المحتوى الرئيسى

بدعم روسيا في سوريا.. القاهرة تخسر الخليج

10/10 20:38

بعد يومين من تصويت القاهرة على مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن، إلى جانب فنزويلا والصين، حول الأوضاع في سوريا، والذي أثار موجة انتقادات عربية، بدأت تظهر معها ردة الفعل السعودية على القاهرة.

رد الفعل السعودي بدأ شعبيا عبر انتقادات وجهها شباب وكتاب سعوديون على موقف القاهرة الداعم لروسيا، عبر صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك، أتبعه انتقاد رسمي من الخارجية السعودية عبر مندوبها في الأمم المتحدة عبد الله المٌعلمي، والذي قال إن موقف السنغال وماليزيا أقربَ إلى الموقف العربي.

تصريحات المُعلمي، تُعد أول نقد رسمي سعودي لـ القاهرة بعد أن شاب مواقفها أخيرا تحولات وابتعاد عن الموقف التوافقي العربي بشأن القضايا المشتركة وخاصة الشأن السوري، بالتوازي مع تقارب مع جهات أخرى غير عربية تعتبر أبرز أسباب التوترات بالمنطقة. بحسب مراقبين.

ومع هذا النقد العلني النادر على الصعيد الرسمي، صدرت من الجانب السعودي مواقف شبه رسمية أكثر حدة ووضوحا، حيث عبر سلمان الأنصاري رئيس اللوبي السعودي في أميركا أو ما يعرف بـ (سابراك) عن استياء وصل حد التشكيك بمكانة مصر في البيت العربي.

جانب من جلسة الأمم المتحدة الأخيرة

ورغم الدعم السعودي السخي للسلطة الحالية في مصر سياسيا واقتصاديا، فقد تعرضت العلاقات بين الطرفين لأكثر من هزة خصوصا في الآونة الأخيرة جراء التعارض في المواقف أهما الوضع في سوريا واليمن.

التصعيد السعودي ظهرت نتائجه أيضا، ولكن عبر لسان مسؤول حكومي في مصر، الاثنين، والذي قال إن شركة أرامكو الحكومية السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، أبلغت الهيئة العامة للبترول المصرية شفهياً، في مطلع أكتوبر، بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، في اتصال هاتفي مع رويترز: "أرامكو أبلغت الهيئة العامة للبترول مع بداية الشهر الحالي بعدم قدرتها على إمداد مصر بشحنات المواد البترولية".

ولم يخض المسؤول في أي تفاصيل عن أسباب توقف أرامكو عن تزويد مصر باحتياجاتها البترولية أو المدة المتوقعة.

وكانت السعودية وافقت على إمداد مصر بمنتجات بترولية مكررة بواقع 700 ألف طن شهرياً مدة خمس سنوات، بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول، جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام.

جانب من قصف الأسد في سوريا

وبموجب الاتفاق، تشتري مصر شهرياً، منذ مايو، من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار)، و200 ألف طن من البنزين، و100 ألف طن من زيت الوقود، وذلك بخط ائتمان بفائدة اثنين بالمئة، على أن يتم السداد على 15 عاماً.

وقال المسؤول لرويترز: "مصر ستطرح عدداً من المناقصات لشراء احتياجات السوق المحلي من الوقود، وهيئة البترول في مصر ستعمل على تدبير أكثر من 500 مليون دولار مع البنك المركزي لشراء الاحتياجات".

الدكتور مصطفى السعداوي أستاذ القانون الجنائي بجامعة حلوان قال، إن تصويت مصر لصالح القرار الروسي ومن قبله القرار الفرنسي يؤكد تناقض الموقف المصري تجاه القضايا الخارجية، مضيفا أن الأمر لن يمر مرور الكرام، وستكون كالشرارة التي جاءت في كوم الرماد.

وأوضح الخبير القانوني لـ"مصر العربية" أن تصويت الدبلوماسية المصرية على القرار الروسي قد يكون بسبب التقارب السعودي التركي مؤخرا، وأن هذا بمثابة عقاب وتكشير عن الأنياب، مشيرا إلى أن القاهرة تريد الخروج من تحت العباءة السعودية.

وتابع: "الأيام المقبلة سنجد سحب لبعض الاستثمارات الأجنبية، ويصب ذلك في صالح من أقاموا دعوة قضائية في تبعية تيران وصنافير لمصر، لافتا إلى أن الأيام المقبلة ستشهد أزمة دولارية عاصفة إذا ما استمر الوضع كما هو الآن.

وأنهى السعداوي كلامه، خاب الرهان المصري على الدب الروسي بالتصويت له، وجانبه الصواب في الموقفين.

من جهته، أكد المفكر السياسي السوري موفق زريق أن فشل الأمم المتحدة في استصدار قرار يدين روسيا أو بوقف الاعتداء الوحشي على حلب هو لإملاء فراغ سياسي حتى تقوم روسيا بالمطلوب، وهو إبادة ما تبقى من المدينة والمعارضة.

وأوضح المفكر السياسي السوري لـ"مصر العربية" أن الأمم المتحدة تسعى لفرض الرأي الروسي بالقوة، وكذلك فرض الرأي الإيراني.

وعن انحياز بعض الدول العربية لدعم المشروع والقرار الروسي، أشار زريق إلى أن التصويت لصالح المشروع الروسي طبيعي وغير مفاجئ، خاصة وأنه جاء برضا الولايات المتحدة الأمريكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل