المحتوى الرئيسى

سوري يساعد في القبض على اللاجئ السوري المشتبه به

10/10 12:01

قالت شرطة ولاية ساكسونيا اليوم الاثنين العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول على تويتر: "منهكون لكننا نشعر بسعادة غامرة. اعتقلنا المشتبه بأنه إرهابي الليلة الماضية في لايبزيغ" وكانت الشرطة تبحث عن اللاجئ السوري المشتبه به جابر البكر (22 عاماً) منذ إفلاته منها خلال مداهمة لشقة سكنية في مدينة كيمنتس بشرق ألمانيا، عثرت فيها الشرطة على مئات الجرامات من المتفجرات.

وكان المشتبه به قد لجأ إلى سوري آخر التقاه في محطة القطارات في لايبزيغ وطلب منه الإقامة عنده، بحسب موقع صحيفة "دير شبيغل". لكن هذا السوري استقبله واتصل بقوات الأمن بعد أن علم أن الأمر يتعلق بالمشتبه به الذي تبحث عنه السلطات. وتابع موقع "دير شبيغل" أن قوات التدخل الخاصة التابعة للشرطة عثرت على الشاب المطلوب مقيداً داخل شقة  مضيفه في لايبزيغ.

واحتجزت السلطات الألمانية الشاب السوري، ويفترض أن يتم نقله خلال النهار إلى كارلسروه، مقر النيابة العامة الفيدرالية المختصة بقضايا الإرهاب، حيث سيوجه إليه الاتهام. وتقول النيابة العامة الفيدرالية إن "كل الأدلة تشير إلى أن المشتبه به كان يعتزم تنفيذ اعتداء إسلامي"، وتشير عدة وسائل إعلام ألمانية إلى أن الهدف كان أحد المطارات أو "منصة للنقل".

وأوردت بعض وسائل الإعلام أن المشتبه به كان على اتصال بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي دربه على صنع المتفجرات واستخدامها. ويشكل التوقيف الذي تم قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل خاتمة لمطاردة تمت تعبئة قوات الأمن لها في مختلف أنحاء البلاد على مدى يومين تقريباً.

وتم تعزيز المراقبة الأمنية في المطارات ومحطات القطارات، إذ كانت الشرطة تخشى أن يكون المشتبه به أخذ معه كمية من المتفجرات، لأنه شوهد وهو يهرب السبت ومعه حقيقة ظهر.

المشبته به طالب لجوء وصل بشكل غير شرعي إلى ألمانيا في فبراير/ شباط 2015، وحصل على وضع لاجئ في يونيو/ حزيران من العام نفسه.

وفي سياق متصل، أعلن الادعاء العام في مدينة دريسدن أنه تم إصدار أمر اعتقال بحق  سوري آخر (33 عاماً) بتهمة المساعدة في الإعداد لجرائم عنف تعرض البلاد لخطر جسيم، وكان هذا السوري متهماً بالتواطؤ مع البكر وأنه كان متسأجراً للمنزل الذي يقيم فيه. وبحسب البيانات، فهو مسجل أيضاً على أنه لاجئ.

لا يزال الحزن يخيم على مدينة ميونيخ الألمانية، حيث تضع امرأة وردة في المكان الذي شهد يوم الجمعة الماضي عملية قتل عشوائية مروعة، راح ضحيتها تسعة أشخاص، أغلبهم في مقتبل العمر. العملية التي نفذها شاب ألماني-إيراني، قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية، راح ضحيتها فتيان وشباب، غالبيتهم من أصول مهاجرة (ثلاثة أتراك وثلاثة ألبان كوسوفو ويوناني). ذنبهم الوحيد أنهم كانوا في المكان والوقت غير المناسبين!

بحر من الورود أمام مركز أولمبيا التجاري في ميونيخ، حيث مسرح عملية القتل الجماعي العشوائي، حداداً على أرواح الضحايا وسط تساؤلات عمّا دفع الجاني، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، إلى هذه الجريمة؟ التحريات تشير إلى حد الآن أن الشاب، الذي ولد في ألمانيا لأبوين قدما من إيران في التسعينات كطالبي لجوء، قد خطط لعمليته طويلاً و"جيداً".

وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اضطر في غضون ثلاثة أيام إلى قطع عطلته كان يقضيها مع زوجته في الولايات المتحدة الأمريكية. المرة الأولى كانت مطلع الأسبوع عقب عملية إرهابية نفذها لاجئ في 17 من عمره في قطار في مدينة فورتسبورغ، والمرة الثانية عقب عملية القتل الجماعي العشوائي في ميونيخ. الوزير قرر بعدها التخلي نهائيا عن إجازته والبقاء في ألمانيا.

في غضون ذلك، لا تزال صور دماء تغطي أرضية عربة في القطار الذي شهد عملية إرهابية في مدينة فورتسبورغ الألمانية عالقة في أذهان الكثيرين في ألمانيا. العملية، التي نفذها فتى لاجئ في 17 من عمره، أسفرت عن إصابة أسرة قدمت من هونغ كونغ سائحة في ألمانيا بجروح بليغة وامرأة ألمانية ذنبها الوحيد أنها كانت في طريق الإرهابي عند محاولته الفرار من القطار. العملية تبناها فيما بعد تنظيم "داعش".

وفيما تزداد المخاوف من ألمانيا من عمليات دامية كتلك التي شهدتها باريس ونيس وبروكسل واسطنبول وأنقرة وغيرها، تبقى التساؤلات قائمة عما دفع بفتى قدم فاراً من أفغانستان (أو باكستان) ليجد ملجأ وأسرة تحتضنه في ألمانيا إلى القتل؟ الكثيرون صدموا لكم الكراهية التي يكنها هذا الشباب خاصة بعدما نشر "داعش" فيديو يظهر فيه الفتى وهو يهدد ويتوعد فيه الألمان بالقتل والانتقام.

وما لبث الناس يتنفسون الصعداء بعد عملية ميونيخ التي بثت الذعر في القلوب خوفا من عمليات إرهابية منسقة كتلك التي شهدتها باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأسفرت عن مصرع 130 شخصا وجرح المئات، هاهي ألمانيا تشهد بعد يوم فقط جريمة أخرى اهتزت لها مدينة رويتلينغن، حيث قام لاجئ سوري في مقتل العمر بقتل مقتل امرأة وجرح خمسة آخرين بسكين كبير.

حالة من الذعر تسود رويتلينغن، المدينة الصغيرة الهادئة في جنوب ألمانيا، بعد الجريمة البشعة. وفيما تتواصل التحقيقات مع الجاني لمعرفة دوافعه، تؤكد السلطات الألمانية على عدم الاشتباه بالإرهاب والعنف بشكل عام في طالبي اللجوء، لافتة إلى أن أغلب العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة لم تكن من فعل لاجئين.

لكن تحذيرات السلطات الألمانية من عدم وضع اللاجئين في قفص الاتهام قد لا تجد آذانا صاغية، على الأقل لدى البعض، بعد هجوم أنسباخ الانتحاري الذي شُن مساء يوم الأحد، أي في نفس اليوم الذي شهدت فيه روتلينغن عملية القتل بسكين، والذي نفذه لاجئ سوري آخر (27 عاما). العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل المنفذ وجرح 15 شخصا، أربعة منهم في حالة خطيرة، كان هدفها الانتقام من ألمانيا وتبنتها داعش.

وفيما تشير التحريات الأولى إلى ضلوع "داعش" في العملية التي نفذها اللاجئ السوري الذي فجر نفسه ليل الأحد الاثنين في بلدة أنسباخ الألمانية، يبقى من المؤكد أنه أراد قتل أكبر عدد ممكن من الناس، إذ أنه تحول إلى مهرجان للموسيقى جاءه زوار من كل حدب وصوب. ولولا أن رجال الأمن منعوه من الدخول، ويقوم بتفجير نفسه عندها، لكانت الحصيلة أثقل بكثير.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل