المحتوى الرئيسى

لا تتركوا أى شىء للمصادفة

10/09 22:25

لو كنت تقرأ هذا المقال على موقع «الوطن» الإلكترونى فور صدوره، فاليوم هو الأحد 9 أكتوبر، ولو كنت تقرأه فى النسخة الورقية فاليوم هو الاثنين ١٠ أكتوبر.. وتوقيت كتابته هو فجر السبت 8 أكتوبر.

لأن السفارات الغربية حذرت رعاياها من الوجود فى أماكن التجمعات فى مصر يوم الأحد 9 أكتوبر.. وكانت البداية من السفارة الأمريكية، فاستنكرت الخارجية المصرية هذا التحذير من خلال بيان لمتحدثها الرسمى، فردت السفارة بأن التحذير روتينى فى أيام العطلات الطويلة.

نعلم جميعاً أن 9 أكتوبر ليس عطلة طويلة أو قصيرة وما تحججت به السفارة كلام فارغ والتحذير صادر من مكتب الأمن التابع للخارجية الأمريكية، ثم كررته السفارة على صفحتها الرسمية على «فيس بوك» بعد ردها على الخارجية فى نوع من عدم الاكتراث للتواصل بين الطرفين..

مقالى ليس الهدف منه انتقاد السفارة لأن من حقها تحذير رعاياها من أى خطر محتمل حتى لو كان بعيداً، وهى عادةً لا تستخدم مثل هذه التحذيرات لمناورات سياسية.. وقد هالنى ما قاله نائب فى البرلمان المصرى من أن الهدف من التحذير هو إفساد احتفالات البرلمان بمرور 150 عاماً على تأسيسه، وكأن هذا الاحتفال يعنى شيئاً للأمريكان..

تعودت أن آخذ هذه التحذيرات مأخذ الجد منذ تحذير نتنياهو عام 2012 لرعايا بلده بمغادرة سيناء على الفور.. ساعتها حذرت من على شاشة الفضائية المصرية من أن الأمر ليس عادياً وأن حادثاً كبيراً وشيكاً، فلم يلتفت أحد، وقام موقع «يوتيوب» بإلغاء مقطع فيديو التحذير وكان عنوانه «نتنياهو ناوى لنا على مصيبة»، بعد صدوره بساعتين، ولم يُعِده الموقع التابع لشركة «جوجل» إلا بعد ثلاثة أيام، أو بعد يوم من حدوث مذبحة رفح الأولى لجنودنا فى سيناء..

لم أكن أملك معلومات استثنائية أو مخابراتية ولا أتمتع بحس أمنى يزيد على أى مواطن عادى، ولكن مصدر التحذير (مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى) هو السبب، وكذلك لهجة التحذير التى اختلفت عن سابقاتها.. وهذا هو ما أستشعره اليوم من متوالية التحذيرات الغربية التى تشير إلى أن بين أيديهم معلومات بأن سوءاً قد يحدث فى مكان عام ومزدحم مثلاً «قاعات الموسيقى» (وما أقلها فى بلدنا) أو المولات (وما أكثرها).. الجانب الأمريكى لا يريد أن يشارك مصر المعلومة ولكنه أبلغ باقى الدول الغربية بها فحذت حذوه مع رعاياها.. ما هو سر التكتم على المعلومة؟ لا أدرى..

تذكرت أيضاً إعلان بريطانيا أنها كانت قد استمعت لحديث بين الإرهابيين (قيل بعدها إنه وردها من إسرائيل) عن قيامهم بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، فأعلنت الأمر منفردة وقامت بإجلاء رعاياها وأحدثت فوضى عارمة وجهت من خلالها ضربة قاصمة للسياحة المصرية ودون أن تبلغ الجانب المصرى هى الأخرى وكأنها تعمدت إحراج مصر..

ولكن يبقى السؤال الأهم مطروحاً: ما الذى يمكن أن يحدث يوم 9 أكتوبر؟ هل لأن أنظار الأمن ستتجه لشرم الشيخ حيث احتفالية البرلمان بوجود أمنى مكثف هناك فتضعف الخدمات الأمنية فى القاهرة والمدن المصرية الأخرى؟ أو ما يرجحه البعض عن أن السبب هو أن يوم 9 أكتوبر ذكرى أحداث ماسبيرو، وهو احتمال لا أرجحه شخصياً..

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل