانت بعيدة عن الإعلام ؟

من يضع ثقته في الله يفوز، فهناك آيه قرآنية في بالي دائمًا: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب"، ماهي الانتخابات ؟!، يجوز أن تنجح في أول مرة تترشح لأنك حفيد محمد لطيف كابتن المنتخب ونجم التعليق وعضو مجلس إدارة الزمالك ووكيل اتحاد الكرة وعضو مجلس الجبلاية الراحل، أو لأنك نجل إبراهيم لطيف عضو مجلس إدارة الزمالك الأسبق ومدير البرامج الرياضية في التليفزيون، أو لأنك كنت عضوًا في مجلس إدارة الزمالك، أو لأنك في المجال الإعلامي، لكن إن لم تدرك قيمة هذا النجاح لن تستطيع تكراره.

بمعنى أنني من اليوم الأول لدخولي مجلس اتحاد الكرة السابق، كنت أتواصل مع أعضاء الجمعية العمومية للجبلاية، أتناقش معهم في أزماتهم وأعمل على حلها، لا أغلق هواتفي في وجههم، أحرص دائمًا على أن أكون متاحًا لهم في أي وقت يطلبون فيه مساعدتي.

- لكن البعض قد يقول إنك تعمل من أجل مصالح انتخابية منذ اليوم الأول لك في الجبلاية ؟

هذا ماحدث بالفعل لكن كان ردي: "ياريت كل الناس تشتغل انتخابات زيي"، متسائلًا: "هي الناس عاوزة إيه؟، عاوزة اللي يمثلها ويحل مشاكلها ويكون واقف جمبها باستمرار في كل الأوقات والظروف"، ثم قال: "اللف في الأندية والأطقم والفلوس وإني أبيّت الناس في الفندق، لا بينجح ولا بيسقط في الانتخابات"، مبررًا ذلك بأن الجمعية العمومية لاتحاد الكرة إناس محترمين يستطيعون التفرقة بين من يخدمهم بحق ومن يتجاهلهم بمجرد أن يصل للمنصب، بالإضافة لوجود مجموعة خبرات في الأندية مع شباب صاعد واعد، مما جعل مجلس إدارة الاتحاد الجديد مزيجًا بين الشباب والخبرة، فإذا راجعنا المجلس ستجد أن الشباب هم: "خالد لطيف، حازم إمام، سيف زاهر، أحمد مجاهد، محمد أبو الوفا"، مقابل مجموعة الكبار أصحاب الخبرات: "هاني أبوريدة، حازم الهواري، سحر الهواري، مجدي عبدالغني، كرم كردي، عصام عبدالفتاح"، حيث إن خبراتي في الإدارة عمرها 15 عامًا، قضيت دورتين في الزمالك ومثلهما في اتحاد الكرة ودورة في منطقة الجيزة، وكان عمري 28 عامًا عندما دخلت عضوية مجلس الزمالك في 2001.

- من الذي يشتري أطقم ويسدد أموال للجمعية العمومية ويتحمل نفقات إقامتهم في الفندق ؟

لا أعرف ولا أنشغل بمعرفتهم إطلاقًا.

- لكنك تلمح لوجود من يفعل ذلك بما يعني أنك تعرفه، ومن الممكن أن يكون من المجلس الحالي أيضًا ؟!

كما قلت لك لا أشغل نفسي بالبحث عن هؤلاء إطلاقًا لسبب بسيط، أنني لست كذلك، ولن أكون كذلك مطلقًا.

- ألا ترى أن فكرة تركيزك على التواصل مع الجمعية العمومية منذ دخولك المجلس، يمكن أن يفسر على أنه تخطيط للبقاء في المجلس الدورة التالية ؟

رد متعجبًا: "إيه المشكلة؟!، الناس في ثورة يناير الشعب يريد عيش حرية عدالة اجتماعية، واتحاد الكرة زي مصر، والجمعية العمومية تريد، واللي هي تريده إحنا نعمله"، مشيرًا إلى أنه كان يخصص فقرة في برنامجه التليفزيوني لأي عضو بالجمعية العمومية يرغب في الحديث عن أزمات ناديه بل وبعضهم كان ينتقد اتحاد الكرة دون تدخل منه أو حتى محاولة الدفاع عن الجبلاية.

- خالد لطيف معروف عنه أنه ليس من أصحاب الصوت العالي، لكن فوجئنا بدخولك في مشادة كادت تصل للاشتباك بالأيدي مع أحمد مجاهد لرغبتك في وضع الحكم عاطف حسين بالقائمة الدولية للحكام على حساب طارق سامي ؟

لم يحدث ذلك، هاني أبوريدة وحازم الهواري سألوني إذا كنت أعرف حكام جيدين بالكرة الخماسية، لوضعه بالقائمة الدولية بدلًا من طارق سامي، وسألوني بحكم أنني كنت مشرفًا على كرة الصالات والشاطئية في المجلس السابق، وقولت لهم لا أعلم حكم بعينه فالعبرة بالكفاءة الفنية والبدنية للحكام، وهنا تدخل أحمد مجاهد وقال لي: "يعني انت مشرف على الصالات ومتعرفش الحكام الكويسين؟!"، فقلت له إن جميع الحكام سواسية عندي ولا فارق بين حكم وآخر إلا في المستوى فقط.

- لكن رئاسة بعثة منتخب الشاطئية في كأس القارات كان سببًا في أزمتك مع مجاهد أيضًا ؟

لا إطلاقًا، فقد طالبت مجدي عبدالغني وسيف زاهر وكرم كردي بالسفر مع منتخب الشاطئية، حتى يكونوا أكثر قربًا للاعبين والجهاز الفني وقدرة على حل أزماتهم في المستقبل، لأن كلنا في النهاية هدفنا النهوض بمستوى كافة المنتخبات، ولا مانع لدي من عدم رئاسة البعثة حتى لو كنت أرى أن هذه الرحلة مهمة.

- فما سبب المشادة إذًا ؟

كل ما حكيته كان في الجلسة السابقة لتلك التي شهدت الأزمة.

في الجلسة الأخيرة التي حدثت فيها المشكلة، قلت كالتالي: "إحنا شاركنا في كارثة من غير مانحس، لإن طارق سامي ملعبش أي ماتش في دوري كرة الصالات بقاله سنتين، واللوائح بتقول إن الحكم اللي يترشح عن أي لعبة في القائمة الدولية، لازم يكون لعب فيها أكبر عدد من الماتشات، وفوجئت برد أحمد مجاهد غير اللائق على حديثي فانفعلت".

عفوًا لا يمكنني الحديث بالتفصيل عن الأزمة، الموضوع انتهى.

- لكنه تم تسريبه في وسائل الإعلام ؟

نعم لكني لم أصرح بأي شئ وأفضل عدم الحديث في هذا الأمر.

- وكيف انتهت المشكلة ؟

أحمد مجاهد اعتذر لي وأنا أيضًا اعتذرت للمجلس عن انفعالي بهذا الشكل، وانتهت الأمور عند هذا الحد.

- بعد انتهاء الدورة الحالية للجبلاية لن يمكنك الترشح من جديد بسبب بند الـ8 سنوات، هل فكرت في الخطوة المقبلة ؟

لم أفكر ماذا سأفعل بعد 4 سنوات، ما يشغلني خدمة الجمعية العمومية، وأول شئ فعلته مزايدة البث الفضائي لدوري الدرجة الثانية، والتي جلبت لاتحاد الكرة 66 مليون جنيه و150 ألف جنيه في موسمين، وهو رقم تاريخي بالنسبة لي.

- ألا ترى أن هذا الرقم مبالغ فيه بعض الشئ ؟

لا أخفيك سرًا أنني لم أتوقعه أصلًا، كان أقصى طموحي أن يباع دوري المظاليم بـ50 مليون جنيه، لكن ماحدث يجعل لدينا طموح عمل مزايدة لبيع مباريات دوري الدرجة الثالثة قبل انتهاء دورة المجلس الحالي.

- لكن ماسبب كثرة تأجيل دوري المظاليم هذا الموسم ؟

الأسباب تسويقية بالدرجة الأولى، حتى تحصل الشركة على وقت كاف لإعداد الاستديوهات التحليلية والكاميرات والملاعب بأفضل شكل، وسنعمل على إنهاء المسابقة قبل شهر رمضان المقبل.

- وماهي الضمانات التي حصل عليها اتحاد الكرة حتى تسدد فيوتشر المبلغ في المواعيد المحددة ؟

سنحاول مساعدة الشركة بكل الطرق حتى تنجح، لأن الدوري في أول مرة تم بيعه بهذه المبلغ، في المرة الثانية سيجلب للاتحاد 80 مليون جنيه على الأقل، وهو أمر يحسب لاتحاد الكرة.

- عفوًا لكنك لم تجب عن سؤالي، ماهي الضمانات ؟

وضعنا شرطًا من شروط المزايدة يتضمن أن تدفع الشركة 50% من المبلغ عند شراء البطولة، و25% مع نهاية الدور الأول، ومثلهم مع نهاية الدور الثاني، متسائلًا: "معقولة شركة هتدفع 33 مليون جنيه كاش وهتتهرب من دفع باقي المبلغ ؟!".

- هل يمكن أن تتحدث عن شكل دوري الدرجة الثانية بعد بيعه بهذا الرقم، ماهي الاختلافات التي ستشهدها المسابقة ؟

أولًا نحن وضعنا مباريات دوري المظاليم في أيام مختلفة عن الدرجة الأولى، والأندية التي تمتلك ملاعب بأضواء كاشفة ستلعب مبارياتها ليلًا.

- وماذا عن توزيع النسب من عائد البث ؟

النسب ستكون حسب الجماهيرية وعدد المباريات المذاعة، فالفريق الذي تذاع له 3 مباريات لن يتساوي بالطبع مع فريق لم تذع له أي مباراة، واتفقنا مع فيوتشر على بث 15% من دوري المظاليم، منهم 5% لأندية الصعيد.

- وكيف يمكن لاتحاد الكرة الاستفادة من دوري المظاليم بعد هذه التطورات التي طرأت عليه ؟

لم نناقش ذلك في الحقيقة، لكن هل تعلم أنني اقترحت في عهد المجلس السابق، تشكيل منتخب من أندية الدرجة الثانية، ويشارك في بطولة كأس الأمم الإفريقية للمحليين ؟!.

- فكرة جيدة، لماذا لم تنفذ ؟

لأن في المجلس السابق لم يتم بيع حقوق بث دوري المظاليم حتى بربع الرقم الذي تم البيع به هذا الموسم، وهو ما جعل الفكرة صعبة التنفيذ، بيع الدوري بـ66 مليونا و150 ألف جنيه سيجعل موارد الأندية أكبر وبالتالي يساعدها في تدعيم فرقها بلاعبين مميزين وتطوير ملاعبها أيضًا، وكل ذلك سيصب في مصلحة الكرة المصرية.

- من المرشح الذي صدمت من سقوطه في الانتخابات ؟

لأنه من الشخصيات التي أحبها، وحزنت أيضًا لسقوط حسن فريد ووائل جمعة، الثلاثة كان يمكنهم عمل إضافة جيدة لاتحاد الكرة.

- في الفترة السابقة شاهدنا مسئولين في الأندية يهاجمون الحكام والاتحاد نفسه دون أن يحرك مسئولو الجبلاية ساكنًا، هل يمكن أن يتغير الوضع مع المجلس الحالي ؟

بالطبع سندافع عن أنفسنا وعن الحكام، ولن نصمت على أي تجاوز، المجلس الحالي أقوى في كل شئ وجاء لإصلاح منظومة الكرة، وأي عضو له الفخر أن يتواجد في مجلس يرأسه هاني أبوريدة رئيس الجبلاية الحالي.

- وما الاختلاف في المجلس الحالي عن السابق ؟

المجلس الحالي كله مجموعة من الخبرات وسبق لهم التواجد في اتحاد الكرة، لايوجد عضو في المجلس الحالي يتواجد لأول مرة باستثناء حازم إمام ومحمد أبو الوفا.

- لماذا تحارب الجهاز الفني للكرة الخماسية ؟

أجاب متعجبًا: "أنا أحاربهم، من قال ذلك، وكيف أحاربهم وأنا من أتيت بهم لقيادة المنتخب الوطني، ودعمتهم للوصول إلى كأس العالم".

- ألم تحاول فرض لاعبين بأعينهم واستبعاد آخرين على المنتخب ؟

لم يحدث على الإطلاق وإذا كنت أقوم بذلك فإن المسئولية بالكامل ستلقى على عاتقي حال حدوث أي إخفاق للمنتخب.

- لكنك لم تسع لإقامة حفل تكريم لهم على فضية بطولة إفريقيا، رغم أن اتحاد الكرة أقام حفل تكريم لمنتخب الكرة النسائية لأنه صعد لبطولة إفريقيا لأول مرة في تاريخه ؟

بالعكس فقد طلبت تكريم المنتخب لكن انشغلنا بمباراتي المنتخب الأول أمام نيجيريا وصدر حكم حل المجلس ليربك كل حساباتنا.

- ولماذا لم تستقبل البعثة في المطار بعدما عادت من كأس العالم كما قلت ؟

لأنني كنت أعاني من آلام قوية في ضرسي، ولم أكن قادرًا على التواجد في المطار.

- وماذا عن الحفلة التي أكدت أنك ستقيمها للمنتخب وتدعو فيها وزير الرياضة ؟

سأعرض الأمر على المجلس في الجلسة المقبلة، فهذا المنتخب يستحق التقدير بعدما نجح بأقل إمكانيات في تحقيق المركز الثامن على مستوى العالم وهو يعد إنجازًا لكرة الصالات، خاصة وأن هذا المنتخب وفرنا له فترة إعداد على أعلى مستوى، بعدما خاض لقاءات قوية أمام الصين والمغرب وفيتنام وإسبانيا.

- لماذا قرر اتحاد الكرة الاستغناء عن خدمات عزمي مجاهد ؟

لم يحدث، عزمي مجاهد موجود في اتحاد الكرة.

- كيف ذلك، ألم تتخذوا قرارًا بتعيين أسامة إسماعيل مديرًا لإدارة الإعلام ؟، بما يعني إقالة عزمي مجاهد؟

أجاب منفعلًا: "من قال إن عزمي مشي، حد قالك إن قبضه وقف ؟".

لم يصدر قرارًا بإقالة عزمي مجاهد، كما أنه لم يتقدم باستقالته، بما يعني أنه مازال على ذمة اتحاد الكرة.

- ولماذا لا يتواجد في الاتحاد طالما أنه مازال يعمل في الجبلاية ؟

لا أعلم لكن هو موجود في الاتحاد بعيدًا عن الإعلام، ويتواصل هاتفيًا كل يوم مع العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للجبلاية.

- هل ترغبون في الإطاحة بالأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب فعلًا ؟

"اللي يفكر في تغيير كوبر دلوقتي مجنون مع احترامي لكل الأسامي اللي اتقالت، وانا وحسن فريد اول ناس طلبت تعيين حسن شحاتة من جديد في المنتخب بعد رحيل شوقي غريب".

- وما رأيك في هجوم بعض اللاعبين على الجهاز الفني لاستبعادهم من قائمة المنتخب لمباراة الكونغو ؟

على هؤلاء اللاعبين التزام الصمت لأننا في مرحلة تحتاج لتكاتف الجميع خلف المنتخب، لست مع هؤلاء اللاعبينن و"مش وقته" الحديث في هذه الأمور حاليًا.