المحتوى الرئيسى

"مطوبس و البرلس و بلطيم".. محطات انطلاق هجرة الشباب غير الشرعية لإيطالية

10/10 13:07

"مطوبس أو البرلس أو بلطيم" بمحافظة كفر الشيخ.. 4 أيام وتكون قدميك على الأراضي الإيطالية.. هكذا يقنع سماسرة الموت شباب مصر لبيع كل شئ مقابل الهجرة غير الشرعية التي غالبا ما يجد المهاجرون أنفسهم بسببها بين فكي الموت لتلف المراكب الغير مرخصة والأمواج العالية والحمولة الزائدة وضعف الرقابة على السواحل ومتابعة الصيادين ومراكبهم.

وتعتبر قري المحافظة المطلة علي البحر المتوسط لها النصيب الأكبر في المجازفة بين شبابها وأطفالها للهجرة غير الشرعية، كقرى برج مغيزل والسكري والجزيرة الخضراء بمركز مطوبس والزعفران بمركز الحامول وعدد من قري مركز البرلس بسبب سهولة تعاملهم مع الصيادين، فيما تعد قرية برج مغيزل والجزيرة الخضراء في صدارة القري التي تدفع بشبابها لرحلات الهجرة غير الشرعية، حيث كشف الحادث الأخير مصرع العشرات والقبض علي عدد كبير منهم أثناء قيامهم بالرحلة عبر سواحل رشيد وكفر الشيخ المواجهة للبحر المتوسط.

ويغري سماسرة الهجرة المحليين الراغبين في السفر، وخاصة الأطفال من أعمار 12 وحتى 18 سنة، بحلم السفر للقارة الأوربية وإمكانية الثراء السريع ، دون علم هؤلاء الأطفال وأسرهم بمدي خطورة ونوايا القائمين علي هذه الرحلات "القاتلة" التي يتم استغلال الأطفال في "التجارة الجنسية للأطفال أو الاستغلال البدني في مشروعات غير شرعية مثل المخدرات وغيرها" بعد أن يتسلمهم سماسرة دوليين في الدولة الأوربية.

يقول أحمد نصار نقيب صيادين كفر الشيخ، إن المخاطر تبدء للأطفال المهاجرين منذ بداية الرحلة والتجمع في حافلات تنقلهم من محافظات الجمهورية المختلفة لمحافظات ساحلية تمهيداً لتسفيرهم للدول الأوربية مثل ايطاليا واليونان وفرنسا وغيرها، مقابل مبالغ مالية مع سماسرة مصريين تصل ما بين 10 الآف للمصري وحتى 30 الف جنية.

وكشف نصار عن أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين من الأسر الفقيرة والصيادين الكادحين البسطاء، فضلاً عن بعض مواطني دول سوريا والعراق والسودان والعديد من الدول الإفريقية الأخرى الذين يصلون لشواطئ القرية و يجازفون بالقيام بهذه الرحلات بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية الصعبة لهؤلاء الأسر.

وقال نصار أن بداية الخطورة أثناء قيام المهاجرين بالتنقل في المدقات الرملية أثناء الساعات المتأخرة من الليل والتي ينشط فيها قوات حرس الحدود والسواحل والمخول لهم إطلاق النار علي الأهداف المتحركة.

ويقول السيد ع من قرية برج مغيزل، الذين غامروا بأحد هذه الرحلات، إن الخطورة تكمن داخل البحر عندما يتكدس داخل المراكب المتهالكة والقديمة وغير المجهزة المئات من المهاجرين عادة ما يجعل الأمر خطراً وخاصة علي الأطفال الذين يعانون سواء من البرد والشتاء أو الحر الشديد، كما يعانون من قلة الطعام وربما يتخلص منهم السماسرة أو يموتون في البحر إذا تطلب منهم القفز لداخل المياه للوصول للشواطئ الأوربية.

ويشير عاطف ن، "أحد المهاجرين سابقا لإيطاليا" إن الأطفال الذين يصلون لهذه الدولة يتعرضون للابتزاز من قبل مافيا الـ"مخدرات – جنس"، مشير إلى انه ليس كما يصورهم الإعلام يعيش حياة مترفة ويتم إدخالهم المدارس وتعليمهم واستخراج أوراق ثبوتية لهم ثم تشغيلهم.

ويوضح حمادة علي "صياد" من الجزيرة الخضراء إن السماسرة يجوبون القرى للبحث عن راغبي السفر، وإقناعهم ببيع ما يمتلكون، مؤكدين لهم أن نجاح التجربة والوصول للشاطئ الآخر معناه حياة أخري جديدة من منازل وسيارات وعقارات، كما حدث لحالات ماثلة أمام هذه الأسر نجحت في الوصول للدول الأوربية.

ولكن علي بدوي "شاب مصري نجح في الوصول لإيطاليا منذ 13 سنة ومنها عبر لإنجلترا، ليس كل من وصل للدول الاوربية يعيش في ترف ونعيم بل هناك الكثير من الحالات لا تجد قوت يومه وتتسول وبعضها يعمل في مهن متدنية وبأجور زهيدة ليصل لمرحلة الاكتفاء من القوت اليومي ويتمكن من دفع إيجار المسكن، والبعض الآخر يتم القبض عليه للعمل في أعمال غير مشروعة مثل بيع المخدرات والسرقة أو يتم استغلالهم في "دعارة" الأطفال.

ويؤكد احد الصيادين من قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بكفر الشيخ إن مئات الصبية من القرية والقري المجاورة وغيرها تمكنوا للوصول للدول الاوربية عبر سماسرة وعدوهم كم وعدوا أبنائهم بالمستقبل المشرق والحياة السعيدة ولكنهم فوجئوا في نهاية الأمر ما يشاهد علي التلفاز ليس هو ما عاينوه علي أرض الواقع وانتهي بهم الأمر إلي السجون أو الترحيل أو البقاء في وضع متدني أو التورط في اعمال غير مشروعة وغير أخلاقية والقليل هو من نجح وتمكن من تحقيق حلم الثراء فضلاً عن العشرات وربما المئات الذين غرقوا في عرض البحر ولم يصلوا للشاطئ الأخر ولا يعلم ذويهم عنهم شيء مثل الشقيقان موسي ومحمد من عزبة عثمان التابعة لمركز كفر الشيخ والذين ماتوا في البحر منذ 10 سنوات ولا حس ولا خبر كما تقول والداتهما التي ما زالت تذرف الدموع علي ولديها.

وتؤكد البيانات الأمنية الصادرة من مديرية أمن كفر الشيخ إن قرابة الـ800 شخص نصفهم من الأطفال تم القبض عليهم في أكثر من 20 محاولة تم القيام بها هذا العام توفي منهم 12 شخص من بينهم طفلة وأصيب 10 أخرون نتيجة المطاردات الأمنية والقفز داخل المياه خوفاً من القبض عليهم .

وتعتبر محافظة كفر الشيخ من المحافظات التي تعتبر ملاذاً لراغبي الهجرة غير الشرعية من كافة المحافظات ولكافة الجنسيات بسبب تعامد سواحلها مع دولة اورابا والتي تحتاج فقط ما بين 4و6 أيام للوصول إليها علي حسب نوعية وجودة المراكب وكذلك لهدوء حركة الأمواج المقابلة لسواحلها، سواء من ناحية مطوبس أو البرلس او مصيف بلطيم، كم يعد فصل الصيف هو موسم الذروة لهذه الرحلات المميتة نظراً لاستقرار حركة المد والجزر داخل البحر المتوسط .

وبحسب مصدر أمني فإن قوات حرس الحدود والسواحل تكثف من دورياتها الأمنية للحد من القيام بهذه الرحلات والقبض علي المشاركين فيها وخاصة السماسرة الذين يستخدمون الأسماء الوهمية لعدم تمكن السلطات من القبض عليهم .

ويطالب المعنين بمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية بتغليظ العقوبات علي السماسرة خاصة أن أقصى عقوبة تصل لـ3 سنوات في حالة حدوث وفيات للمهاجرين غير الشرعيين كما حدث في احدي الرحلات بمحافظة كفر الشيخ والتي غرق فيها 13 شخص عام 2009 حيث تم حبس أحد السماسرة وقبطان المركب 3 سنوات، وتبعها محاصرة قرابة الـ100 مسلح من رشيد من أهالي السماسرة لمنزل نقيب الصيادين بكفر الشيخ لإدلائه بتصريح للصحف أن هذه العقوبة غير كافية.

وتقوم النيابة العامة بصرف المهاجرين في رحلات الموت "الهجرة غير الشرعية " باعتبارهم ضحايا حيث يعودوا لمنازلهم يجرون أذيال الحسرة علي فشل رحلات "العمر" كم يسمونها ويعودون لتسديد ديونهم ومواجهة مصيرهم المجهول.

وقال "شرف م" إن الشباب حينما يري أهله يوبخونه علي الجلوس علي المقاهي بينما نظرائه الآخرين تبدلت وتغيرت ظروفهم الاقتصادية بسرعة الصاروخ، يضطر لخوض غمار التجربة والتعاقد مع السماسرة حتى لو كان الثمن حياته.

أما قرية "الزعفران" في كفر الشيخ والتي عمها الحزن، بعد فقدان 3 من أبنائها، في غرق مركب الهجرة غير الشرعية، فقد صنفت، كقرية يقبل شبابها علي الهجرة غير الشرعية وأصبح حُلم الهجرة لبلاد أوروبا، يراود العديد من شبابها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل